بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تشرين الثاني 2023 06:59م مخاوف عربية من الانزلاق إلى حرب مدمرة ..هل يكتفي نصرالله بتحذير إسرائيل أم يأخذ القرار بمواجهتها ؟

حجم الخط
على وقع المجازر اليومية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، ينتظر اللبنانيون والخارج بكثير من الترقب ما سيقوله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، غداً، كونه سيعلن موقف حزبه من تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي من شأنه أن يرسم معالم المرحلة المقبلة، توازياً مع تصاعد الأصوات الرافضة لإقحام لبنان في هذه الحرب، بالنظر إلى التداعيات الكارثية على لبنان، إذا ما أخذ "الحزب" قراره بدخول الحرب، في وقت استبقت إسرائيل كلام نصرالله، بإعلان جهوزيتها لخوض التحدي . وهذا ما ينذر بإمكانية تفجر الأوضاع في أي لحظة، بانتظار ما ستتضمنه مواقف نصرالله تجاه ما يجري في غزة، وما يمكن أن يكون عليه تصرف "الحزب" في المرحلة المقبلة .

وكان لافتاً، أنه قبيل ساعات على الكلمة المنتظرة لنصرالله، أطلق المنشد علي العطار أغنية جديدة بعنوان "هزو الأرض"، من كلماتها، "قوموا هزوا الارض وهبوا وربوا لما عرفوا يتربوا". وتم التدوال بها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير واعتبروها اشارة لما سيعلنه نصرالله، فيما أكدت مصادر قريبة من "حزب الله" أن هناك جهوزية تامة لمواجهة إسرائيل، إذا ما تجرأت على مهاجمة لبنان، مشددة على أن مواقف السيد نصرالله ستكون على قدر كبير من الأهمية، وتحمل رسائل مدوية وفي كل الاتجاهات، ما سيدفع بإسرائيل وداعميها إلى مراجعة حساباتهم، ومؤكدة أن كل رسائل التحذير الغربية لن تخيف "حزب الله"، فهو مستعد لكل الاحتمالات، وأعد العدة لكل الحسابات . 

وفي حين ينتظر أن يزور بيروت في الأيام المقبلة وزير الدفاع الفرنسي ميشال لوكارنو، للبحث في سبل تحييد لبنان عن الحرب الإسرائيلية على غرة، أعلن الناطق الاقليمي باسم الخارجية الاميركية سامويل وربيرغ، ان "نقل بعض حاملات الطائرات والمواد العسكرية للمنطقة هو رسالة لحزب الله وايران والحوثيبن وكل من يفكر بتوسيع الصراع بان الوقت ليس لذلك ونحن سنأخذ كل الاجراءات لحماية انفسنا". وهو أمر لم يعره "الحزب" اهتماماً، من خلال التأكيد وعلى لسان كبار مسؤوليه، أن كل هذه الأساطيل والبوارج، لن تخيفنا، وأن المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات، ولن تتأخر قيد أنملة عن القيام بواجباتها تجاه شعبها وحلفائها، ما يؤكد أن "حزب الله" لن يتردد في الدخول بالحرب، إذا كان هناك قرار بهذا الشأن، بصرف النظر عن النتائج .

وفيما تزداد الجبهة الجنوبية اشتعالاً، بفعل اتساع رقعة المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل، يواصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مشاوراته المكثفة التي يعقدها، في إطار تأمين مظلة أمان للبنان، حيث التقى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا. وكان بحث في تطورات الأوضاع في الجنوب، وما يمكن للأمم المتحدة القيام به من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية، فيما ينتظر أن يكثف الرئيس ميقاتي من اتصالاته العربية والدولية في أكثر من اتجاه، من أجل ردع إسرائيل عن القيام بأي عدوان قد يستهدف لبنان . كذلك الأمر فإن هناك اتصالات سياسية لتحصين الجبهة الداخلية، وبما لا يعطي إسرائيل ذريعة لضرب لبنان . وعلى هذا الأساس يبدو واضحاً أن "حزب الله" لا يريد حتى الآن خرق قواعد الاشتباك في الحرب مع إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه، يبدو مستعداً لكل الاحتمالات، بانتظار التطورات في الأيام المقبلة .

ولا تخفي مصادر دبلوماسية عربية خوفها من انزلاق لبنان إلى حرب مدمرة، طالما أن قرار الحرب والسلم ليس بيد الدولة، على ما قاله الرئيس ميقاتي. وبالتالي فإن أي تورط للبنان في النزاع، ستترتب عنه نتائج مدمرة، سيكون لبنان عاجزاً بالتأكيد عن معالجتها، في ظل الانهيارات التي يعانيها على أكثر من صعيد، وتحديداً على الصعيد الاقتصادي، مشددة على أن هذا الأمر يجب أخذه بالحسبان، واعتباره أولوية، ما يحتم على الممسكين بقرار الحرب أن يراعوا ظروف اللبنانيين، ويأخذوا بالحسبان عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الحرب الباهظة التي ستفوق بأضعاف ما خلفه عدون تموز 2006 .