يتوجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى اسبانيا، اليوم، في زيارة قصيرة تستمر يومين يلتقي خلالها نظيره الاسباني، ويلقي كلمة في حفل تخريج جامعي، في وقت تستمر تعقيدات تأليف الحكومة على حالها، من دون ان تسفر كل اللقاءات والاتصالات والمشاورات الجارية عن اي نتائج ايجابية تُذكر، على رغم التفاؤل التي يبديه الرئيس المكلف امام زواره بقرب ولادة الحكومة مع رفضه تحديد اي موعد لها.
وامس استمرت حركة الاتصالات على اكثر من صعيد عشية سفر الرئيس المكلف الى مدريد، وعُلم ان وزير الثقافة غطاس خوري المكلف من الرئيس الحريري بإجراء المشاورات السياسية بشأن تأليف الحكومة يعمل في هذا الاتجاه ليلا نهارا بشكل متواصل مع كافة الافرقاء السياسيين بعيدا عن الاعلام، في ظل معلومات تؤكد لـ«اللواء» ان المواقف السياسية لا زالت على حالها من دون تسجيل اي تراجع من قبل اي فريق سياسي عن مواقفه، مما يعني ان مأزق التأليف لا يزال على حاله وعلى الرئيس المكلف الاستمرار في بذل المزيد من المساعي من أجل حلحة العقد وتقريب وجهات النظر، خصوصا انه يتحلى بالصبر ويدرس كل خيارات التقارب بشكل هادئ ومتروٍ من دون اي تسرع، وتعتبر المصادر ان عدم زيارة الرئيس الحريري قصر بعبدا، كما كان متوقعا خلال اليومين الماضيين، يؤكد ان لا جديد لدى الرئيس المكلف في ملف الحكومة يُطلع عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وفي هذا الاطار، اكدت مصادر الحزب التقدمي الاشتركي لـ«اللواء» ان لا تراجع عن مطالبه في ما خص الحصة الدرزية في الحكومة، واشارت المصادر إلى ان موقف الحزب واضح ومعروف منذ اليوم الاول لمشاورات التكليف، وابلغه رئيس الحزب وليد جنبلاط الى كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وهو لا يزال يردده، وليس هناك من وارد للتراجع عنه تحت اي ضغط كان.
وكررت المصادر ان مطالب الحزب محقة ومنطقية، اذ هو من يمثل الاغلبية الدرزية وهذا الامر يعرفه الجميع وصناديق الانتخابات هي التي انتجت هذا التمثيل، ولا يمكن الاستهانة بالرأي العام الدرزي الذي هو من اختار واعطى كلمته للحزب التقدمي الاشتراكي في الصناديق، واعتبرت المصادر الى من يريد اعطاء الوزير طلال ارسلان حصة في الحكومة العتيدة، عليه ان يعطيه من حصته من خلال تمثيل احد من كتلته من الطائفة المسيحية.
ورفضت المصادر رفضا قاطعا اتهام الحزب بانه هو من يضع العقد والعراقيل امام تشكيل الحكومة، وابدت اسفها لاستمرار السجالات حول هذا الملف، ورأت ان الموضوع اصبح منتهيا لدى الحزب وعليهم البحث عن العقد التي يضعونها ويعملون على عرقلة عملية التأليف، لذلك تعتبر المصادر ان الامور لا زالت على حالها في موضوع التأليف لانه اذا كان هناك يراهن على تراجع الحزب التقدمي عن مواقفه فهو مخطئ.
واستغربت المصادر ما نقله زوار بعبدا عن ان مهلة التكليف ليست مفتوحة الى ما شاء الله، معتبرة الى ان هذه المواقف تزيد الامور تعقيدا، وتؤكد المصادر وقوفها الى جانب الرئيس الحريري وما اعطاه اياه الدستور.
وترى مصادر سياسية ان زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان امس الى «بيت الوسط» واجتماعه مع الرئيس المكلف يعطي اشارات عدة، اهمها وقوف دار الفتوى وما تمثله الى جانب الرئيس الحريري وتدعمه في مهامه الدستورية، وهذا الامر بدا واضحا من خلال المواقف التي اعلنها المفتي دريان من بيت الوسط تحديدا.
اذا سينتهي اسبوع جديد، ويبدأ اسبوع اخر مقبل من دون ولادة حكومية، مع الامل ان تكون عودة الرئيس الحريري المنتظرة من الخارج بداية الاسبوع المقبل تحمل ايجابية وتعود عجلة الدوران الحكومي للعمل من جديد ومعها يتصاعد الدخان الابيض.