بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 آذار 2024 07:01م لقاء بري و"الاعتدال" يحدد التوجهات الرئاسية

الوساطة الأميركية على المحك بعد التلويح بالحرب

حجم الخط
في وقت تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن يتأتى عن مفاوضات القاهرة التي ستستأنف مطلع الأسبوع المقبل في القاهرة، وما إذا كان سيصار إلى التوافق على هدنة موقتة في قطاع غزة، تزامناً مع بداية شهر رمضان. ورغم الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية من أجل دفع الأطراف، إلى الاستجابة لمساعي الحل السياسي الذي يعمل عليه كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين، مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي، فإن الاستعدادات الميدانية للجيش الإسرائيلي، تثير المخاوف مما يخطط له قادة الاحتلال، بعد الكلام عن مخططات لاجتياح بري للبنان . وهو حديث يأتي استكمالاً لما سبق وجرى تسريبه عبر وسائل إعلام أميركية من أن إسرائيل تعتزم مهاجمة لبنان في الربيع  . بعدما أبلغت سكان المستوطنات أن عودتهم، لن تكون قبل تموز المقبل، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول نوايا إسرائيل العدوانية . 

واستناداً إلى ما توافر من معلومات، فإن ما قاله هوكشتاين، من أن أي هدنة في غزة، قد يتم التوصل إليها، وهو أمر مستبعد حتى الآن، لن تكون بالضرورة مرتبطة بالوضع على الجبهة اللبنانية، إنما يشير إلى أن واشنطن تخشى أن تضرب إسرائيل عرض الحائط، كل الجهود الدولية لنزع فتيل التوتر في لبنان، ما يؤدي إلى إفشال مبادرتها بما خص لبنان، والتي قد لا ترى نصيبها من النجاح، في ظل محاولات إسرائيل تغليب الحل العسكري، على السياسي بالنسبة إلى الملف اللبناني . وليس أدل على ذلك، ما نقل عن تكليف أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، بوضع خطة لاجتياح لبنان . وهذا يعني أن جيش الاحتلال لن يوقف العدوان على لبنان، رغم أنه يحاذر الحرب الواسعة، فيما بدا واضحاً أن "حزب الله" لن يجيب على أسئلة هوكشتاين، قبل أن توقف إسرائيل حربها على غزة .

وهذا ما يجعل فرضية انهيار المساعي الأميركية بشأن لبنان، خياراً مرجحاً، إذا ما فشلت مفاوضات القاهرة نهائياً، ولم يتم التوصل إلى هدنة موقتة بين الإسرائيليين و"حماس" في غزة، مع ما لذلك من مخاطر على مستقبل الوضع المتفجر في الجنوب اللبناني . وإن كان توجه "حزب الله"، هو لعدم كسر الجرة نهائياً مع الوسيط الأميركي، بعدما سبق ووافق على مقترحات الأخير بالنسبة للترسيم البحري . ولا يبدو أن "حزب الله"، ومن خلال مواقفه، في وارد الرضوخ لأي تهديد أميركي، كما حاول البعض أن يروج داخلياً، بأنه إذا لم يوافق "الحزب" على مقترحات هوكشتاين، فإن الإدارة الأميركية ستكون عاجزة عن منع إسرائيل بالاعتداء على لبنان . لكن "الحزب" يضع في حسبانه كل الاحتمالات، بصرف النظر عن النتائج التي يمكن أن تتمخض عنها وساطة هوكشتاين على هذا الصعيد.

واستناداً إلى ما تقدم، فإنه سواء صحت التسريبات الأميركية عن عمل عدواني قد يستهدف لبنان، أم كانت أداة للتهويل، فإن السلطات اللبنانية ووفقاً لما تشدد عليه أوساط دبلوماسية، مطالبة بتكثيف جهودها لتأمين مظلة أمان للبنان، توازياً مع السعي الدؤوب لتأكيد الالتزام بالقرار 1701 بجميع مندرجاته، لسحب الذرائع من إسرائيل، ومنعها من شن عدوان على لبنان  . وهذا هو ما يطالب به الموفدون الدوليون الذين يزورون بيروت، باعتبار أن هذا القرار، يشكل غطاء لحماية لبنان، في حال اقتنعت جميع الأطراف، بوجوب التقيد بمندرجاته، على أساس جعل منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح، وخاضعة لسلطة الجيش اللبناني، بالتعاون والتنسيق مع قوات "يونيفيل" التي تكثف جهودها، لمنع انزلاق الوضع على الحدود إلى حرب واسعة، لا يمكن التكهن بنتائجها، والانعكاسات المحتملة على المنطقة برمتها .


وسط هذه الأجواء، وفي حين برز موقف سفراء المجموعة الخماسية، بعد اجتماعهم في السفارة القطرية، المؤيد والداعم لمبادرة كتلة "الاعتدال الوطني"، من أجل إزالة العقبات من أمام الانتخابات الرئاسية، فإن الأنظار مشدودة إلى ما سيخرج به لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، غداً، مع وفد "الاعتدال" الذي سيضعه في أجواء اللقاءات التي عقدها مع الكتل النيابية، لإنه سيحدد التوجهات الرئاسية للمرحلة المقبلة. وما إذا كان "الثنائي"، سيسهل إجراء الاستحقاق في وقت قريب، بعد مرونة أبداها "حزب الله"، أم أن شروطه ستبقى على حالها؟. وإن كانت قوى المعارضة، لا ترتجي خيراً من كل هذا الحراك الدائر في ما خص الرئاسة الأولى، بعدما تبين برأيها، أن "الثنائي"، وتحديداً "حزب الله"، لا يريد الاستجابة إلى أي مبادرة، إذا لم تتبن مرشحه سليمان فرنجية . وبالتالي، فإن كل مبادرة لا يكون هدفها التسويق لفرنجية، فإن مصيرها الفشل المحتوم . وهذا يؤكد بالدليل، أن "حزب الله" يحاول فرض فرنجية رئيساً للجمهورية على اللبنانيين، أي أنه يحاول تكرار تجربة العهد السابق . وهو أمر لا يمكن أن تقبل به المعارضة اللبنانية، حتى لو طال أمد الشغور أكثر .