بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيار 2020 12:02ص لبنان في دائرة الخطر الشديد

حجم الخط
رغم تمكن الدول المناوئة للسياسات الأميركية من تشكيل محور حل مكان تفكك الاتحاد السوفيتي وأحدث توازن رعب عسكري في وجه واشنطن إلا أنه في المقابل تستمر الولايات المتحدة الأميركية بالسيطرة الكبيرة على النظام المالي العالمي بواسطة الدولار.

لا غبار على أن لبنان ولج مرحلة الخطر الشديد جراء تمكن العقوبات الأميركية على حزب الله من افقار وتجويع شعبه وتعميق جراح اقتصاده النازف أساساً، وكل ذلك حدث نتيجة عدم تقبل واشنطن مقاومة أحد لمشاريعها التوسعية جراء تمسكها بتقديس مقولة الرئيس الاميركي الأسبق ويلسون التوراتية النزعة، إن القيادة المعنوية للعالم قد منحها الله لأميركا فقط.

وحتى لو كانت المقاومة الوطنية اللبنانية اليسارية والقومية مازالت تشغل منصب حزب الله الحالي وتملك ترسانته العسكرية بصواريخها الدقيقة لكانت العقوبات الأميركية قد فرضت عليها أيضاً وحتى على المؤسسة العسكرية اللبنانية في حال انشأت لواءً للمقاومة داخل صفوفها ليحل مكان حزب الله، فمن الطبيعي أن لا تمنح واشنطن الأسلحة للجيش اللبناني كي يقاوم اسرائيل الحليف الاستراتيجي الاول لها في المنطقة.

والسؤال المطروح هل أن أطماع اسرائيل بلبنان مازالت قائمة لكي يبقى سلاح حزب الله متواجداً؟ بكل فخر واعتزاز أحيلكم إلى كتاب العودة إلى مكة لمؤلفه المؤرخ الاسرائيلي ايفي ليبكن، إذ أن أهم ما قال فيه «إن اطماعنا لا تتوقف عند حدود القدس فحسب بل تتعداها إلى كامل الجزيرة العربية، وهي تمتد من لبنان إلى السعودية ولا بد أن يصل الربيع العربي إلى المملكة وكل ما علينا فعله هو دعم كل حركة معارضة داخلها كي نستطيع السيطرة تماماً على زمام الامور فيها».

وحري بي أن أذكر بان الأطماع الاسرائيلية في المياه اللبنانية مازالت قائمة خصوصاً ان الحرب القادمة في القرن الواحد و العشرين ستكون حرباً على المياه حسبما أفاد مساعد الامين العام للأمم المتحدة هانزمان جنكل بتاريخ 10 تشرين الأول 2018 إذ قال بأن الحرب على المياه سواءً كانت دولية أو أهلية فهي تهدد بان تمسي مكوناً رئيسياً لمشهد قرن الواحد و العشرين، و أضاف قائلاً حسب تقرير لمجلة the national interest، اذا وقع الصراع المحتمل الذي يلوح في الافق فسوف تُجر الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط.

ولا بد ليأن أذكر بأنه سبق لغيربدرسون الممثل الشخصي للأمين العام للأمم  المتحدة في لبنان عام 2006 أن قال لبعض المسؤولين اللبنانيين لقد سبق أن أمضيت عدة أعوام في اسرائيل واستطيع أن أقول لكم أن الاسرائيلين يحسدونكم على ما تملكونه من كم هائل من المياه، ويذكر أن الحركة الصهيونية كانت قد اعتبرت في مؤتمر فرساي عام 1918 ان جبل الشيخ هو أبو المياه الحقيقي لفلسطين، أو حسب تعبيرها الدولة اليهودية المقبلة.

من هنا فإن استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية و السلع الاستهلاكية ارتفاعاً جنونياً يومياً بفعل استمرار العقوبات الأميركية على حزب الله حتى اشعار آخر أو إلى أجل غير مسمى على ما يبدو، سوف يأخذ البلاد إلى انهيار مدمر يكون مقدمة لتطاحنات عنيفة دموية من غير المستبعد أن يشكل مشهدها بروفا لما هو أسوء من ذلك فيما بعد، ومن يدري خصوصاً في ظل عدم التدخل الروسي حتى الآن لكسر درجة ولو جزئية من شوكة العقوبات الاميركية وقتل وحش الغلاء.

واذكر أنه بتاريخ 18 تموز 2019 سبق للصحافي الأميركي الشهير جوزيف بودر ان قال في مقال له في مجلة front page أن تنظيم حزب الله مازال يحكم خناقه على لبنان ولأن الحزب راسخ في الحياةالسياسية اللبنانية ينبغي على الادارة الأميركية وحلفائها العمل على طرده من الحياة السياسية اللبنانية، وكلام بودر هذا عاد و أكده المحلل السياسي الروسي المعروف الكسندر نازاروف بتاريخ 19 أيار 2020، إذ قال أن خيار واشنطن قائم على طرد حزب الله من مؤسسات الدولة اللبنانية وخصوصاً من الحكومة اللبنانية ولهذا و الكلام لنازاروف، اشترط المقرضون الدوليون طرد حزب الله من الحياة السياسية اللبنانية مقابل منح لبنان أي مساعدة، وخلاف ذلك سوف يغرق هذا البلد في الفوضى و الكوارث الاقتصادية.

وأعود إلى دايفد شينكر مساعد وزير الخارجية الاميركية الذي قال بتاريخ 7 أيار 2020 إن البديل عن رياض سلامة يجب عليه أن يتعامل مع ادارتنا بصدق كما تعامل سلامة و أضاف قائلاً إن القطاع المصرفي شريك أساسي، فالمطلوب تنقيته و ابعاده عن تأثير حزب الله و أن شروط السيد حسن نصر الله ساقطة سلفاً لأن آليات عمل صندوق النقد الدولي معروفة وغير خاضعة لنقاشات السيد و إن واشنطن لن تسمح بعد اليوم بتصاعد نفوذ حزب الله أكثر.