بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2019 06:15ص قاطيشا لـ«اللواء» : رئيس «العوني» يريد رمي اللبنانيِّين في أحضان الأسد

تهديدات باسيل فتحت المواجهة مع الحريري وحلفائه فهل تَسْلَم الحكومة؟

حجم الخط
فتح رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل باب المواجهة على مصراعيه مع القوى السياسية الرافضة للتطبيع مع النظام السوري، بإعلانه في ذكرى 13 تشرين أنه سيزور دمشق للمساعدة على إعادة النازحين، وهو الأمر الذي قوبل بموجة ردود عاصفة على ما قاله رئيس التيار العوني الذي هدد بقلب الطاولة، في وقت سألت أوساط سياسية عن الجهة التي يريد باسيل قلب الطاولة عليها؟ أليسوا هم شركاءه في الحكومة وفي الوطن؟ وهل بهذه الطريقة يريد حماية البلد وتحصين السلم الأهلي وإزالة العقبات من أمام مسيرة العهد في سنواته الثلاث الأخيرة؟ 

ويظهر بوضوح من حجم ردود الفعل على ما أعلنه باسيل، أنّ الأمور مرشحة لمرحلة تصعيد كبير في المواقف، بين دعاة إعادة التواصل مع نظام بشار الأسد من بوابة العمل على إعادة النازحين، وبين الرافضين لأي توجه من هذا القبيل، في ضوء إعادة توحيد ما كان يعرف بقوى 14آذار لمواقفها من الانفتاح على الأسد، سيما رئيس» الحزب التقدمي الاشتراكي « وليد جنبلاط الذي كان الأعنف من بين الردود على كلام باسيل، فيما لم يتأخر رد رئيس الحكومة سعد الحريري على وزير خارجيته الذي لم تمضِ أيام قليلة على لقائه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، حيث تشير معلومات إلى أن موضوع الانفتاح على نظام الأسد كان من بين الموضوعات الأساسية التي بحثت في اللقاء المطول بين الرجلين .

وكشفت أوساط وزارية لـ«اللواء»، أنّ «تصريحات باسيل الاستفزازية لن تمر مرور الكرام في جلسة الحكومات المقبلة، حيث سيواجه برد حازم من القسم الأكبر من الوزراء الذين سيؤكدون رفضهم لتبييض صفحة النظام السوري، من خلال الدعوة للتطبيع معه»، مشيرة إلى أنه «في حال خرج باسيل عن التضامن الوزاري وزار دمشق، فستكون الزيارة شخصية ولا تمثل موقف الحكومة على الإطلاق، لأن موقف لبنان الرسمي متوافق مع الإجماع العربي الذي لا يزال يعارض عودة سورية إلى الجامعة العربية، وبالتالي فإن ما سيبحثه باسيل في حال زيارته سورية لا يلزم الحكومة بشيئ» . 

وفي السياق، ترفض «القوات اللبنانية»، كما يقول عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب وهبي قاطيشا،لـ«اللواء» ، «كل ما جاء على لسان الوزير باسيل الذي يتكلم خارج الإجماعين اللبناني والعربي، ويريد الذهاب إلى عند بشار الأسد. وبالتالي فإن الموضوع لم يعد متعلقاً بالتسوية، بقدر ما يريد أخذ لبنان إلى للارتماء في أحضان الوصاية السورية مجدداً، وهو أمر لا يمكن القبول به وسنواجهه بكافة الوسائل»، متهماً رئيس التيار العوني بأنه «يعمل من أجل تنفيذ وصاية مقنعة، لا بل أكثر من ذلك، فهو يريد وضعنا في أحضان بشار الأسد» . 

وأشار قاطيشا، إلى أنه «ليس من خيار أمامنا سوى منع باسيل من تحقيق هدفه، وسنكون له بالمرصاد وسنعمل على تعريته، ولن نسمح له بتحقيق أهدافه»، مؤكداً أنّ «وزراء القوات والحلفاء لن يسكتوا على أي توجه لإعادة العلاقات مع نظام الأسد الذي يريد إعادة وصايته على لبنان»، ومشدداً على أن «باسيل خالف سياسة الحكومة الداخلية والخارجية، وهذا الأمر من شأنه زيادة الضغوطات على مجلس الوزراء الذي بات بحاجة إلى تغيير من أجل الإتيان بوزراء تكنوقراط قادرين على العمل والإنجاز» . 

وإذ اتهم نائب «القوات» رئيس «العوني» بـ«المتاجرة بكرامة اللبنانيين بالعمل لأخذهم إلى عند الأسد»، فإنه أكد أنّ «النظام السوري لا يريد إعادة النازحين بأي شكل من الأشكال»، والدليل أنّ هناك وزراء لبنانيين يذهبون سراً وعلانية إلى دمشق ولم يفعلوا شيئاً للنازحين»