بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 آذار 2024 06:08م لا زيارة لوزراء "الخماسية" قبل حصول تغيير في موقف "الثنائي"

تمادي إسرائبل في تصعيدها يضع لبنان في مهب الاستهداف

حجم الخط


 




عمر البردان 


تأخذ إسرائيل الوضع في الجنوب إلى مزيد من التصعيد المفتوح على كل الاحتمالات، بعدما رفعت من وتيرة استهدافاتها للعمق اللبناني، سواء بالقصف المتجدد على مدينة بعلبك وضواحيها، أو من خلال الاستمرار في سياسة الاغتيالات التي تستهدف كوادر في "حزب الله" أو حركة "حماس"، وآخرهم هادي  مصطفى الذي تم اغتياله بواسطة مسيرة، قرب مخيم الرشيدية . وهذا التصعيد مرشح لأن يفتح أبواب المواجهة، بعدما  بدا واضحاً من خلال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية على لبنان، أن جيش الاحتلال يريد رسم معادلة عسكرية جديدة، بعد تجاوز قواعد الاشتباك على نحو غير مسبوق بين الطرفين . وسط خشية من أن تقوم إسرائيل، وفي إطار سعيها لفرض معادلة جديدة على "حزب الله"، بتوسيع مساحة اعتداءاتها، لتشمل مناطق أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانية . من أجل العمل على دفع "الحزب" إلى الدخول في مواجهة شاملة معها، توازياً مع بلوغ التهديدات أوجها بين الطرفين . الأمر الذي قد يعجل بالدخول في المحظور.


وفيما تبدو الخشية من أن ظروف تمدد الصراع باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى، بعد اتساع رقعة الأعمال العسكرية على نطاق واسع بين "حزب الله" وإسرائيل. وهو ما تمثل في شن الطائرات الحربية الإسرائيلية المزيد من الغارات على عمق البقاع، وسقوط شهداء وجرحى، ينظر "الحزب نظرة شك وريبة  إلى جهود الوساطة التي تقوم بها واشنطن، من أجل إيجاد سوية، تنزع فتيل حرب واسعة، مرشحة للاندلاع في أي وقت .ولا يأمل مسؤولوه بأن تؤدي جهود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، إلى أي نتيجة، طالما أنه ينطلق في مساعيه من أجل تأمين مصلحة إسرائيل، على حساب مصلحة لبنان وشعبه . وهذا ما دفع عدداً من نواب "حزب الله" إلى توجيه انتقادات إلى حركة هوكشتاين، لا بل أن بعضهم، أعلن رفضه للتحرك الذي يقوم به، لخفض سقف التوتر بين لبنان وإسرائيل . ما يؤشر بوضوح إلى أن هناك عقبات تقف في وجه إنجاز المبعوث الرئاسي الأميركي، للمهمة التي أوفد من أجلها . وبالنظر إلى خطورة توسيع إسرائيل لعدوانها المتمادي ضد الأراضي اللبنانية، فقد أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بو حبيب الى، "الدوائر المختصة في الوزارة" بتقديم شكوى امام مجلس الامن الدولي، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، عقب سلسلة اعتداءات إسرائيلية تعتبر الأعنف، بتاريخ 11 و12 آذار 2024، استهدفت المدنيين في مناطق سكنية في محيط مدينة بعلبك وقرى مجاورة، مما ادى الى سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين والآمنين العزل. وفي إطار اتخاذ ما يلزم من إجراءات، للحد من الاستمرار في هذه الاعتداءات .



ولا ترى أوساط معارضة، أن الأجواء السائدة، قد تسمح للدبلوماسية بأن تفعل فعلها، في تنفيس حدة الاحتقان في الجنوب، بعدما بلغ التصعيد ذروته، بتجاوز الطرفين لقواعد الاشتباك. وبعدما أخذ "حزب الله" قراره بفتح منطقة جنوب الليطاني، أمام الفصائل الفلسطينية في حربها مع إسرائيل . وهذا ما وضع لبنان  في دائرة الاستهداف والخطر . وبالتالي فإن الإصرار على ربط الجنوب بما يجري في غزة، مرده إلى أن هناك مواجهة إقليمية تحصل بإدارة عسكرية واستراتيجية إيرانية، تربط اليمن بلبنان وغزة، وتحاول الاستفادة من القضايا الشعبية المختلفة، بتنفيذ خطة عسكرية إيديولوجية، انطلاقاً من طهران، فيما التكلفة تقع على عاتق الشعوب العربية التي تستخدم في هذه المواجهة .


وتشير الأوساط، إلى أن اجتماعات قادة "حزب الله" مع مسؤولي "حماس" في الضاحية الجنوبية، إنما الغاية منها، أن إيران تريد التأكيد على وحدة الساحات في مواجهة إسرائيل . وهذا أمر لا يصب في مصلحة لبنان مطلقاً. كونه يؤكد أن القرار بيد "حزب الله"، وأن الدولة عاجزة عن تطبيق القرار 1701، ما يعطي ذريعة لإسرائيل، للاستمرار في اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، ويخفف من اندفاعة المجتمع الدولي، لتأمين مظلة أمان للبنان، تقيه من المزيد من مخططات إسرائيل العدوانية في المرحلة المقبلة . وهو ما ظهر بتراجع الاهتمامات الدولية بالوضع في لبنان، فيما تزداد إسرائيل غطرسة وتعنتاً .


ولهذا السبب فقد خف الحماس كما تقول الأوساط، لدى الفرنسيين الذين سبق وتقدموا بورقة مكتوبة، من أجل نزع فتيل التوتر في الجنوب، في إطار محاولة لتطبيق جزء من القرار 1701، ولوضع حل طارئ ومرحلي، بهدف الإسراع في التخفيف من حدة المواجهة واحتمال توسع الحرب، وليس تطبيقاً كاملاً للقرار الدولي . لكن الرد الرسمي اللبناني على المقترح الفرنسي لم يأت . لا بل أن السلطة اللبنانية، قالت بنفسها إنها ليست مسيطرة على الوضع، وليس القرار بيدها. وحتى لو جاء الرد على هذه الورقة، فسيأتي من حكومة يسيطر حزب الله على قرارها . وكذلك لو جاء الجواب اللبناني إيجابياً في الشكل، فإنه سيتضمن بعض التفاصيل التي تجعل من الاقتراح الفرنسي صعب التنفيذ" .




ولا تجد الأوساط أن كل الحراك الدائر بشأن الانتخابات الرئاسية، يمكن أن يفضي إلى نتيجة إيجابية، تساعد على إزالة العقبات من أمام إنجاز هذا الاستحقاق في وقت قريب، مستبعدة أي زيارة قريبة لوزراء خارجية اللجنة الخماسية الى بيروت، سعياً من أجل تحريك هذا الملف، طالما أن جولات سفرائهم لدى لبنان ما زالت تراوح، بسبب إصرار "الثنائي" على مطالبه، وعدم الاستعداد للبحث في "الخيار الثالث"، رغم كل ما يحكى عن إبداء "حزب الله" مرونة على هذا الصعيد . في وقت علم أن سفراء المجموعة لدى لبنان، سيستكملون تحركاتهم، بزيارتين إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي . كما أنه من غير المستبعد أن تشمل زياراتهم، عدداً من القيادات السياسية المعنية بالاستحقاق الرئاسي. بهدف التوصل الى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، بعد أكثر من عام على الشغور الرئاسي .