بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 كانون الثاني 2024 05:46م مسيّرات الاغتيال تحول نوعي .. والميدان أمام تصعيد مفتوح على كل الاحتمالات

واشنطن جادة في تحييد لبنان .. ومساع حثيثة لنزع فتيل التوتر على الجبهة الجنوبية

حجم الخط
تبدو الأمور وكأنها في سباق محموم بين الحراك الدبلوماسي المكثف، وبين تصاعد المخاوف من الانزلاق إلى مواجهة واسعة بين "حزب الله" وإسرائيل، سعياً لتجنيب لبنان الدخول في حرب مدمرة مع إسرائيل، سيما وأن المعطيات الميدانية، تشير إلى أن الوضع ذاهب نحو تصعيد خطير ومفتوح على كل الاحتمالات، بعدما بدأت إسرائيل بتوسيع نطاق حربها ضد لبنان، من خلال المضي في سياسة الاغتيالات ضد قادة وعناصر "حزب الله"، حيث تم  استهداف سيارة من نوع "رابيد" في منطقة وادي الحجير، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة عناصر في "حزب الله"، غداة اغتيال القيادي في فرقة "الرضوان" وسام الطويل. وهذا موشر بالغ الخطورة، ينذر بمخاطر جسيمة تهدد لبنان، بعد ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، ونشر جيش الاحتلال منظومة صواريخ على الحدود مع لبنان .



ويحاول الوسطاء الدوليون الذين يزورون لبنان، العمل على تحييده عن الصراع القائم في غزة، من خلال الحصول على ضمانات بتطبيق القرار 1701 الذي من شأنه أن يعيد الهدوء إلى الجبهة الجنوبية . حيث تتجه الأنظار إلى الزيارة المرتقبة للمستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت هذا الأسبوع، توازياً مع قدوم وزيرة الخارجية الألمانية إيلينا بيربوك في الساعات المقبلة إلى لبنان، وما يمكن أن تحققه هذه الجهود من خرق حقيقي، على صعيد تجنيب لبنان ويلات الحرب . وتكشف معلومات ل"موقع اللواء"، أن الأميركيين جادون في نزع فتيل التوتر بين لبنان وإسرائيل، بدليل إسراع واشنطن في إرسال رئيس دبلوماسيتها أنطوني بلينكن إلى المنطقة، في زيارة رابعة له، إضافة إلى ترقب وصول السفيرة الأميركية الجديدة لدى لبنان ليزا جونسون، ومسارعة السفارة في بيروت إلى طلب مواعيد مستعجلة لها مع كبار المسؤولين، في إطار البحث في سبل حماية لبنان .



وتشير المعلومات، إلى أن واشنطن تنظر بعين القلق الشديد من مغبة تدهور الوضع أكثر على الجبهة اللبنانية . ولهذا فإنها تمارس ضغوطات على لبنان وإسرائيل، لإبقاء التوتر ضمن قواعد الاشتباك، رغم اتساع نطاق المواجهات واحتدامها في الأيام الماضية . وهناك خوف جدي لدى واشنطن، من تدحرج الوضع إذا انفجرت جبهة لبنان، إلى حرب واسعة في المنطقة برمتها، ما يعرض المصالح الأميركية لمخاطر لا يمكن التكهن بتداعياتها . وهذا أمر تحاول الولايات المتحدة تجنبه، بتدخلها لدى لبنان وإسرائيل، للابقاء على قواعد الاشتباك التي ارساها القرار 1701، وعدم الانجرار لمواجهات أكثر عنفاً، لأن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، على ما أكده الوزير بلينكن .

وفي الوقت الذي كشف الرئيس ميقاتي، أن لبنان تلقى عرضًا بالانسحاب إلى شمال الليطاني، مشدداً على الحل الشامل، ومن ضمنه حل موضوع سلاح "حزب الله"، فإن مصادر الأخير تؤكد أن الاقتراحات التي ينقلها المبعوثون الدوليون، تهدف إلى الحفاظ على أمن إسرائيل بالدرجة الأولى، دون الحصول منهم على تعهد إسرائيلي بالتزام القرار 1701، أي بمنع الاعتداءات على لبنان، واحترام سيادته . وبالتالي فإن لبنان غير ملزم تأمين حماية إسرائيل، طالما أنها تصر على عدم الالتزام بالقرارات الدولية، وتريد الاستمرار في عدوانها على لبنان واستباحة أراضية، في أي وقت تريد . وهذا أمر لن يقبل به "حزب الله" الذي يصر على مواجهة أي عدوان قد يستهدف لبنان من جانب إسرائيل، وهو ما أبلغه إلى الموفدين الدوليين، عبر الحكومة اللبنانية. وأنه لا يقبل بأي بحث في موضوع الترسيم البري، قبل وقف العدوان على الجنوب وقطاع غزة .


وقد أكد المستشار الحكومي نقولا نحاس، أنّ الرئيس ميقاتي يطمح منذ اليوم الأول من بدء الحرب إلى أن تعمل القوى الخارجية كافة باتّجاه واحد، وهو وجود قاعدة لإرساء الاستقرار بناءً على معطيات أساسية وهي تطبيق الاتفاقيات الدولية. ورأى أنه إذا اعتبر الجميع أن هذا المسار هو المسار الصحيح، فنكون قد اتّجهنا خطوة أساسية نحو التهدئة والاستقرار.

ورأى أن عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، "تشكّل بوابة لمعالجة النقاط الخلافية على الخط البري وصولاً إلى الاستقرار المنشود".


وفي سياق المشاورات الهادفة إلى تجنيب لبنان تمدد الحرب، التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب مع مستشار الرئيس الأميركي هوكشتاين في روما، قبيل زيارة الأخير إلى لبنان، في وقت كشفت معلومات، عن أن الحركة الدولية المكثفة في اتجاه لبنان ستشهد زخماً ملحوظا خلال الشهر الجاري، اذ تكشف عن اجتماع مهم يفترض ان تعقده خماسية باريس نهاية الاسبوع المقبل على الارجح، يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، يبحث تطور الوضع في لبنان وصيغ الحل القابلة للتنفيذ، موضحة ان بيانا مهما سيصدر عنه وقد يكون مفصليا، على ان يتوجه على الاثر العلولا الى بيروت لوضع المسؤولين في اجوائه واطلاعهم على المداولات الخماسية.
ولن تكون الزيارة السعودية يتيمة، وفقاً لما تردد، إذ بات معلوما ان وزير خارجية فرنسا السابق جان ايف لودريان سيزور بيروت ايضا كما الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الناشط على الخط اللبناني.