بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 شباط 2021 11:05ص علوش لـ«اللواء»: لن تشكّل الحكومة إلا إذا تلقى عون تطمينات حول مستقبل صهره

حركة عربية ودولية تزامناً مع دعوة الراعي لمؤتمر خاص بلبنان

حجم الخط
يبرز الاهتمام العربي والدولي المتجدد بالأزمة اللبنانية، وما يتصل بتأليف الحكومة الذي يواجه عقبات لا يستهان بها، من خلال الجولة التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري على عدد من عواصم المنطقة والعالم، حيث يتوقع أن يحط في الساعات المقبلة في العاصمة الفرنسية باريس، للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد زيارتيه لمصر والإمارات، حيث من المنتظر أن يصار إلى البحث مع الرئيس الفرنسي في تداعيات الملف اللبناني، وتحديداً في سبل إزالة العراقيل من أمام ولادة الحكومة، بعد إعادة إحياء المبادرة الفرنسية. في وقت كانت لافتة الزيارة التي سيقوم بها إلى بيروت، اليوم، نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بعد ساعات على عودة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري إلى بيروت، بعد غيبة لأشهر قليلة.
وتأتي هذه التحركات الدولية والعربية المتصلة بالأزمة اللبنانية، غداة الدعوة التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة، لإنقاذ الوضع من الانهيار في ظل تفاقم الأزمة على نحو غير مسبوق على مختلف الأصعدة، توازياً مع عجز المسؤولين عن تأليف الحكومة، الأمر الذي دفع «سيد بكركي» إلى إطلاق هذه الدعوة، بالنظر إلى المخاطر التي تتهدد لبنان، في حال بقيت الأمور دون معالجة في العمق، واستمر الوضع الإقليمي ضاغطاً على أكثر من صعيد.
ويشير في هذا الإطار، نائب رئيس تيار «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش، إلى أن «الحراك العربي والدولي القائم، يتزامن من المطالبات بالتدويل، وإن كنا مقتنعين بأن الانهيار لن يتوقف، إلا في حال العمل على إيجاد حلول جذرية للمشكلات القائمة، وتحديداً ما يتصل بسلاح «حزب الله»، باعتبار أن أي حل يبقى موقتاً، طالما السلاح موجود» . 
ويكشف أن «اللقاء المرتقب بين الرئيسين ماكرون والحريري في باريس، سيبحث في المخارج الحكومية، في إطار تفاصيل المبادرة الفرنسية، وما يتصل بالدعم المنتظر أن تقدمه للبنان، إضافة إلى التطرق إلى جهود الرئيس الفرنسي من أجل جمع أكبر حشد دولي لمبادرته».
واستناداً إلى ما يقوله علوش، فإنه «بعد إجراء المصالحة الخليجية في قمة العلا، يبدو أن المملكة العربية السعودية لا زالت على موقفها، ولكنها تركت الخيارات لكل دولة تريد مساعدة لبنان بطريقتها الخاصة، ولذلك كان هناك تحرك من جانب دولة الإمارات المتحدة، في حين ننتظر ماذا سيتأتى عن زيارة وزير الخارجية القطرية إلى بيروت، وماذا يمكن أن تقوم به بلاده لدعم لبنان، وإخراجه من مأزقه»، مشيراً إلى أنه  يقرأ عودة السفير السعودي إلى بيروت، على أنه «حرص على عدم الغياب عن لبنان في هذه الظروف، لكن حتى الان لا يبدو أن أبواب المساعدات قد فتحت، بانتظار ما سيستجد على صعيد الاستحقاقات المنتظرة في لبنان والمنطقة».
ويشدد نائب رئيس «المستقبل»، على أنه «لا يستطيع الافتراض أن «عودة السفير البخاري إلى بيروت، هي بمثابة تأييد للحكومة التي يريدها الرئيس المكلف، لكن لا شك أن الحكومة التي يسعى إليها الرئيس الحريري، تتناسب مع رؤية المملكة لأي حكومة ممكن أن تتعاون معها»، داعياً إلى «انتظار الخطوات الملموسة والعملية من جانب السعودية تجاه لبنان بعد تشكيل الحكومة».
ولا يخفي علوش خشيته من أن «ترخي تداعيات اغتيال المعارض بشدة لـ«حزب الله» الكاتب لقمان سليم، بثقلها على تشكيل الحكومة، باعتبار أن هناك صعوبة في إنجاز تسوية يشارك فيها «حزب الله»، ولذلك لست متأكداً أن الأخير قد يقبل الخروج من المشهد الحكومي، أو أن يكون الرئيس الحريري قادراً على تشكيل حكومة لا يكون «حزب الله» راضياً عنها. وعلى الجميع أن يقتنعوا بأن الإيراني وحده من يستطيع الضغط على «حزب الله»، وبالتالي فإن أحداً في الداخل ليس بمقدوره التغيير في رأي الحزب». ويضيف: «المسألة في الملف الحكومي مرتبطة بالرئيس ميشال عون الذي يسعى بكل جهده إلى توريث صهره، فإذا تلقى تطمينات تتعلق بمستقبل جبران باسيل ، فإنه بالإمكان توقع انفراجات، وما عدا ذلك ليست هناك بوادر إيجابية، سيما وأن الرئيس المكلف لن يقدم تنازلات جديدة».
ويرى علوش، أن «اغتيال سليم هي رسالة داخلية ضمن الصف الشيعي، لإرهاب كل شيعي يمكن أن يفكر في لحظة من اللحظات أن يقف الموقف الذي وقفه المغدور سليم، خاصة وأن الراحل كان مشاكساً على أعلى المستويات، دون استبعاد حصول فوضى أمنية في الشارع أكثر من أي أمر آخر».