بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيلول 2023 01:44م مبادرة بري المتجددة تسهيل لمهمة لودريان

واشنطن تنتظر الموقف اللبناني من الترسيم البري مع إسرائيل

حجم الخط
يبدو واضحاً من خلال القرار المتشدد لمجلس الأمن الدولي الذي جدد بموجبه لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل" سنة إضافية، ضارباً عرض الحائط المطالب اللبنانية، أن هناك إصراراً دولياً على إعطاء هذه القوات دوراً أكبر في المهام الملقاة على عاتقها، ولو اضطر الأمر دون التنسبق مع الجيش اللبناني . وهذا بالتأكيد من شأنه أن يثير حفيظة "حزب الله" رغم الترحيب الرسمي بقرار التجديد، والذي  لم يختلف كثيراً عن النص الذي اعتمد في المرة السابقة، أي  ان تبقى الصيغة التي تنص على حرية حركة قوات الطوارئ بشكل واسع قائمة مع التشديد على التنسيق مع السلطات اللبنانية، في ظل رفض دولي لتقييد حركة "يونيفيل؛ في الجنوب، في وقت كان لافتاً استمرار التهديدات الإسرائيلية للبنان، والتي أرخت بثقلها على المشهد السياسي اللبناني، وإن كانت المعلومات المتوافرة لا تشير إلى إمكانية اندلاع حرب في الجنوب، لأن لا مصلحة للطرفين، اللبناني والإسرائيلي بذلك . 

وما يطمئن برأي أوساط دبلوماسية، إلى استمرار الهدوء على جبهة الجنوب، الاستعداد الذي أبداه الموفد الأميركي أموس هوكشتاين باسم بلاده، خلال زيارته الأخيرة لبيروت، للمساعدة في ترسيم الحدود البرية، بعد نجاحه في عملية الترسيم البحرية . في ظل اهتمام واشنطن بترسيم الحدود البرية مع لبنان، وهو ما أكد عليه هوكشتاين في لقاءاته مع المسؤولين الذين التقاهم، بانتظار الرد اللبناني على المقترحات الأميركية بهذا الصدد، في حين لفت لقاء

كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة خلال زيارته بيروت، بقائد الجيش العماد جوزيف عون على طاولة عشاء، وما نشرته السفارة الاميركية في بيروت، بالإشارة إلى "عقد عشاء عمل مثمر مع قائد الجيش اللبناني، وأن تفاني الجنود ذوي الكفاءة العالية أمر بالغ الأهمية لأمن لبنان واستقراره. ملتزمون بمواصلة الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة ولبنان".
وتأتي جولة هوكشتاين على الخط الأزرق، في إطار إجراء معاينة للنقاط المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، سعياً من جانبه لجمع المعلومات بهذا الشأن، تمهيداً للمهام التي قد تطلب منه في مرحلة لاحقة، في ظل تشديده على أهمية الاستقرار الأمني على طول الحدود الجنوبية، لأن في ذلك مصلحة لجميع الأطراف" . وتشير المعلومات إلى أن المسؤولين اللبنانيين لم يعطوا جواباً واضحاً بشأن السير في موضوع الترسيم البري، ما فسرته أوساط متابعة بأنه استمهال من جانب حكومة تصريف الأعمال، بانتظار الوقوف على رأي "حزب الله" من هذا الموضوع الدقيق، وإن كانت المعلومات المتوافرة، لا تستبعد أن يعطي الحزب موافقته، للمباشرة بعملية الترسيم البرية برعاية أميركية، بعد حصول لبنان على مطالبه، على غرار الترسيم البحري.
وفي الشأن الرئاسي، وفي ظل استمرار حالة المراوحة، بانتظار عودة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، أعطت المواقف التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، زخماً جديداً للاستحقاق الرئاسي، استبق به عودة لودريان إلى بيروت، بدعوته إلى حوار لسبعة أيام، يليه عقد جلسات متتالية حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهو أمر لقي تأييداً من جانب نواب الموالاة، معطوفاً على الكلام الذي أشار إليه وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، من  جهود تبذل من أجل تهيئة المناخات أمام انتخاب الرئيس العتيد، وكشفه أن القيادة السعودية حريصة على إنجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان بأسرع وقت . وبعد مواقف الرئيس بري، فإن الأنظار مصوبة باتجاه ما سيكون عليه موقف نواب المعارضة من الدعوة المتجددة للحوار التي أطلقها رئيس البرلمان. فهل تلاقي قوى المعارضة مبادرة بري وتعلن استعدادها للمشاركة في جلسات الحوار، أم تعلن رفضها؟، وهو أمر غير مستبعد بعد موقف حزب "القوات اللبنانية" الرافض لدعوة رئيس مجلس النواب .
وأشارت المعلومات، إلى أن ملاقاة الرئيس بري للموفد الفرنسي، من خلال الطروحات التي تقدم بها، إنما تعكس رغبة فريق الموالاة بتهيئة المناخات للحوار، بالرغم من الاتهامات التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإيران، بعرقلة الانتخابات الرئاسية، وهو أمر تم تداوله في الحلقات الضيقة لقوى الثامن من آذار التي أخذت قراراً بعدم التشويش على زيارة لودريان المنتظرة، حتى لا تتهم بأنها تخرب على المسعى الفرنسي، وإن كان هناك في صفوف هذا الفريق، من اعتبر أن مواقف ماكرون المستجدة، إنما تأتي لإرضاء المعارضة المسيحية بعد الحملة الشرسة التي شنت ضد الدور الفرنسي الداعم لمرشح "الثنائي" سليمان فرنجية . في وقت لم تظهر نتائج حاسمة للحوار الجاري بين الحزب والنائب جبران باسيل، وما يمكن أن يتركه ذلك من انعكاسات على صعيد الانتخابات الرئاسية، في ظل معلومات أن رئيس "التيار الوطني الحر"، ورغم مطالبات الحزب المتكررة،  ما زال على موقفه الرافض دعم ترشيح فرنجية، لكثير من الاعتبارات .