بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 نيسان 2021 12:00ص عينك لن تغمضها مرارة الغياب

حجم الخط
أغلق جمال الشمعة عيناه للمرة الأخيرة، بعدما أمضى سنوات في رصد الحدث واختصار السبق الصحفي بصورة من عدسته. إنه إبن جريدة «اللواء» البار، الذي قضى عمره المهني فيها، كافح وتطوّر معها، خاض حروبها الإعلامية وسجّل انتصاراتها ومعاناتها، وكم من لقطة أخذها اختصرت الكلام وأوصلت الرسالة. وفي الأيام الصعبة لم يتخلَّ عنها، بل صبر على الصعوبات وقرر الصمود والبقاء في المركب نفسه، متسلّحاً بالوفاء وبالثقة بقدرة المؤسسة على تجاوز المحنة. شارك عائلته الكبيرة أفراحها وأتراحها، هو الحاضر دائماً مع الكبير والصغير ليسجل اللحظة ويحفظها في أرشيفه الواسع.. لم أعرف الجريدة يوماً من دون جمال، وقد عاصرته كرئيس قسم التصوير والمنقذ الدائم للتغطيات المفاجئة والملحّة.. يرفض أن تفوته لقطة أو أن يغيب عن عينه حدث.. صوّر بيروت بكل حللها، بدءاً بالحرب السوداء مروراً بأجمل سنوات الإعمار والنهوض وصولاً لزمننا الرديء اليوم، ولم تفارق السكينة روحه يوماً ولم يغلب ضغط المهنة هدوءه المعهود، ولم ينجح «زعران» الشوارع في استفزازه يوماً كما يحلو للبعض أن يسجل انتصاراته الوهمية على الإعلام والإعلاميين، خاصةً المصورين.

لقد فقدت عائلة «اللواء» أخاً عزيزاً وزميلاً تميّز بمهنيته التي باتت عملةً نادرة في زمننا الرديء..

لقد كنت عين القارئ في ساحات الحرب والسلم لسنوات طويلة، ولك أن ترتاح في جنات الخلد إن شاء الله، وسيبقى أرشيفك حاضراً وعينك التي لن تغمضها مرارة الغياب..