بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 أيلول 2017 12:00ص ما بعد الدعوات

حجم الخط
تكثر هذه الأيام التكهنات والتحليلات والتفسيرات للزيارتين اللتين قام بهما رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل واجتماعهما إلى ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان وتوقيت هاتين الزيارتين بعد الكلام الشديد اللهجة ضد حزب الله وسياسة النعامة التي تمارسها حكومة استعادة الثقة التي تضم ركنين أساسيين من قوى 14 آذار السابقة، وخلصت بعض التحليلات إلى عدّة نتائج أولها قرار المملكة العربية اتخذته بالعودة القوية إلى لبنان تجلى بتعيين سفير جديد لها في بيروت سبق أن كان أحد دبلوماسيّي السفارة الفاعلين في العاصمة اللبنانية، و من ثمّ انفتاحها الواسع على كل القوى السياسية التي شاركت بفعالية في التظاهرات والاعتصامات الشهيرة التي أدت إلى خروج القوات السورية من لبنان بعد قرابة ثلاثين سنة من احتلالها لهذا البلد وامساكها بكل مفاصله السياسية والإدارية وحتى الاقتصادية، وتأتي زيارة رئيس حزب القوات والكتائب في هذا السياق، وثاني التحليلات التي توصل إليها المراقبون ان هاتين الزيارتين تأتيان في سياق سلسلة دعوات توجهها المملكة إلى قيادات لبنانية ظلت ثابتة على موقفها الرافض لوجود سلاح حزب الله ولسياسة العهد الجديد التي ثبت بعد تجربة عمرها قرابة السنة أنه مستمر في تحالفه الاستراتيجي مع الحزب، وأن وجود حكومة جامعة لقوى 14 آذار السابقة ولتحالف الثامن من آذار ليست سوى تغطية سياسية لهذا التحالف ولحزب الله الذي لم يبدل شيئاً في سياسة التبعية الكاملة لإيران التي ما زالت حتى الآن تمارس سياسة ابتلاع العالم العربي والسيطرة على القرار في معظم الدول العربية ولا سيما لبنان كونه يُشكّل لها منفذاً إلى البحر ويجعلها قريبة من الحدود مع إسرائيل.
وتقول تحليلات أخرى بأن العودة القوية للمملكة العربية السعودية الى لبنان في ظل المتغيرات التي تحاك للاقليم ستتبلور بشكل أكثر وضوحاً في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة حيث من المنتظر ان تتحوّل الرياض عاصمة المملكة إلى محجة للعديد من القيادات اللبنانية التي ما زالت متمسكة بمبادئ وثوابت الرابع عشر من آذار، وذلك من ضمن خطة باتت واضحة الملامح لإستعادة هذه القيادات دورها وصياغة عقد مؤتمر كبير يضم معظم الشخصيات والفعاليات التي ما زالت تؤمن بثوابت 14 آذار وأن لا خروج من الأزمات اللبنانية ومن الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي في هذا البلد إلا بعد عملية استنهاض وطني شامل تقوم به هذه القوى والفعاليات.
العودة السعودية إلى لبنان جاءت في توقيتها الصحيح وفي الوقت الذي اشتدت فيه طبخة الحلول لمنطقة الشرق الأوسط والتي تقوم على اقتسام النفوذ في سوريا بين الدول المتورطة في هذه الأزمة الدولية والتي لا يمكن ان يبقى لبنان بمنأى عنها نتيجة وجود إيران وأداتها حزب الله لاعباً أساسياً فيها بشهادة وزير خارجية روسيا لافروف والتي أبلغها بكل وضوح وصراحة إلى الوفد اللبناني الذي رافق الرئيس سعد الحريري في زيارته قبل أسابيع إلى موسكو ولقاءاته مع الرئيس بوتين ومع وزير خارجيته لافروف وعدد من كبار المسؤولين في الكرملين. ذلك لأنه حان الوقت للعمل من أجل إعادة تكوين جبهة سياسية في لبنان تكون مؤمنة حقاً بوحدة الأرض والشعب، وبعروبة هذا البلد وحقه في درء أي عدوان عليه سواء أتى من الشرق أو الغرب، كما حقه في الاستقلال والسيادة والوقوف بقوة ضد كل الأطماع الخارجية ولا سيما الأطماع الإيرانية التي لم تعد خافية على أحد من المتابعين للتطورات.