بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الثاني 2024 05:43م لبنان ليس في وارد القبول بنشر قوات ألمانية : ال1701 يفي بالغرض

هوكشتاين في بيروت هذا الأسبوع سعياً لحل سياسي يبعد شبح الحرب

حجم الخط





عمر البردان : 


فيما تواصل إسرائيل إطلاق التهديدات ضد لبنان و"حزب الله"، فإن ارتفاع وتيرة التصعيد الميداني على الحدود، ينذر باقتراب ساعة المواجهة الواسعة التي يحاول الطرفان تجنبها قدر المستطاع، وسط قلق دولي متنام عبر عنه عدد من الموفدين الذين زاروا بيروت وتل أبيب، من أن الوضع الميداني مرشح للخروج عن السيطرة في أي وقت، بالرغم من الجهود الدبلوماسية الجارية لنزع فتيل التوتر . وهو ما أشار إليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي كشف أن هؤلاء الموفدين ينقلون إلينا رسائل تدميرية، في وقت ينظر دبلوماسيون، بقلق إلى ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة، في ظل ما تسرب من معلومات عن اللقاءات التي عقدها مستشار الرئاسة الأميركية أموس هوكشتاين مع المسؤولين الإسرائيليين، بحيث أنه لم ينجح بإقناعهم في سلوك طريق الحل السياسي للوضع على الحدود مع لبنان، ووضع الخيار العسكري جانباً . في وقت واصلت إسرائيل إطلاق التهديدات تجاه "حزب الله"، على ما أشار إليه وزير الدفاع يوآف غالانت، لناحية نسخ ولصق الدمار الذي أحدثه جيش بلاده بقطاع غزة في بيروت.




وفيما يرجح وصول الموفد الأميركي هوكشتاين إلى بيروت، هذا الأسبوع، سعياً من أجل تبريد الأجواء على الحدود، والبحث في إمكانية سلوك الحل السياسي لإبعاد شبح الحرب، تحاول إسرائيل في المقابل، إفشال المبادرات الدبلوماسية، من أجل إيجاد حل للوضع المتفجر على الحدود مع لبنان، وإصرارها في المقابل على الحل العسكري، بعد كلام وزير الدفاع يوانت غالانت للموفد الأميركي أموس هوكشتاين، إلا أن "حزب الله" المتحفز لأي مغامرة إسرائيلية، ، وفقاً لمصادره أن "لبنان لن يكون لقمة سائغة أمام الإسرائيليين، وإنما سيواجه الحرب بصلابة وشجاعة في حال فرضت عليه، وهو ما أشار إليه عدد من كبار قيادييه في الساعات الماضية، في مؤشر بارز على ارتفاع منسوب التوتر، وإن كان مستعداً للإبقاء على نوافذ الحل السياسي مفتوحة، في إطار احترام إسرائيل للقرار 1701 وتأكيد عدم التعرض لسيادة لبنان، ووقف اعتداءاتها المتكررة، توازياً مع حراك دبلوماسي دولي لافت تجاه لبنان، للحؤول دون انفجار الوضع في الجنوب، بين "حزب الله" وإسرائيل . ويتوقع أن يزور بيروت في الساعات المقبلة، وزيرة خارجية ألمانية إيلينا بيربوك ، للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في سبل خفض التصعيد، منعاً لتمدد الحرب إلى الجبهة اللبنانية، في حين كشف النقاب عن زيارة خامسة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، في الأيام المقبلة، ربطاً بحل المسائل العالقة وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي .







وفي الوقت الذي كشف الرئيس ميقاتي، أن لبنان تلقى عرضًا بالانسحاب إلى شمال الليطاني، مشدداً على الحل الشامل، ومن ضمنه حل موضوع سلاح "حزب الله"، فإن مصادر الأخير تؤكد أن الاقتراحات التي ينقلها المبعوثون الدوليون، تهدف إلى الحفاظ على أمن إسرائيل بالدرجة الأولى، دون الحصول منهم على تعهد إسرائيلي بالتزام القرار 1701، أي بمنع الاعتداءات على لبنان، واحترام سيادته . وبالتالي فإن لبنان غير ملزم تأمين حماية إسرائيل، طالما أنها تصر على عدم الالتزام بالقرارات الدولية، وتريد الاستمرار في عدوانها على لبنان واستباحة أراضية، في أي وقت تريد . وهذا أمر لن يقبل به "حزب الله" الذي يصر على مواجهة أي عدوان قد يستهدف لبنان من جانب إسرائيل، وهو ما أبلغه إلى الموفدين الدوليين، عبر الحكومة اللبنانية. وأنه لا يقبل بأي بحث في موضوع الترسيم البري، قبل وقف العدوان على الجنوب وقطاع غزة .


وإذ نفى الرئيس ميقاتي أن يكون أحد طرح على المسؤولين اللبنانيين، نشر قوات ألمانية على الحدود مع إسرائيل، فإنه تردد أن "وزيرة الخارجية الألمانية التي ستزور بيروت، غداً، ربما تحمل معها مقترحاً إسرائيلياً بهذا الشأن، من أجل تخفيف حدة التوتر على الحدود . لكن واستناداً إلى المعطيات المتوافرة، فإن لبنان ليس في وارد القبول بهذا الاقتراح، باعتبار أن هناك القرار 1701، ولا حاجة للقبول باقتراحات جديدة . وما على إسرائيل إلا الالتزام بمضمونه، والكف عن الاعتداء على لبنان، إذا أرادت أن تضمن أمن حدودها الشمالية . بعدما أصبحت المعادلة واضحة لدى "حزب الله" . وهي أن أي استهداف للمناطق الجنوبية، سيقابل بقصف للمستوطنات، بعدما أعلن "الحزب" أنه مستعد للسير في أي حرب تفتعلها إسرائيل، حتى النهاية، على ما أكد عليه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد .

وكانت مصادر لبنانية، أشارت إلى أنّ مضمون المعطيات في المحادثات التي يجريها المبعوث الأميركي هوكشتاين يتركّز، في الدرجة الأولى، على التوصّل إلى الآليات العملية لتنفيذ القرار 1701 والانتقال إلى المرحلة الثانية من استكمال التفاوض على الحدود البرية، انطلاقاً من تثبيت التفاهم على النقاط التي تم انجازها، وهي 7 والعمل على النقاط المتبقية المختلف عليها وهي 6.





وتجدر الإشارة إلى أنه نزح أكثر من 76 ألف شخص في لبنان جراء التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل في المنطقة الحدودية بجنوب البلاد، تزامناً مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وفق أرقام أفادت بها المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

وأوردت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير جديد، أن التصعيد عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان أدى إلى نزوح 76018 شخصاً ضمن الجنوب حيث المنطقة الحدودية، والعاصمة بيروت ومنطقة بعبدا القريبة منها، مشيرة الى أن ما يقرب من 81 بالمئة يقيمون حالياً مع أقاربهم.