بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 حزيران 2020 12:00ص عماد الحسامي «مُرابط من أجل فلسطين»

حجم الخط
لم تُغيّر أو تُبدّل الظروف والأحداث والمحطّات والمراحل المُناضل عماد درويش الحسامي، من أنْ يبقى مُرابطاً من أجل القضية التي آمن بها، قضية فلسطين.

دافع عنها في مواقع مُتعدّدة، ويوم عزّ الرجال، بقي مُلتصقاً بالثورة الفلسطينية... ابتعد كُثُرٌ، لكن عماد بقي مع القلّة القليلة التي لم تغرز خنجرها طعناً في ظهر الشعب الفلسطيني.

لا يُمكن أنْ يكون حديث أو مجلس يتواجد فيه «أبو محمد»، إلا ويكون محوره فلسطين، القضية، الصمود، التصدّي للمُؤامرات، مُؤازرتها، نُصرة أهلها، والدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني المُستقل، وحشد كل الطاقات والقوى نحو مركزية القضية.

دائم السؤال عن فلسطين وأحوالها، والتبرّك بما يُوطّد علاقته بها.

كُثُرٌ أُقعِدوا أو تقاعدوا عن النضال من أجل فلسطين، لكن عماد الحسامي - وعلى الرغم من آلامه وظروفه الصحية، التي وصلت إلى حد استعانته بكرسيٍّ مُتحرّك - لم يُقعده النضال من أجلها والمُشاركة في النشاطات التي تُقام.

يرحل الحسامي في الذكرى الـ53 لنكسة حزيران 1967، والذكرى الـ38 للغزو الإسرائيلي لبيروت في حزيران 1982، وفي مرحلة دقيقة يمر بها لبنان والمنطقة العربية وقضية فلسطين، في مُحاولة لتصفيتها وشطبها.

لكن كلّه أمل بأنّه كما ناضل ورفاقه، وقاوموا المُحتل الإسرائيلي ودحروه عن بيروت، أوّل «عاصمة عربية» يحتلّها بعد القدس، وجنوده يُردّدون: «يا أهل بيروت لا تُطلِقوا النار إنّنا مُنسحِبون»، أنْ يتحقّق هذا الحلم وتتحرّر فلسطين، وتُقام الدولة المُستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، ونقل رفاة الشهداء المُناضلين لأجلها إليها.

رحل عماد الحسامي، لكنه بقي مُرابطاً في روحه وطيفه من أجل فلسطين وبيروت المدينة التي أحب ودافع عنها بأغلى ما كان يملك.