بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الثاني 2020 12:00ص كارلوس.. وكارلوس

حجم الخط
زار رجل الأعمال «اللبناني الأصل» الأكثر ثراءً في العالم كارلوس سليم لبنان في آذار 2010، وتم الترحيب به بمنتهى الحفاوة رسمياً وشعبياً ولاقى اهتماماً لافتاً من الرؤساء الثلاثة، إذ قلده رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب، بينما قدّم له رئيس مجلس النواب نبيه بري درعاً تقديرية، وأقام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على شرفه غداءً تكريمياً جامعاً من حوله أهل السياسة والاقتصاد.

وأعلن سليم لمناسبة جولته على سليمان وبري والحريري، استعداده لـ «المساهمة في عدد من المشاريع المُنتجة في مختلف الميادين»، منوهاً بـ «التقدم الحاصل والحركة الإعمارية التي يشهدها البلد».

للعلم فإن الملياردير عندما زار وطنه الأم، «قطع إيده وشحد عليها» بل وترك الدولة اللبنانية تدفع جميع نفقات زيارته!

والأنكى أنه في أوائل عام 2011 أعلن عزمه استثمار ثمانية مليارات و300 مليون دولار في 19 دولة حول العالم، ولم يكن لبنان من بينها! 

اما رجل الأعمال كارلوس غصن، فلم يَسأل وهو في أوج نجاحه المهنيّ عن القانون اللبناني وتحديداً قانون مقاطعة «إسرائيل»، حين زار الكيانَ الصهيونيّ سنة 2008 والتقى رجالَ أعمالٍ وسياسيّين إسرائيليّين، وعلى رأسهم مجرما الحرب شيمون بيريز وإيهود أولمرت، من أجل تمكين هذا الكيان الدخيل عبر ائتلاف شركتي نيسان-رينو، من أن يصبح رائداً في مجال استخدامِ السيّارة الكهربائيّة. 

وقد صرّح غصن لوكالة رويترز بتاريخ 21/1/2008 ان السبب الرئيسي وراء اختيار إسرائيل لإطلاق المشروع هو أن 90 في المائة من الإسرائيليين يقودون أقل من 70 كم في اليوم وأن جميع المراكز الحضرية الرئيسية تقع على بعد 150 كم من بعضها البعض. وقد أقرَّ المسؤولون الإسرائيليّون بما لهذا التمكين من تعزيزٍ لأمن الكيان الاقتصاديّ، إذ يخفِّف من اعتماده على استيراد النفط والغاز الطبيعيّ.

في آب 2017 وُضع قيد التداول طابع بريدي لبناني تكريماً لكارلوس غصن، رغم الاحتجاجات العديدة على هذه المبادرة بسبب الزيارة المُدانة.

وفي عام 2019، ومن نقابة الصحافة وتحت وطأة الرأي العام وبعد أحد عشر عاماً، اعتذر غصن عن زيارة إسرائيل، مبرراً العذر بما هو أقبح من الذنب، وواضعاً إعادة فتح الموضوع في إطار المؤامرة التي تطاله مؤخراً!

كما بشّر اللبنانيين بأنه «مستعد للبقاء لفترة طويلة في لبنان»! وأضاف مشكوراً ومحموداً: «مستعد لأن أضع خبرتي في خدمة لبنان إذا طُلب منّي ذلك لتحسين وضع البلد، لكنني لا أريد وظيفة ولا منصباً سياسيّاً»، ورُغم ذلك اقترحه الوزير السابق وليد جنبلاط لتولي حقيبة وزارة الطاقة وهو عقّب على ذلك بالقول: «شرف لي أن يعرض جنبلاط إسمي للتوزير وإذا كانت خبرتي تُساعد السياسيين فأنا مستعدّ»!

من بين دولة البرازيل التي نشأ فيها، وفرنسا التي ازدهر فيها.. اختار كارلوس غصن لبنان بلد الأجداد للهروب والتموضع.. يا لسعادتنا بـ«عودة الابن الضال»!!