بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيلول 2023 03:09م لودريان في محطته الثالثة: سعي لرئيس وفق رؤية "الخماسية" .. فهل اقتنع الحزب بمرشح تسوية؟

حجم الخط
فيما يحط في بيروت في الساعات المقبلة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان ، بعدما كان اجتمع في قصر الاليزيه والمستشار في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، مع المستشار في الديوان الملكي السعودي السفير نزار العلولا، بحضور سفير المملكة العربية السعودي لدى لبنان وليد بخاري . فإن حالة من الترقب الشديد تسود الساحة الداخلية، بانتظار ما سيحمله معه الموفد الفرنسي، في إطار سعي باريس ومعها المجموعة الخماسية، لناحية إيجاد صيغة تضمن إنجاز الاستحقاق الرئاسي في الأسابيع  المقبلة، في إطار الرؤية التي وضعتها اجتماعات الدوحة ، لجهة البحث عن رئيس يلقى قبولاً من غالبية اللبنانيين، ويوحي بالثقة للدول العربية والغرب . وإن كانت المعطيات المتوافرة تشير إلى استبعاد مرشحي المعارضة والموالاة، جهاد أزعور وسليمان فرنجية، توازياً مع ارتفاع واضح في أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي نقل عنه استعداده لتحمل المسؤولية، إذا كان هناك إجماع على شخصه، .


وإذا كان الغموض يحيط بزيارة لودريان الثالثة إلى بيروت ، وما إذا كان سينجح في دفع الفرقاء السياسيين إلى التفاهم حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يسود اعتقاد لدى المراقبين، أن الحوارات الثنائية التي سيقوم بها موفد الرئيس ماكرون، لا تحمل على التفاؤل كثيراً، باعتبار أن لا خطة عمل واضحة يحملها معه، بعدما سبق وقام بحوارات مماثلة مع المعنيين بالشأن الرئاسي، في الموالاة والمعارضة، لكنها لم تفض إلى نتيجة . وهذا ما دفع المعارضة إلى إبلاغه رفضها الحوار قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ما يجعل الآمال بالتوصل إلى نتائج إيجابية ضعيفة . وإن بدا من خلال المواقف الأخيرة لبعض المسؤولين في "الثنائي الشيعي"، أن الأخير بات أكثر اقتناعاً بوجود صعوبات كبيرة تعترضه في إيصال مرشحه فرنجية إلى قصر بعبدا، ما جعله يدرس جدياً إمكانية دعم ترشيح قائد الجيش، كمرشح تسوية، إذا ما وجد أن هناك إجماعاً داخلياً على ترشيحه، وفي ظل التأييد العربي والدولي الذي يحظى به . وأشارت المعلومات إلى أن دعم ترشيح قائد الجيش طرح في النقاشات التي جرت بين قيادات "الثنائي" في الأيام الماضية، كخيار قد يتم اللجوء إليه في المرحلة المقبلة . لكن لا جواب حاسماً لدى الموالاة في هذا الشأن بعد، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات على هذا الصعيد .


وفي حين نفى "الحزب التقدمي الاشتراكي" ما نقل عن النائب السابق وليد جنبلاط، من أنه أبلَغ الفرنسيين أنه لن يلبّي أي دعوة للقاء لودريان في قصر الصنوبر، لا هو ولا نجله تيمور»، فإنه كان لافتاً ما أشار إليه النائب غسان سكاف، بأن هناك تقاطعا بالمعلومات تفيد ان عملية انتخاب رئيس للجمهورية باتت أقرب نتيجة ظروف ومؤشرات خارجية وداخلية منها وصول لودريان الى بيروت لإكمال مهمته وتعيين سفير قطري جديد، اضافة الى زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتين. وهذه المعطيات تقاطعت مع معلومات ل"موقع اللواء" بأن الجهود العربية والفرنسية منصبة من أجل أن يكون هناك رئيس للبنان في غضون شهر على أبعد تقدير، باعتبار أن هناك مخاطر جسيمة تتهدد لبنان جراء استمرار الشغور الرئاسي . وهذا ما يظهر من خلال التحرك اللافت لسفير قطر الجديد لدى لبنان .



وسط هذه الأجواء القاتمة، ومع استمرار تصاعد حدة الاشتباكات في مخيم "عين الحلوة"، لليوم الخامس توالياً، إثر فشل المفاوضات لوقفها، والتي حصدت ما يقارب من عشرة قتلى، فإن المخاوف تتصاعد من مغبة أن يتحول "عين الحلوة" إلى "نهر بارد" آخر. على ما قاله النائب أشرف ريفي، من أن  "الخطة محاولة وضع اليد على المخيم، كما حاولوا في نهر البارد من خلال "فتح الإسلام" وغيرها من الفصائل المحميَّة، والتي تحظى بالرعاية". لا بل ذهابه أبعد من ذلك، بالإشارة إلى أن  "الممانعة تلعب دوراً خطيراً في محاولة خلق نهر بارد جديد في عين الحلوة، كي تستعمل هذه الورقة للتخريب والفوضى"، وسط خشية جدية كذلك من محاولا خبيثة لتوريط الجيش اللبناني في هذه المعارك، باستهداف مراكزه وإصابة عدد من العسكريين بجروح . وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الأمور ذاهبة نحو الأسوأ، لأن هناك من يعمل وفق المعطيات الراهنة، لأخذ "عين الحلوة" رهينة رغم إرادة سكانه .

وقد ارتفعت الأصوات التي طالبت السلطة الفلسطينية العمل على إنهاء السلاح المتفلت لتفادي التعرض للجيش والمدنيين وأهالي صيدا، وجر المخيم إلى كارثة، شبيهة بما حصل في مخيم نهر بارد، باعتبار أن أوجه الشبه قد تكون متقاربة، في ظل حديث متزايد عن وجود محاولات لم تعد خافية على أحد، لإحكام جماعات متطرفة قبضتها على "عين الحلوة"، الأمر الذي دفع "فتح" إلى العمل من أجل حسم المعارك عسكرياً، لتفادي السيطرة على المخيم من قبل العناصر المتشددة التي ترفض وقف إطلاق النار وتسليم قتلة العرموشي ورفاقه .