بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 شباط 2018 12:04ص لماذا الاهتمام الأميركي؟

حجم الخط
تندرج زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إلى لبنان تحت ثلاثة عناوين رئيسية، العنوان الأول يتعلق بحزب الله الذي تستمر الإدارة الأميركية في محاربته، ولجمه من قبل اللبنانيين ودفعه نحو الالتزام سياسة النأي بالنفس، وفك الارتباط مع إيران، والثاني طمأنة اللبنانيين إلى أن واشنطن ماضية قدماً في دعم لبنان واستقراره وتقوية مؤسساته وعلى رأسها الجيش ليصبح القوة الوحيدة المدافعة عن لبنان. أما العنوان الثالث المعلن سابقاً للزيارة يتعلق بالنزاع الحدودي بين بيروت وتل أبيب وحرص الإدارة الأميركية على منع تفاقمه بالوصول إلى تسوية تحل الخلاف الناشب وتنزع فتيل أي تصعيد أو توتر إضافي بين الدولتين.
الزائر الأميركي، حرص في لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة على نقل وجهة نظر حكومته من هذه العناوين الثلاثة بكل صراحة ووضوح، ولم يترك عندهم أي شك في أن واشنطن حريصة على استقرار لبنان وأمنه وسيادته، وانها لن تألو جهداً الا وتبذله سواء مع إسرائيل أو مع أي من الدول التي لها أطماع توسعية وغير توسعية في هذا البلد والتي ثبت حتى الآن انها تستخدم هذا البلد ورقة ضغط لتحسين شروطها الدولية، وهو يقصد بذلك بطبيعة الحال إيران وذراعها حزب الله وترسانته العسكرية التي بنتها إيران ولا تزال تقويها حيث حرص الزائر الأميركي في أعقاب محادثاته مع الرؤساء الثلاثة على التأكيد على هذه النقطة، وتوضيح الالتباس الذي أثارته تصريحاته في الأردن برفع سقف الهجوم على الحزب وبأن الولايات المتحدة الأميركية تعتبره منظمة إرهابية، ولا تقبل أي فرق بين أذرعته العسكرية والسياسية ومن غير المقبول ان تتصرف ميليشيات كحزب الله خارج نطاق القانون، فالحكومة والجيش اللبناني هما الوحيدان المدافعان عن السيادة اللبنانية. ولم يكتف الزائر الأميركي بهذا القدر بل دعا الشعب اللبناني لأن يشعر بالقلق من الحزب ومن تنامي ترسانته وتورطه في الصراعات الاقليمية اللذين يهددان أمنه.
الرؤساء الثلاثة فهموا الرسالة الأميركية التي نقلها وزير الخارجية، وحرص كل واحد منهم على الرد عليها بطريقته الخاصة، وقد تراوحت ردود الرؤساء الثلاثة بين تجاهل موضوع حزب الله الذي ركز عليه الزائر الأميركي كما كان واضحاً في موقفي رئيس الجمهورية ومجلس النواب والتركيز على الاعتداءات الاسرائيلية على حدود لبنان الدولية وحقوقه النفطية في المنطقة الخاصة، ودعيا الإدارة الأميركية للحفاظ على حليفتها إسرائيل لاحترام سيادة لبنان وحدوده الدولية وعدم الذهاب في التحدي إلى حدود المواجهة، وحرص من جهته رئيس الحكومة على أن يعطي صورة مغايرة من خلال طمأنة الزائر الأميركي إلى ان الشعب اللبناني مدرك للمخاطر التي ترتبت عن استمرار حزب الله في استراتيجية التدخل في الشؤون العربية، وقد عملت حكومته وما زالت تعمل على تطبيق سياسة النأي بالنفس والالتزام بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701، غير ان امعان اسرائيل في تعدياتها على لبنان واخيراً ادعاؤها بامتلاك مساحة 860 كلم مربع لا يساعد على معالجة الوضع بقدر ما يوفّر مزيداً من الأسباب والمبررات التي أوصلت الأمور الى ما هي عليه اليوم ومع كل هذا ثمة من يسأل هل وراء الاهتمام الأميركي المفاجئ بلبنان واستقراره وسلامته علاقة بالنفط؟