بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الثاني 2019 12:00ص لبنان في الحلم

حجم الخط
محمد يوسف بيضون *

في العقد الأخير من هذا الزمن، اشتد حلمي وراح يرى لبنان يخرج من ازماته التي لا تنته، وأصبح دولة علمانية محايدة تسعى الى شق طريقها صعوداً لتصل الى مستويات عالية وصلت اليها دول وسطية كسويسرا.
كنت احلم في مطلع شبابي ان ارى لبنان دولة واحدة بالفعل، كما كان ينادي به دولة المغفور له صائب سلام، احد كبار رجالاتنا منذ الاستقلال.
كنت احلم ان ارى بيروت مقراً لجامعة الدول العربية وكذلك مجموعة دول عدم الانحياز لما في ذلك من فوائد معنوية ومادية له.
اما اليوم وقد استيقظت من غيبوبتي، فإن احلامي اراها قد تبخرت مع طلوع الشمس، وفجأة شعرت ان الأرض تدور من حولي وتهز عمري وتسبب لي دوخة، ثم تعيدني الى سماع الواقع، فتعود الثقة الى نفسي وكأني انسان آخر يتابع مجريات حياته، فيؤازر هذا الحاكم ويعارض ذاك، يحاور، يناقش، يهدأ، ينفعل.
عجيب غريب هذا الانسان المجهول الذي لا ينفك يسائل نفسه من أنا؟ من اين جئت؟ والى اين اسير؟ ثم يسائل نفسه؟ نفتش عن الاجوبة، وبعد برهة يرد عليه صوت من بعيد قائلاً انت الانسان، ابن الانسان اجمل مخلوقات الله وعليك واجب الشكر والحمد خمس مرات في اليوم على الأقل وكل ركعة زائدة سيتلقاها الله ويكافئك عليها، فالله يجزي المؤمنين جميعاً عندها وجدت ان نفسي قد ارتاحت. 
وماذا عن لبنان سألت؟ اجابت ان لبنان قوي وسيبقى قوياً، والهزات لا تخيفه وسيمضي مرور الكرام بمعزل عما اذا كانت قد تسببت له بأضرار. عندها ودعت حلمي واستيقظت.

* وزير ونائب سابق.