بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 شباط 2018 12:02ص مجلس الوزراء الخميس في بعبدا بجدول أعمال عادي من دون بنود خلافية

تحييد الحكومة والطائف والإنتخابات 3 ثوابت لأولويات المرحلة

حجم الخط
من المتوقع ان يشهد هذا الاسبوع سلسلة من الاستحقاقات السياسية الهامة، بدءا من اللقاء الرئاسي الذي يعقد اليوم في قصر بعبدا والذي يأتي تتويجا للاتصال الذي اجراه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري على خلفية التطورات والاحداث الاخيرة التي جرت عقب تسريب الفيديو الشهير لوزير الخارجية جبران باسيل والذي وصف فيه الرئيس بري «بالبلطجي»، ويعتبر لقاء بعبدا اليوم مفصليا بسبب تشعبات الملفات التي يمكن ان تطرح خلاله، خصوصا انه يجب ان يتسم بالمصارحة للوصول الى المصالحة الضرورية في هذه المرحلة، كما ان من شأنه ان يرسم ايضا ملامح المرحلة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات المقررة في السادس من ايار القادم بين اركان الدولة، مع العلم ان هذا الاجتماع يعقد عشية اجتماع مجلس الدفاع الاعلى يوم غد والذي لا يقل اهمية لا بالشكل و لا بالمضمون عن لقاء اليوم، خصوصا ان على جدول اعماله الكثير من الملفات الاساسية الساخنة والمتعلقة ايضا بالازمة المستجدة مع اسرائيل على اثر التصاريح الاخيرة لمسؤولين اسرائيلين. كما انه من المتوقع ايضا ان تنعكس اجواء لقاء اليوم على اجواء جلسة مجلس الوزراء التي سيدعو لعقدها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يوم الخميس المقبل في القصر الجمهوري كما علمت «اللواء» بعد ان غابت هذه الجلسة الاسبوع الماضي رغم تحضير جدول اعمالها، بسبب ما شهدته الساحتين السياسية والامنية من تطورات دراماتيكية ساخنة كادت تطيح بالحكومة والبلد في آن معا.
مصادر وزارية متابعة رفضت عبر «اللواء» الخوض عن توقعاتها حول الاجواء السياسية التي ستسود جلسة مجلس الوزراء المقبلة، والتي ستعقد على وقع التصاريح والمواقف الخطيرة  التي اطلقت الاسبوع الماضي وضربت كل المحظورات،  واستبعدت  المصادر ان يتضمن جدول الاعمال الذي سيوزع اليوم اي بنود هامة او خلافية، مشيرة الى ان اهمية الجلسة هي بانعقادها برئاسة رئيس الجمهورية خصوصا اننا امام استحقاقات مهمة وكبيرة وعلى الحكومة اليوم ادارة الازمة السياسية الراهنة حتى موعد اجراء الانتخابات.
ونقلت هذه المصادر ارتياح الرئيس الحريري لعودة التوافق والحوار بين اللبنانيين من خلال لغة العقل التي عادت وسادت في اليومين الماضيين، وامل رئيس الحكومة وحسب المصادر باستمرار هذا التوافق السياسي لانه يبقى السبيل الوحيد للحفاظ على امن واستقرار البلد.
وشددت المصادر على اهمية تحييّد الحكومة واتفاق الطائف واجراء الانتخابات عن اي خلافات سياسية قد تطرأ، او حتى سوء تفاهم بين الافرقاء السياسيين لأن استمرار هذه الثوابت الثلاث اولوية في هذه الظروف الدقيقة والمفصلية، خصوصا ان لا مصلحة لأحد بالمس بالتوافق الداخلي، لأن البلد لا يمكنه ان يتحمل المزيد من الخضات السياسية والامنية، خصوصا ان الجميع يعترف بالانجازات الكثيرة التي انجزتها الحكومة وهي متعددة، ولا زالت تأمل بإنجاز المزيد ايضا، لا سيما من خلال المؤتمرات الدولية التي تنتظر لبنان خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، والتي تصب جميعها لمصلحة اقتصاده وامنه واستقراره.
وتشير المصادر نفسها الى انه في موازاة الانجازات الحكومية فإن رئيس الجمهورية يبذل كل جهوده من اجل تسجيل النجاحات لعهده، والذي لم يمر عليه سوى سنة وبضعة اشهر، كذلك يعمل رئيس المجلس النيابي كل ما بوسعه لتسهيل الامور لمواكبة اعمال الحكومة ودعمها وهذا الامر بدا واضحا في الاسبوع الماضي رغم الكلام الكثير الذي اطلق عن امكانية خروج وزراء «امل» من الحكومة والتي نفاها رئيس المجلس جملة وتفصيلا.
ورأت المصادر ان ما استجد مؤخرا والذي يدعو الى الكثير من الوحدة ورص الصفوف، هو المواقف والتصاريح الاسرائيلية والتي لا يمكن الا اخذها بكثير من الجدية، وعدم التغاضي عنها، خصوصا ان الجميع يعلم ان وضع المنطقة بأكملها ليس وضعا مريحا، من هنا على لبنان وعي ما تحاكيه اسرائيل لنا من مخططات من خلال التصاريح الاستفزازية لجرنا الى مكان لا نريد الوصول اليه، مشددا على اهمية صون الوحدة واللجوء الى المحافل الدولية من اجل دعمنا ومساندتنا في مواقفنا المحقة.
وحول الخلاف بين الرئيس بري والوزير باسيل، اعتبرت هذه المصادر ان الخلاف بين الرجلين لا يزال على حاله، رغم تدخل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بل توقعت هذه المصادر استمراره في المرحلة المقبلة، ولم تستبعد هذه المصادر ان نشهد المزيد من التصعيد السياسي الذي يعتبره البعض طبيعيا قبيل الانتخابات في ظل نظام ديموقراطي يتمتع به لبنان ولكن من دون تهديد الحكومة واتفاق الطائف واجراء الانتخابات.