بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تموز 2018 12:00ص كتاب مفتوح إلى فخامة الرئيس ميشال عون

حجم الخط
فخامة الرئيس،
عذراً إن سمحت لنفسي أن أخاطبك عبر وسائل الإعلام، بكل التقدير والاحترام اللذين أكتبهما لشخصك الكريم الصادق، فهذا على ما اعتقد أفضل وأنفع.
في الأمس، قرأت لك تصريحاً مختصراً ناديت فيه اللبنانيين إلى مساعدة الدولة في مكافحتها للفساد، وأضفت أن لا إمكانية في إنجاز اصلاح في مجتمع لا يتعاون شعب مع دولته في مواجهة الفساد المستشري فيه.
إن دعوتك هذه محقة، وأرجو أن تثق بأن النّاس مستعدة لتلبيتها بكل طيبة خاطر وسعادة اذا شعرت أن الدولة عازمة فعلاً وجدية في عمليتها مكافحة الفساد وتتمنى أن ترى الدولة تقبض بيدها على فاسد وأكثر كدليل على صحة توجهها وتأكيداً له.
يكفي أن تبادر إلى فعل ذلك حتى يهلل الشعب ويفرح لإحالتهم إلى القضاء، فالشعب يُدرك أن ترك الفاسد يسرح ويمرح كما يشاء، سيؤدي بالبلد الى تداعيات خطرة تصيب المجتمع بفئاته كافة فضلاً عن أنها لا تسهل له عملية مكافحته لهذه الآفة الكبرى فليعلم الشعب وأظنه عالماً، أن هدر الأموال العامة يأتي كنتيجة حتمية لتداعياته.
فخامة الرئيس،
أذكر لك تصريحاً قلت فيه أن الدولة هي على شفير الإفلاس، رجائي إليك مخلصاً أن تعمل على تجنيب لبنان هذه الكأس المرّة، لأنه اذا ما حصل فإنه سيؤدي إلى اضعاف مناعة بنية الجسم اللبناني ويعرضه الى حالات مختلفة من عوارض مرضية.
أقدِم فخامة الرئيس اليوم على بدء عملية مكافحة الفساد قبل أن ينتشر فتصعب معه عملية مكافحته.
الوقت ضيق للمبادرة بعملية المكافحة وأخشى ما أخشاه هو أنه إذا ما تأخرت العملية أن يُقضي على الجسم اللبناني وهذا ما لا يُمكن أن نتصوره.
فخامة الرئيس،
ألا تسمع أنين الفقراء، وأنا على يقين أنك من سامعيه، وتتألم لما هم عليه من حال وتعمل ما في استطاعتك للتقليل من شأنه. لقد راوحت نسبة العاطين عن العمل بين الثلاثين والخمسة والثلاثين بالمئة معظمهم من الشباب والنساء فهم القوة الفاعلة والمنتجة في المجتمع ولا شيء ما ينبئ بأن الحال سيتبدل ويجنح نحو الأفضل.
إني اقترح عليك فخامة الرئيس ان تؤلف بالاتفاق مع رئيس الحكومة لجنة خاصة مؤلفة من رجال اختصاص من القطاعين الخاص والعام وتحديد مهمتهم هي إيجاد الحلول على المديين الحاضر والمستقبل للخروج بحلول للوضع الاقتصادي غير السلم الذي نحن عليه اليوم، ويوقف النزيف المتمثل بهجرة الشباب بحيث لا يؤول هدراً ما أنفقت الدولة على تعليمهم.
ان البلد مليء بالاخصائيين وتجاربهم، فليؤتَ بالأشـهر منهم وتكليفه مهمة إخراج لبنان من أزمته.
أقدِم على ذلك فخامة الرئيس، تعاونك، حكومتك وادارتك على ذلك، فالوقت أصبح قصيراً والزمن مستمر في تقدمه.
أملنا فخامة الرئيس أن تبادر وأن تتوفق بعون الله.

 نائب ووزير سابق

لا تزال المسؤولية تجري في عروقه