بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الثاني 2022 08:09ص قطر تُسقط حملات الاستهداف وتتقدّم نحو مونديال 2022

تحصينُ موقف الدوحة في ظل المصالحة العربية واحتواء التدخلات الغربية

حجم الخط
تعزّزَ موقفُ القيادة القطرية مع انسياب المصالحة العربية وطيّ صفحة الخلاف وإن بقيت ملفات عالقة عليها تباين في الرؤية والمعالجة، لكنّ الصورة العربية اليوم أفضل ودواعي التضامن العربي أكبر، وهو ما ينتظره العالم العربي وهو يتطلّع بالكثير من الفخر والاعزاز إلى إنجاز قطر في بطولة كأس العالم.
منذ العام 2010 عندما فازت دولة قطر باستضافة بطولة كأس العالم في كرة القدم انطلقت حملات مركّزة تستهدف هذا الاستحقاق العالمي والدور القطري المنتظر على المستويات العربية والدولية، الرياضية والاقتصادية والإعلامية والسياسية، واتخذت أشكالاً متنوعة في الإعلام الغربي بشكل خاص، منها ما تطرّق إلى التحقيق حول منح الدوحة حقّ تنظيم مونديال 2022، ثمّ امتداد الحملات حول ما أسماه هذا الإعلام حقوق العمال في المنشآت الرياضية، وهي عناوين أسقطتها الأيام وأثبتت عدم صحتها.
يمضي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قُدُماً في مواكبة قطر في تنظيمها لمونديال 2022 نازعاً الألغام من أمام تدفّق الفرق والجماهير، لتتراجع قدرة حملات استهداف قطر على الاستمرار أمام موجة عربية وعالمية جارفة تتعامل بالتقدير والاحترام لكلّ ما أنجزته الدولة القطرية في الوقت المحدّد من استعدادات لهذه البطولة ذات البُعد العالمي الهام في تلاقي الشعوب ونشر الروح الرياضية والتسامح وإدارة التنافس بأبعاد حضارية وإنسانية.
فيفا يدعو (الغرب) إلى التوقف
عن «توزيع الدروس الأخلاقية»
في هذا الإطار دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المنتخبات المشاركة في مونديال قطر إلى «التركيز على كرة القدم» والتوقف عن «توزيع الدروس الأخلاقية»، مطالباً «بضرورة التركيز على البطولة»، وجاء في الخطاب «نحن في الفيفا نحاول احترام جميع الآراء والمعتقدات، من دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم؛ فواحدة من نقاط قوة هذا العالم هي تنوعه، وإذا كان الاندماج يعني شيئاً، فهو يعني احترام هذا التنوع، إذ لا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة أفضل من الأخرى».
وأضاف الفيفا في خطابه -الذي وقّعه رئيس الاتحاد جياني إنفانتينو والسكرتير العام للاتحاد فاطمة سامورا- «هذا المبدأ هو حجر الأساس للاحترام المتبادل وعدم التمييز، وهذه أيضا واحدة من القيم الأساسية لكرة القدم، لذلك دعونا نتذكر ذلك جميعاً ونركّز على كرة القدم».
من جهتها، انتقدت جامعة الدول العربية الانتقادات الموجهة لقطر، ووصفتها بأنها «حملة تشهير» قبل انطلاق البطولة.
حملات مموّلة من الاتحاد الأوروبي وفرنسا
إنّ المدقّق في طبيعة الحملات التي استهدفت قطر من قبل منتخبات أوروبية تحت عناوين حقوق الإنسان، يرى أنّها كانت ذات طابع تخريبيّ ولا صلة لها حقيقة بحقوق الإنسان، وكانت تدخّلاً سافراً في الشؤون الداخلية للدوحة ومحاولات إملاء تتعلّق بإدارتها لكلّ الاستعدادات لاستضافة المونديال، من دون وجود عناصر ذات قيمة تستند إليها تلك الحملات.
لم تكن هذه الحملات هجماتٍ منفصلة وتلقائية، بل نظّمتها مجموعات ضغط في أكثر من دولة وأمدّتها بتمويل سخيّ بلغ 10 ملايين دولار للمرحلة الأولى التي هدفت حينها إلى تجريد قطر من حقها في استضافة المونديال، واستمرّت بعد ذلك لتخريب الإنجازات والصورة المتقدِّمة التي استطاعت إمارة قطر أن تقدِّمها للعالم في وقت قياسيّ وبلغة عالمية مرِنة وراقية تمكّنت من احتواء كلّ هذا الطوفان من التشويه والافتراء وإساءة السمعة.
كان واضحاً أنّ الاتحاد الأوروبي وفي القلب منه فرنسا، يقفان وراء أغلب هذه الحملات ذات الطابع العنصري، حتى ذهبت بعض الجهات الإعلامية والرياضية الغربية إلى استكثار تنظيم كأس العالم في دولة عربية خليجية لأنّها تختلف في الطقس والمناخ والعادات والتقاليد عن دول الغرب.
استهداف قطر..
استهداف للعرب والمسلمين
لم يكن ما جرى ويجري استهدافاً لقطر وحدها، بل هو في الحقيقة استهداف لكلّ العرب والمسلمين لأنّ من أطلق هذه الحملات أراد عزلهم عن العالم وإظهارهم بمظاهر التخلّف والتطرّف ورفض الآخر، وهذا خلاف الواقع.
من المنتظر أن تنطلق بطولة كأس العالم في قطر في الفترة بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، في استضافة هي الأولى عربياً وفي الشرق الأوسط، ومع اقتراب هذا الموعد تتألّق الدوحة في إبراز جمال وأهميّة ما أنجزته لتكون ملتقى الشعوب ومحطّ أنظار الإعلام، وهي ستسجِّل في التاريخ أنّها أسقطت حملات العنصرية الغربية وغلّبت الأبعاد الأخلاقية والإنسانية بأرقى وسائل التعبير وأفضل مشاهد حسن الضيافة والاستقبال.
قيادة حضارية للمونديال
سيكون مونديال 2020 في الدوحة محطة لا تُنسى في تاريخ البشرية ليس في بُعدها الرياضي فحسب، بل في بُعدها الحضاريّ الذي يقدِّم العرب والمسلمين في أبهى صورهم، وهم متمسّكون بدينهم وهويّتهم الحضارية، رافضين كلّ ما يمسّها ويمسّ الفطرة البشرية، حيث فشلت حملات الافتراء في تطويع موقف قطر من الثوابت الدينية والأخلاقية.
إنّ تمسّك القيادة القطرية بتعاليم الإسلام وافتخارها بالانتماء إليه، وقيادة العالم في تنظيم هذه البطولة نموذج يحتذى في كيفية التعامل مع الضغوط الغربية الساعية إلى اختراق مجتمعاتنا بالإفساد وضرب الفطرة، مثل دعاوى الشذوذ وغيرها من الانحرافات.
تعزّز موقف القيادة القطرية مع انسياب المصالحة العربية وطيّ صفحة الخلاف وإن بقيت ملفات عالقة عليها تباين في الرؤية والمعالجة، لكنّ الصورة العربية اليوم أفضل ودواعي التضامن العربي أكبر، وهو ما ينتظره العالم العربي وهو يتطلّع بالكثير من الفخر والاعزاز إلى إنجاز قطر في بطولة كأس العالم.