للمرّة الأولى یبادر لبنان إلى تقدیم أحد مواطنیه لمنصب أمین عام مساعد لمجلس اتحاد البحر المتوسط، لاسیما أنّ لبنان عضو في هذه المنظمة، وذلك منذ تأسیسها عام 2008.
لقد ارتأى كل من رئیس الوزراء اللبناني ووزیرالخارجیة أنّه حان الوقت للبنان للحصول على مركز یخوّله أخذ المبادرة.
وقد تمَّ تقدیم طلب شبه رسمي في هذا الشأن إلى المنظّمة المذكورة، ولقي هذا الطلب قبولاً من قبل الرئاسة المشتركة (أي الأردن والاتحاد الأوروبي) لاتحاد البحر المتوسط، كما لقي استحساناً من قبل ممثل مصر السید ناصر كامل الأمین العام الجدید للمنظّمة.
في 28 أیار 2018 مارس بعض من كبار مسؤولي حزب الله ضغوطاً على وزیر الخارجیة الذي علّق الطلب.
أما أسباب هذا الضغط فلا تزال غامضة، كل ما في الأمر أنّه نُشِرَ جاء فیه، إنّ سبب طلب تجمید ترشیحي یعود إلى كون إسرائیل عضواً في اتحاد البحر المتوسط.
إنّ منصب أمین عام مساعد لا یلزمنا إطلاقاً الذهاب إلى إسرائیل أو إقامة أي علاقة مع كائن من كان من الصهاینة، لكن هذا المنصب یُتیح لنا بوجودنا في المنظّمة، أنْ نؤثّر على قراراتها وذلك لمصلحة لبنان.
انطلاقاً من هذه المعطیات، قرّرتُ توجیه هذا الكتاب المفتوح إلى سماحتكم كي أفهم الأسباب التي حملت مسؤولین من حزبكم إلى الوقوف ضد ترشیح بلدهم لمنصب من شأنه أنْ یساهم في تنمیة لبنان ونهوضه.
في 17 تموز الجاري، تمَّ انعقاد مؤتمر اتحاد البحر المتوسّط، ضمَّ 43 دولة في برشلونة دون حصول لبنان على مركز یخوّله أن یلعب دوراً فعالاً.
نرجو من سماحتكم رفدنا بالتوضیح ومع الشكر وتفضلوا بقبول الاحترام.
د. ریما طربیه
اختصاصیة بالتنمیة المستدامة وبالبیئة