بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2020 07:23ص ‎لا بد من انشاء «جهاز أمن المرفأ»

حجم الخط
 بقلم: العميد الياس فرحات
في عام 1978 وفي عهد الرئيس الياس سركيس ورئيس الحكومة سليم الحص تم انشاء جهاز امن المطار وتقرر ان يتبع الى وزير الداخلية.كان الامن في المطار موزعا حسب الصلاحيات.قوى الامن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية لديها سرية درك المطار ومسؤولة عن الامن وتمارس الضابطة العدلية.ومفرزة الامن العام التابعة ايضا لوزارة الداخلية مهمتها ضبط وتسجيل حركة دخول الاشخاص وخروجهم من لبنان والتثبت من الوثائق الشخصية ووثائق السفر للمغادرين وللقادمين. مفرزة الجمارك التابعة لوزارة المالية ومهمتها مراقبة دخول البضائع واخضاعها للرسوم الجمركية وكذلك خروج البضائع بطريقة قانونية. رئاسة المطار تتبع وزارة الاشغال العامة والنقل ومهمتها متابعة الحركة الجوية وتامين اقلاع وهبوط الطائرات وادارة برج المراقبة ومنشات المطار. شركتا الطيران الوطنية وهما طيران الشرق الاوسط وشركة الخطوط الجوية عبر المتوسط للشحن الجوي لكل منها مستودعاتها ومنشأتها في المطار.
‎وحدات من الجيش اللبناني التابعة لوزارة الدفاع الوطني تتولى حراسة حدود المطار ونقاط حساسة في محيطه. 
‎لم يكن هناك اطار تنسيقي قيادي لضبط الامن في المطار في وقت شهدت مطارات عدة في العالم حوادث هجوم واعمال ارهابية. جاء جهاز امن المطار ليضع حدا للافتراق التنظيمي وللارتباطات المتعددة وادى ذلك الى تفادي اعمال مخلة بالامن وعندما حصلت الى سرعة معالجتها والحد من تداعياتها.وباتت وزارة الداخلية تتولى وحدها مسؤولية امن المطار واي حادث يقع في المطار يكون وزير الداخلية ورئيس جهاز امن المطار موضع مسائلة.
‎في مرفأ بيروت لا وجود لوزارة الداخلية ولا لقوى الامن الداخلي، مفرزة الامن العام تتولى ضبط حركة خروج ودخول الافراد والطواقم البحرية كما تعمل كضابطة عدلية في حرم المرفأ. مديرية الجمارك لديها قسم جمارك في المرفا يتولى استيفاء الرسوم الجمركية على البضائع القادمة والتثبت من قانونية البضائع الخارجة والداخلة.شركة ادارة واستثمار مرفأ بيروت تتولى عمليات التفريغ والتحميل والخزن والاخراج والادخال بالتنسيق مع الجمارك.
‎ عام 1992 انشأت قيادة الجيش جهاز امن المرفأ بمذكرة خدمة ومن دون تحديد صلاحياته بمرسوم ويتبع جهاز امن المرفا الى مدير المخابرات. بغياب وزارة الداخلية اتي يقع الامن في كل لبنان في نطاق صلاحيتها ومسؤوليتها وفقا للقوانين النافذة, بقي كل جهاز يعمل وفقا لنظمه وتعليماته الادارية.ساعد جهاز امن المرفأ حرس ميناء بيروت،وهوجهاز خاص داخل المرفأ, في تامين الحراسة على المرفأ.رئاسة ميناء بيروت تتولى العمل الملاحي في مرقبة السفن القادمة باتجاه المرفأ وادخالها ورصفها استعدادا للتحميل والتفريغ.. علم اللبنانيون ان المديرية العامة لامن الدولة استحدثت مركزا في المرفأ من دون ان نعرف الصلاحيات المنوطة به سوى المهمة الامنية بشكل عام وما هو المرسوم او القرار الذي وضع المفرزة في المرفأ.
‎بعد انفجار الرابع من اب المشؤوم استيقظ اللبنانيون على تقاذف تهم بين مسؤولين في المرفأ وتملص كل منهم من المسؤولية ورميها باتجاه اخر. وذهل اللبنانيون اي مرجع يتولى امن المرفأ ؟ ومن يراجعون ؟ وزارة الاشغال العامة والنقل ام وزارالمالية ام وزارة الدفاع الوطني الموجودة وفق امر خاص ام وزارة الداخلية الغائبة او المغيبة.وقعت الكارثة وهناك تحقيق يجري لتحديد المسؤوليات.
‎كي نتعلم من الكارثة ونستفيد من اخطائنا وخطايانا نقترح على الحكومة المقبلة في اوائل جلساتها وخصوصا وزير الداخلية العتيد اعداد مشروع مرسوم بانشاء جهاز امن المرفأ يكون مرتبطا بوزير الداخلية وتعيين رئيس للجهاز يكون مسؤولا عن الامن تجاه الوزير وتجاه الراي العام.
 تناط بهذا الجهاز كل المهمات الامنية من امن الدخول والخروج للاشخاص والبضائع بحيث يدخل كل زائر الى مكان معاملته ولا يتجول في المرفأ وامن المستودعات والعنابر والتحميل والتفريغ وامن السفن الراسية والاحواض واستقدام وحدات من الجيش اللبناني والقوات البحرية في الجيش لتامين الحراسات اللازمة ومكاتب الاجهزة المختصة. ومن مهمات الجهاز التنسيق بين الاجهزة الامنية والجمركية والادارية في غرفة عمليات تنشأ لهذه الغاية تعمل على مدار الساعة. كما نقترح لهذه الغاية انشاء سرية مرفأ بيروت في قوى الامن الداخلي وتحديد صلاحياتها كضابطة عدلية وسلطة امنية تابعة لجهاز امن المرفأ.
‎هذا التبعثر التنظيمي وغياب المرجعية الامنية هو من الاسباب التي ادت الى حصول الكارثة. تاخرنا كثيرا لكن لا باس فلنبادر الى تنظيم الامن في اهم مرفق في لبنان.