بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 كانون الثاني 2021 12:01ص متى تصحى الضمائر الوطنية..؟؟

حجم الخط
في خضم الكارثة الوطنية الكبرى المتمثلة بتفشي جائحة «كورونا» التي تفتك باللبنانيين بلا هوادة بسبب ترك الحبل على غاربه للرحلات الجوية مع بدء الإصابات، إضافة إلى الإجراءات العشوائية والإرتجالية من قبل المعنيين بهذا الأمر...

وفي خضم ما تمرُّ به البلاد من مرحلة قاتلة إقتصادياً ومالياً ومعيشياً وأمنياً، ما يحتّم تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه... نرى فريق العهد يعمل على تعطيل تشكيلها بعد أن قَبِل على مضض تكليف رئيس الحكومة نتيجة إستشارات نيابية ملزمة دستورياً، ويسعى إلى إسقاط التكليف عن طريق إحراج الرئيس المكلف لإخراجه، للمجيء برئيس حكومة على شاكلته ومواصفاته، ومن أجل ذلك بدأت أبواقه رفع شعار «هذا المطلوب منك أو فل»، مصحوبة بمؤتمر صحفي لصهر الرئيس بكل ما جاء فيه بحق الرئيس المكلف، ومترافقة مع تسريب شريط فيديو للقاء الذي جمع رئيس الحكومة المستقيل مع رئيس الجمهورية، أقلّ ما قيل فيه انه معيب ومخزٍ، وقد ترك تردداته على المستوى الوطني التي جعلت منه «جائحة» إعلامية وسياسية أول من طالت رئيس الجمهورية وما تبقّى من مكانة وهيبة الرئاسة ومعنوياتها ومصداقيتها وأمانة مجالسها، في الداخل والخارج، وجعلها لمجرد منبر استخباراتي محكومة بجهلة وأغبياء، وموضع شك وإرتياب لدى أي جهة داخلية أو خارجية تريد التداول بأي أمر له طابع الخصوصية أو الإستثنائية مع رئيس البلاد، المفترض أنه رمز البلاد والمؤتمن على الدستور...!!

وحيث لم تثمر تلك المحاولات وارتدّت على أصحابها... وعلى قاعدة الهيام في ظلام الأنانية والكيدية وحب السيطرة والتسلّط والإستبداد وتغليب المصالح الخاصة والحسابات الشخصية الآنية والمستقبلية على أي اعتبار أو مصلحة وطنية، يجري العمل على محاولة تهميش موقع رئاسة مجلس الوزراء وصلاحياتها، وأيضاً محاولة مصادرة الصلاحيات اادستورية للمجلس النيابي، وصولاً لإفلاس النظام اللبناني وتجريده من كل مقوماته ومؤسساته الوطنية الشرعية وأخذ البلاد إلى الفراغ والشغور والشلل الكامل، ونقل المعضلة إلى مكان آخر على طاولة حوار ومؤتمر تأسيسي لإعادة النظر بالنظام اللبناني كله، آخذين الوطن إلى المجهول... غير مدركين أن اللبنانيين متمسّكون بصيغة العيش الواحد وبالنظام البرلماني الديمقراطي والمناصفة التي كرّسها الدستور... ويعود إليهم وحدهم فقط تقرير التوقيت الملائم لأي بحث بهذا الخصوص عندما تقتضي المصلحة الوطنية العليا ذلك، بعيداً عن أي ضغوطات أو وصايات داخلية أو خارجية...

قدرنا أن نكون محكومين بمنظومة سياسية معظمها فاسد ومرتهن لبعض الجهات الخارجية التي ترغب بوضع اليد على لبنان، أو تلك التي تريد أخذ دوره على خريطة الشرق الأوسط...

هل ستصحى الضمائر الوطنية ويتمكن اللبنانيون من إيجاد الحلول بأيديهم سريعاً ومن إدارة شؤونهم بأنفسهم، ليكتب للوطن النجاة؟... أم سيستمر البعض في مسار الإنحدار والإهتراء، ويتلذذ بالفشل كما في مراحل سابقة ويصبح الوطن ضحية المساومات والوصايات الجاهزة أو الجاري تحضيرها وما أكثرها...؟؟!!

لننتظر ونرَ...