بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الثاني 2020 03:43م «كيد النساء» في قصر «باكنغهام».. هل يسبّب انهيار العائلة الملكية؟

حجم الخط
أعاد القرار الأخير الذي صدر عن الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل بالتنازل عن مهامهما كعضوين بارزين في العائلة الملكية البريطانية، الأنظار الى خبايا "قصر باكنغهام" الملكي، بعد تاريخ حافل بالأحداث، والأسرار التي لم تستطع جدرانه أن تحفظها داخله، رغم كل المحاولات "البروتوكولية".

يبدو أن قصص الأميرة ديانا وزوجها الأمير تشارلز، والد الأميرين ويليام وهاري، والوريث الأول للعرش بعد الملكة إليزابيث الثانية، لن تكون آخر القضايا المثيرة للجدل في المملكة المتحدة.

وتخصص الصحافة البريطانية مساحات واسعة لنقل "الحياة الملكية" الى عامة الشعب، وذلك بتناول قصص الثنائي ويليام وكيت ميدلتون، وهاري وميغان ماركل، مع انحياز ملحوظ لصالح الثنائي الأول.

الأمير هاري هو المرشح السادس لعرش بريطانيا، إلا أن بعض التقارير تلمّح الى نية الملكة التنازل عن العرش لنجلها الأمير تشارلز، الذي من المرجح أنه سيتنازل مباشرة لولده الأكبر الأمير وليام، وهو الأمر الذي يلقى دعمًا غير مباشر من الصحف البريطانية.

وبما أن النساء يلقون دعمًا اعلاميًا أكبر، ركزت الصحافة على كيت ميدلتون وهمشت "الأميركية" ماركل، إذ كانت توصف الأولى دائما بالوداعة وبالبراءة، في حين تتهم ميغان بأنها وصولية وذات طلبات كثيرة.

ولم تنقطع الشائعات منذ اليوم الأول لزواج ماركل وهاري حول الخلافات بين الشقيقين هاري ووليام بسبب "الغيرة النسائية" بين ميغان وكيت ميدلتون، إلا أن قصصًا عديدة أثبتت أن الشائعات حقيقة.

تنقل مصادر مقرّبة من القصر أن العلاقة بين الأميرين، والتي لطالما كانت قوية قد إنحرفت عن مسارها منذ عامين، عندما أخبر ويليام هاري بأنّ الأمور تجري بسرعة بينه وبين ميغان. وبدت تظهر هذه الخلافات الى العلن بعد تغيب هاري وميغان مؤخرًا عن مناسبات عائلية عديدة، وبعد انتقالهما إلى "بيت مستقل" خلال الصيف الماضي.

كما ظهر التوتر في العلاقة في خطاب عيد الميلاد الأخير الذي ألقته الملكة إليزابيث، حيث كان بجوارها مجموعة صور لجميع أفراد العائلة المالكة البارزين، بينما غابت أي صور للأمير هاري وزجته ماركل وطفلهما عن المشهد.

يقول أحد أصدقاء هاري، أن الأخير لطالما ردد أنه يشعر بـ"العزلة"، وأن الشقيقان حاليًا لا يتواصلان أبدًا، وتصف الراوية الملكية بيني جونور، العائلة الملكية بأنها "غريبة وأفرادها لا يدعمون بعضهم البعض. ولا يمتدحون بعضهم بعضًا ولا يشجعون بعضهم".

أما روبرت لاسي، المؤرخ الملكي فقال في هذا الشأن: "بعد وفاة والدتهما، الأميرة ديانا، في عام 1997، تمّ إلقاء الشقيقين معًا بمأساة خلال طفولتهما، لكن هذا أمر لا مفر منه. وكان متوقعاً عندما يكبران وتتطوّر شخصياتهما أن ينصقلا".

فيما يقول مصدر آخر: "وليام هو الملك المستقبلي، ستكون هناك بعض التنافسية بينه وبين هاري"، وهذا يضع بالفعل صخرة في العلاقة". إلا أن القرار الأخير لهاري لا يوحي بأنه يفضل حياة "الملوك"، بعد كل ما حصل معه ومع زوجته داخل القصر، الى جانب الضغط الإعلامي.

"كيد النساء" ظهر جليًا بتعابير الملكة يوم عرس هاري وميغان، بحيث أرمقتها بنظرة من "ملكة لإرث تاريخي" الى "ممثلة أجنبية سمراء" لا تليق بأن تكون زوجة أمير، وهذا ما ركزت عليه تقارير عدة نقلت توترات القصر الملكي بعد انضمام ميغان إليه.

وربما تخوفت الملكة بأن يكرر هاري ما فعله عمها الملك إدوارد الثامن، الذي تنازل عن عرش بريطانيا بعد زواجه من الأميركية واليس سيبمسون عام 1936.

لم تنتهِ قصص النساء عند هذا الحد، فرغم أن الإعلام يركّز على كيت ميدلتون ويهمل ميغان، إلا أن هذا الأمر أزعج أيضًا زوجة الأمير تشارلز، كاميلا، التي أرادت سابقًا أن ينفصل الأمير ويليام عن ميدلتون، وطلبت من زوجها أن يقنع ابنه بالانفصال عنها بعدما أثر حضورها على شعبيتها التي وضعت برصيد "خاطفة الأضواء" ميدلتون.

هذه القصص التي أوصلت أمير للتخلي عن امتيازاته الملكية ليبحث عن "استقلال اقتصادي"، تظهر بأن الحياة الملكية لا تعني حياة أفضل، وتبرهن أن "صراع العروش" لم يكن مجرد سلسلة تمثيلية، وأن دور النساء لا يقتصر على تزيين المشهد، بل الى قلبه كليًا، اذا اقتضى الأمر.

المصدر: "اللواء"