بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 شباط 2024 07:05م لا تقدم على الجبهة الرئاسية .. وأوساط "الخماسية" : الإصرار على فرنجية لا يساعد

حجم الخط
الحراك الذي استكمله سفراء المجموعة الخماسية لدى لبنان، لا يؤشر إلى إمكانية إحداث خرق في الجدار، طالما أنه لم يحصل أي تغيير في مواقف الفرقاء اللبنانيين، وتحديداً "الثنائي" الذي لا زال مصراً على ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية. رغم أن السفراء أكدوا خلال اجتماعهم، ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للبنان،وباعتبار أن الوقت يعمل ضد مصلحة لبنان في ظل الشغور القائم الذي يهدد المؤسسات الدستورية برمتها . وفي الوقت الذي يتوقع أن يلتقي السفراء الأسبوع المقبل، قيادات سياسية من الطرفين، سعياً لإزالة العراقيل التي تعترض انتخاب رئيس جديد للبنان . لكن ما تسرب نقلاً عن أوساط "الخماسية"، أن لا معطيات حسية تسمح بحصول تقدم فعلي على صعيد الجهود الجارية . ومن أبرز العقبات التي تمنع إحراز تقدم، إصرار "الثنائي" على تقديم تنازلات، لا بل أنه بات اليوم أكثر تمسكاً بفرنجية، ما يجعل الأمور تراوح، وبالتالي فإن العقبات لا زالت نفسها، ما يجعل هناك صعوبة حقيقية في إنجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب، بعدما تبين للسفراء، من خلال الاتصالات والمشاورات التي قاموا بها، أنه لن ينتخب إلا رئيس توافقي للبنان .
ووفقاً للمعلومات التي توافرت نقلاً عن "الخماسية"، فإنه وفي مقابل استعداد المعارضة اللبنانية للقبول بشخصية وسطية، حيث يأتي اسم قائد الجيش العماد جوزف عون في المقدمة، إلا أن تصلب "الثنائي" في موقفه وإصراره على عدم التنازل عن فرنجية، وهو ما أبلغه رئيس البرلمان نبيه بري للسفراء خلال لقائهم به، رسم علامات استفهام كبيرة، حول جدية الفريق الشيعي، في تقديم تنازلات لمرشح توافقي في المرحلة المقبلة،وفي وقت لم تتحدد بعد عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، باعتبار أنه ليس هناك ما يؤشر إلى حصول تقدم . لا بل أن سفراء "الخماسية"، ليسوا متفائلين، بإمكانية أن ينجحوا في مساعيهم لانتخاب رئيس للبنان في غضون أشهر قليلة ، عوض حصول تقدم يفضي إلى حصول الانتخابات الرئاسية في وقت قريب . لكن حتى الآن ليس هناك ما يؤشر إلى بروز إيجابيات، من شأنها توقع تصاعد الدخان الأبيض، إذا لم يبد "الثنائي" استعداداً لتليين موقفه، وإبداء الاستعداد للتنازل عن فرنجية لمصلحة مرشح توافقي .


إلى ذلك، وبانتظار الرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية التي تسلمتها بيروت، وفي حين تتجه الأنظار إلى موقف "حزب الله" منها، في ظل تسريبات برفضه لها، في ظل استمرار الحرب على غزة، وفي حين واصلت إسرائيل توسيع رقعة اعتداءاتها على لبنان، متجاوزة  قواعد الاشتباك، بمزيد من الاعتداءات وعلى نحو غير مسبوق باتجاه العمق اللبناني، فإن الوضع الميداني بات على درجة عالية من السخونة، ما قد يفتح الأبواب أمام تطورات غير محسوبة، على وقع تصاعد حدة التهديدات بين جيش الاحتلال و"حزب الله" على حد سواء، توازياً مع اتساع نطاق المواجهات بين الطرفين . وقد أبلغ الوفد الأميركي الذي زار بيروت أخيراً، المسؤولين أن تهديدات إسرائيل جدية، طالباً إبلاغ ذلك إلى "حزب الله" . وهو أمر يضعه المسؤولون بالحسبان، سيما وأن التحذيرات الدولية كلها تصب في هذا الإطار .



وتعرب أوساط معارضة، عن اعتقادها أن الفرنسيين من خلال الورقة التي تقدموا بها، يحاولون تعبيد الطريق أمام حصول تسوية على أساس تنفيذ القرار 1701، وبما يضمن إخراج "حزب الله" من منطقة جنوب الليطاني، استناداً إلى مضمون هذا القرار . لكن لا يبدو أن "الحزب" في وارد القبول بهذا الاقتراح، طالما أن العدوان الإسرائيلي مستمر على غزة . وهذا ما يجعل النقاش بالورقة الفرنسية غير ذي جدوى، بعدما ربط "حزب الله" الجبهة الجنوبية بالحرب على القطاع . وطالما أن الجبهتين مترابطتان، فإن المعطيات لا تؤشر إلى نجاح الفرنسيين في مسعاهم، بانتظار عودة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، سعياً لتنفيس حدة الاحتقان على الحدود، وفتح الأبواب أمام حل سياسي لا زال بعيد المنال.




 وترى الأوساط، أن "حزب الله" الذي يمسك بالقرار الداخلي، أكان في قرار الحرب والسلم، أو في قرار بناء الدولة، يحاول في المقابل، ومن خلال الإمساك برئاسة الجمهورية، أن يمتلك ورقة إضافية في يده. من أجل التفاوض حول ما بعد انتهاء الحرب في الجنوب، وتنفيذ ال1701، في حين أن المرشح فرنجية، يدرك أنه أنه مرشح "حزب الله" فقط، وبالتالي فإنه لا يقوم بأي جهد انتخابي حقيقي" . ما يجعل أمر انتخابه مستحيلاً، لأنه لا يحظى بالدعم اللبناني المطلوب، عدا عن أن لا غطاء عربياً لانتخابه، بعدما أصبحت "الخماسية" على اقتناع، أنه لن ينتخب إلا رئيس توافقي للبنان في النهاية .