بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2019 12:00ص لعنة الله على الظالمين

حجم الخط
خمسون يوماً والشعب يجأر بمطالبه ليلاً نهاراً، بشتّى الوسائل، في الساحات والطرقات، وعبر أثير وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع.

أطبقت المصارف على أموال المودعين، وانخفضت القيمة الشرائية لليرة اللبنانية إلى النصف، بسبب سعر صرف الدولار واستشراء الغلاء، وبدأت المواد الغذائية بالنفاد مع صعوبة الاستيراد، وكذلك الأدوية والمُستلزمات الطبية، وارتفعت وتيرة الصرف من العمل، ومَنْ بقي فيه أضحى يقبض نصف راتب.

وتطلُّ في الأفق أزمات البنزين ومازوت المولّدات الكهربائية والتدفئة، وكذلك رغيف الخبز، واللحوم والدواجن، وأزمات بين الملاكين والمستأجرين، وغيرها من الصعوبات الحياتية وعلى رأسها شبح الجوع!

وبدأ الشهداء بالتساقط على الدرب، شهداء حَراك وشهداء لقمة العيش:

شهداء الحَراك:

يوسف الحسن، مازن رحمن (18-10-2019) في ساحة النور في طرابلس.

حسين العطّار (19-10-2019) على طريق المطار في بيروت.

زكريا عمر (28-10-2019) في ساحة رياض الصلح في بيروت.

علاء أبو فخر(12-11-2019) في مثلّث خلدة.

حسين شلهوب، سناء الجندي (25-11-2019) على طريق الجيّة.

شهداء لقمة العيش:

ناجي الفليطي (1-12-2019) في عرسال.

داني أبي حيدر (4-12-2019) في النبعة.

أنطونيو طنوس (4-12-2019) في سفينة الدريب، عكار.

كما بدأنا نشهد ظواهر اجتماعية غير مألوفة في مجتمعنا: نرى على الشاشات سيدة لبنانية (ك. ج.) تعرض كليتها للبيع، لأنّ ابنها يعاني من مشاكل في قلبه، وليس لديها المال لمعالجته، ووالدتها مريضة وتسكن معها في البيت نفسه، وزوجها موقوف في السجن، وصاحب المنزل هدّدها بالطرد.

وأخرى هي فاطمة المصطفى من باب التبانة في طرابلس، حاولت حرق نفسها مرتين بسبب أنّها تبيت في الشارع مع حفيدها، وتعاني من سوء التغذية وأمراض عديدة.

وحاول الشاب (م.خ.م.) من البيرة في عكار حرق نفسه، وكذلك الشاب (م.ن.) في ساحة إيليا في صيدا، بسبب الفقر ولقمة العيش وصعوبات الحياة.

في خضمّ هذا كله لا نزال نشهد أطراف السُلطة الغاشمة تتجاوز الدستور في الاستشارات النيابية المُلزمة، وتغرق في وحول السجال حول الحصص والحقائب الوزارية للحكومة العتيدة، وكأنّ شيئاَ لم يكن!!

قال الله عزّ وجلّ [فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ] (الأعراف 103).

وقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: «دعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حِينٍ».