بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الثاني 2023 03:14م مجلس الوزراء سيحسم التمديد لقائد الجيش باعتباره ضرورة

مخاوف من دخول الجبهة الجنوبية الحرب من بابها الواسع بعد اكتمال الاستعدادات

حجم الخط
مع ارتفاع لهيب المواجهات الحدودية بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن المخاوف تكبر وتتزايد من دخول الجبهة الجنوبية الحرب من بابها الواسع، مع الاشتعال التدريجي للعمليات العسكرية الدائرة بين الطرفين، والتي تنذر باقتراب موعد الانفجار ، بعد تجاوز قواعد الاشتباك التي كانت سائدة، ودخول أطراف أخرى على الخط، مع تحول منطقة جنوب الليطاني مسرحاً لإطلاق الصواريخ من جانب الفصائل الفلسطينية الموالية لإيران  على إسرائيل . وفي حين صادق الجيش الإسرائيلي، كما أعلن، على خطة دفاع وهجوم للجبهة الشمالية، استعداداً لمرحلة قاسية، فإن "حزب الله" في المقابل، قد أعد العدة لأي حرب مع إسرائيل، وأنه "حضر للعدو ما يلزم"، على ما قاله النائب محمد رعد . وهذا بالتأكيد يثير القلق والمخاوف من انزلاق الوضع الميداني إلى مواجهات أكثر عنفاً، على طريق الحرب الشاملة التي يحاول أن يتجنبها جميع الأطراف . 


وفي حين ذكر مسؤولون إيرانيون أن "حزب الله" قد دخل الحرب، وأن أحداً لا يمكنه السيطرة على الوضع، كان لافتاً ما أشارت إليه وسائل الاعلام الإسرائيلية، بأن قادة الجيش الإسرائيلي أبلغوا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو بأنه لا مفر من توجيه ضربة شديدة لحزب الله، رداً على التصعيد الجديد الذي أقدم عليه في اليومين الأخيرين، وأن هذه الضربة يجب أن تكون موجعة، وفي الضاحية لبيروت، حتى تكون رادعة. وهذا يشير إلى ما يحضر له الجيش الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، حيث أن ارتفاع وتيرة الأعمال العسكرية على الحدود الجنوبية، والخروج عن قواعد الاشتباك، يشيران بوضوح إلى أن لا شيء يحول دون حصول انفجار واسع في المناطق الحدودية، يعطي الانطلاقة لحرب أوسع وأشمل، قد تشمل الإقليم برمته .

وفي موقف يعبر عن قلق شديد إزاء ما يحصل، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن لبنان "لن ينجو" وسيتم تدميره "بالكامل" في حال تصعيد المواجهة مع إسرائيل، حيث أعرب عن قلقه الشديد من احتمال حدوث ذلك، لا سيما في ظل "المستويات الخطيرة للغاية من العنف" في الضفة الغربية، و"الوضع الأكثر تعقيدا" المشوب بالتوتر بين لبنان وإسرائيل . وهو موقف ترى فيه أوساط معارضة، بأنه "مؤشر خطير لما ينتظر لبنان، مع تحول الجنوب ساحة مستباحة لكل الفصائل الإيرانية التي تريد استخدامها منطلقاً لضرب إسرائيل، بطلب إيراني وبضوء أخضر من "حزب الله"، ما أسقط كلياً القرار 1701، ووضع لبنان بأكمله على فوهة بركان، حيث أن إسرائيل، لن تتردد في القيام بعدوان واسع ضد لبنان، إذا وجدت أن ذلك يحقق أهدافها، توازياً مع حربها على "حماس" في غزة"، وإن كانت هناك محاولات أميركية، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، لمنع الصراع من الاتساع في شمال إسرائيل مع "حزب الله". كذلك منع اتساع نطاق الصراع إلى بلدان أخرى في المنطقة .
وتستند الأوساط المعارضة في تخوفها من محاولات جدية لتوريط لبنان، إلى ما نقل عن قائد قوة الجو الفضائية لـ «الحرس الثوري» الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة، قوله إنّ «رقعة الحرب اتسعت، ودخل لبنان في الصراع، ومن الممكن أن يتفاقم حجم الصراعات أكثر، والمستقبل غير واضح». وأن "أحداً لا يمكنه أن يضمن السيطرة على الوضع ومنع اتساع الحرب أكثر، لأنّ المستقبل غامض للغاية». وهذا من شأنه كما تقول، أن "يدفع بالوضع الميداني إلى حافة الهاوية، حيث أن الطرفين قد أعدا العدة للمرحلة المقبلة التي ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، وفي مقدمها حصول حرب واسعة النطاق، إذا وجد الإسرائيلي أنها تصب في مصلحته وتحقق له أهدافه السياسية والعسكرية . في ظل حالة القلق الشديد التي تنتاب الداخل الإسرائيلي من وجود أذرع إيران العسكرية على حدوده" .
وفي الوقت الذي يرخي موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون بثقله على المشهد الداخلي، تلافياً لأي فراغ على رأس قيادة الجيش، أُرجئت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة، اليوم، إلى بعد ظهر الإثنين المقبل، وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب. ومن المتوقع أن يُطرح في الجلسة، من خارج جدول أعمالها مسألة التمديد للعماد عون، من جانب عدد من الوزراء، في وقت أكد وزير الإتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني قرم، أن الرئيس نجيب ميقاتي أبلغ الوزراء أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء تعد دراسة قانونية ودستورية موسّعة بشأن المخارج القانونية التي تمكن من تفادي الشغور في قيادة الجيش وسوف تعرض على مجلس الوزراء في جلسة قد لا تكون الجلسة القادمة، إنما الجلسة التي تليها.على أن يتّخذ مجلس الوزراء القرار المناسب وفق ما ستحمله الدراسة حينها.
وكشفت مصادر وزارية ل"موقع اللواء"، أن "مجلس الوزراء سيحسم الموقف من التمديد للعماد عون، لأن هناك ضرورة ملحة لاتخاذ هذه الخطوة، خوفاً من شغور موقع القيادة على رأس المؤسسة العسكرية، في ظل هذه الظروف الضاغطة التي يمر بها البلد الذي يعاني شغوراً رئاسياً، دخل عامه الثاني، ولا شيء يوحي حتى الآن بأن هناك إمكانية لإجراء انتخابات رئاسية في وقت قريب" .