بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آذار 2019 12:02ص محمّد بعلبكي .. كبير من بلادي

حجم الخط
لطالما إفتخرت أوطاناً برجال كبار من أبنائها، سلاحهم القلم والمعرفة يحملون سيف الدفاع عن الحرية المسؤولة بكل جدٍ وعزيمة، دون كلل وبضمير مرتاح.
نقيب الصحافة الراحل الكبير محمّد بعلبكي كان من طينة أولئك الرجال الذين نفتقدهم اليوم في  أزماتنا، وهو الذي قضى عمره فارساً يعيش الحرية الساكنة عقله بكل مفاهيمها، لكأنه كان إما من قلة قليلة أو من كثرة كثيرة.. مؤمنة بأن هذا اللبنان لا يقوى على الحياة والاستمرار إلا في فضائها.
عرفته دنيا الصحافة والإعلام باكراً، فزامل العديد ممن كان لهم ومعهم صولات وجولات في معترك النضال السلمي من أجل صحافة حرة قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الرأي العام، ذلك دائماً لأنه هو الحدث .. في نقابة الصحافة التي أحبّها وأحبته كان الجامع المشترك بين أهلها - بشهادة أهلها - المتعددي الولاءات والانتماءات والايديولوجيات، فحظي بثقة قلّ مثيلها، ولأنه كان أميناً فوق العادة فإن الرؤساء ما كانوا يجهرون إلا أمامه بما كانوا يفكرون به، فكان له حق الإمتياز في نقل الرسالة بكل أمانة دون زيادة أو نقصان بحرفة العالم بل العلاّمة في اختيار مفرداته ومصطلحاته.
أن تتحدث عن النقيب الراحل، فإنك تحتاج إلى وقت طويل ومساحة كبيرة حتى توجز مسيرة هذا الرجل الذي حمل لبنان في قلبه، وحمل قضية فلسطين في عقله ووجدانه، لم يبخل البتّة عليهما، فأحب لبنان وفلسطين معاً، فكتب وحاضر وانتدى واعتصم ودافع من أجل مصلحة لبنان الوطن والدولة والمؤسسة والمواطن، وهكذا فعل من أجل فلسطين دفاعاً عن شعبها وحقه في مقاومة المحتل من أجل استرجاع أرضه.
اليوم ومع ذكرى رحيل النقيب الكبير محمّد بعلبكي، دعوة لكل محبيه وعارفيه ومعاصريه الى استحضار سيرته ومسيرته، كتاباته ومواقفه، لعل ذلك يكون جزءًا يسيراً من واجب تكريم هذا الكبير من بلادي.

حسن عربية
رئيس رابطة الإنماء والتعاون الاجتماعي