بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تشرين الأول 2017 12:08ص مؤامرة لمصلحة مَن؟

حجم الخط
في غمرة احتفال لبنان بمرور سنة على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبلاد، وتعداد الإنجازات التي تحققت في هذه الفترة القصيرة من عمر العهد، ولعل أهمها إعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية بعد شلل طويل كاد يطيح بكل هذه المؤسسات، يعود الخلاف على آليات تطبيق قانون الانتخابات النيابية العامة المقرّرة في أيّار من العام المقبل ليتصدر الخطاب السياسي الداخلي ويأخذ بُعد الميل إلى وجود خطة أو مؤامرة إقليمية دولية لتعطيل هذه الانتخابات بهدف أساسي هو إسقاط الشرعية عن الدولة اللبنانية.
ولعل الكلام الذي نطق به أمس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد أبلغ مؤشر على أن موعد الانتخابات النيابية ما زال في مهب الريح، ليس لأن أهل السياسة ومعهم الطبقة الحاكمة قلقون على مواقعهم ونفوذهم، بل لأنهم مرتهنون لإرادة خارجية ومحكومون بها وبعدم الخروج عليها.
وعندما يأتي مثل هذا التشكيك من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التي لا يختلف إثنان على انها الأقوى بين كل الكتل النيابية والضامن الأكثر اطمئناناً لولاء محازبيها ومؤيديها، فيجب ان يؤخذ ذلك على محمل الجد، لا سيما إذا نظرنا بعين الواقعية والموضوعية إلى ما يحصل في المنطقة من تطورات دراماتيكية في ظل اشتداد الاشتباك السياسي وحتى العسكري بين إيران التي ما زالت تحلم بعودة الامبراطورية الفارسية إلى حكم هذا الشرق، وبين الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية التي تتصدى للحلم الإيراني بكل قوة وصمود، وترفض أي شكل من اشكال الهيمنة الإيرانية على العالمين العربي والإسلامي، فضلا عن الصراع المحتدم بين الولايات المتحدة الاميركية بقيادة رئيسها ترامب، وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة المرشد الأعلى الخامنئي، والذي بلغ في الأسبوع الماضي ذروته على وقع تصويت مجلس النواب الأميركي على أربعة قوانين يعاقب فيها الحرس الإيراني وذراعه في لبنان حزب الله.
منطق الأمور يقول بأن المنطقة برمتها مقبلة على تطورات جدا دراماتيكية، ولا يمكن للبنان الذي يُشكّل جزءاً لا يتجزأ من هذه المنطقة ان يبقى بمعزل عنها، حتى ولو ظلت سياسة النأي بالنفس صامدة خلافاً لمنطق الأمور والمتغيرات الحاصلة في الإقليم وفي العالم، وبالتالي يصبح التشكيك بإجراء الانتخابات، بصرف النظر عن الأسباب، امراً جديراً بالاهتمام إلى ما يرافق ذلك من استمرار الخلاف بين أرباب السلطة حول الآليات الانتخابية الواجب اعتمادها، من البطاقة البيومترية إلى التسجيل المسبق والصوت التفضيلي، ناهيك عن متاهات الحسابات الانتخابية لكل من هؤلاء الأرباب، والتي تذكر بالمثل اللبناني المعروف «بعود عن الشر وغنيلو».