بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الأول 2023 06:27م لبنان على فوهة بركان .. وتفجير الجبهة الجنوبية وفق التوقيت الإيراني

حجم الخط
وسط ارتفاع  وتيرة التصعيد العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل على طول الحدود الجنوبية، مع تحول العديد من البلدات والقرى في هذه المنطقة إلى ما يشبه خطوط التماس، بعدما خلت من سكانها، فإن المخاوف باتت أكبر من أي وقت مضى، بقرب انفجار الأوضاع الامنية بشكل واسع، في ظل دعوات الدول العربية والأجنبية لرعاياها في لبنان بوجوب المغادرة فوراً . وهذا مؤشر خطر إلى ما ينتظر اللبنانيين، في حال أخذ "حزب الله" قراره بفتح جبهة الجنوب، سيما مع كلام المسؤولين الإيرانيين المتزايد بضرورة الرد على إسرائيل، بعد تماديها في جرائمها ضد الفلسطينيين في غزة، وآخرها المذبحة المروعة التي ارتكبتها في مستشفى المعمداني . وما يؤشر إلى أن الأمور ذاهبة نحو الانفجار الذي لم يعد موعده بعيداً، هو استمر "الحزب" في استهداف المواقع الإسرائيلية، وإن دون خرق لقواعد الاشتباك. لكن تسارع وتيرة الأحداث على الأرض، ينذر بأن هذا الانفجار بات وشيكاً .

ويوماً بعد يوم، يرتفع التصعيد العسكري على نطاق واسع على الحدود الجنوبية، بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، ما زاد من منسوب القلق المتزايد بتفجير الجبهة اللبنانية، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، سيما وأن مسؤولي "الحزب" ما زالوا يؤكدون أن المقاومة في لبنان لن تبقى على الحياد، في حال استمر الإجرام الإسرائيلي ضد قطاع غزة . لكن كل المعلومات تشير إلى أن دخول لبنان الحرب، سيكون مرتبطاً بالتوقيت الإيراني، سيما وإن طهران وعلى لسان كبار مسؤوليها، أكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، في حال استمر العدوان الإسرائيلي على الغزيين . والسؤال هل يبادر الإيرانيون إلى تحريك جبهة جنوب لبنان، من خلال دخول "حزب الله" في الحرب الدائرة ؟ 

تشير أوساط معارضة، في جوابها عن هذا السؤال، إلى أن "الإيراني قد لا يتردد في استخدام لبنان ساحة، كما هي العادة في كل الحروب، عبر الدفع ب"الحزب" إلى الحرب. وهذا ما لن يكون في مصلحة اللبنانيين على الإطلاق . لأن أحداً لن يقف إلى جانبه، أو يسأل عنه، أو يطلب من إسرائيل وقف حربها ضده"، مشددة على أن "كل العالم يقف إلى جانب إسرائيل في حربها على حركة حماس . وبالتالي فإنه إذا ما قرر حزب الله خوض الحرب نيابة عن إيران، فعندها قد تكون نهاية لبنان، في ظل وجود حاملتي طائرات أميركيتين قبالة السواحل الإسرائيلية . باعتبار أن وجودهما هو رسالة حازمة لإيران و"الحزب" من مغبة الإقدام على فتح الجبهة الجنوبية .  

وتخشى مصادر عسكرية لبنانية، في ظل تصاعد التحذيرات الغربية للبنان من فتح جبهة الجنوب، أن يكون الوضع على الحدود قد أصبح قاب قوسين من الانفجار الكبير، بعدما أكدت التقديرات الغربية أن لبنان يقترب أكثر فأكثر من الهاوية، حيث تحول جنوبه إلى ساحة حرب حقيقية، من شأنها تقريب موعد المواجهة . وترى المصادر أن إقدام الجيش الإسرائيلي على استخدام الطيران الحربي، ربما يكون مؤشراً قوياً بأن العمليات العسكرية الشاملة قد بدأت فعلاً، بانتظار تطورات الأوضاع الميدانية في قطاع غزة. وما إذا كا الجيش الإسرائيلي سيقوم بغزو بري إلى القطاع، أم أنه سينتظر أياماً، بالنظر إلى المخاطر التي تتهدده جراء هذه الخطوة .

وتشير المصادر إلى أن إسرائيل تخشى جدياً من أن يفتح "حزب الله" عليها الجبهتين اللبنانية والسورية معاً، لتخفيف الضغط ما أمكنه  على قطاع غزة .ولهذا قامت  بقصف مواقع ل"الحزب" والجيش السوري في محافظة القنيطرة في الجنوب السوري، تزامناً مع انفجارات في الجولان السوري المحتلّ . سيما وأن معادلة وحدة الساحات قد تكون أمراً حتمياً، إذا ما قرر "حزب الله" بطلب إيراني أن يدخل الحرب، بصرف النظر عن النتائج الكارثية التي ستلحق بلبنان، في وقت أثار كلام وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، عن أن سحب قوات "يونيفيل" من جنوب لبنان، سيكون خطأ، الكثير من الأسئلة عن أبعاده في ظل المخاوف التي تتهدد لبنان . وما إذا كانت هناك نوايا غربية وتحديداً أميركية تصب في هذا الإطار. وقد أكدت مصادر دبلوماسية عربية حضرت اللقاء الذي جمع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، بسفراء الدول العربية المعتمدين في لبنان. وذلك في اطار مناقشة الاوضاع والتطورات الاقليمية في غزة والمنطقة، أن الدعوات عدد من السفارات العربية والأجنبية، لرعاياها بمغادرة لبنان، إنما هي إجراء طبيعي في ضوء الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة، وفي ظل الكثير من المخاوف من توريط البلد في الحرب .