بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تموز 2018 12:22ص مشاورات التأليف تراوح مكانها والعقدة الأساسية عند باسيل

الحريري يعتمد سياسة النفس الطويل ولا تراجع عن الثوابت

حجم الخط

باسيل يريد 11 وزيراً في الحكومة  مع حصة رئيس الجمهورية ليكون له  بذلك الثلث المعطل


لم تفضِ المشاورات المكثفة التي أجراها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، في الثماني والأربعين ساعة الماضية إلى إحداث أي تغيير جوهري في مواقف الأطراف ومطالبهم في الحكومة العتيدة يُمكن البناء عليه لفتح ثغرة في الجدار المسدود، حتى ان الرئيس المكلف عبّر بعد اجتماعه المطوّل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي أوّل من أمس، عن هذا الواقع عندما أكّد على ان العقد الموضوعة في وجه التأليف ما زالت على حالها من دون حصول أي تطوّر إيجابي، ولو كان ضئيلاً، من شأنه ان يبعث عن التفاؤل بإمكانية الوصول قريباً إلى قواسم مشتركة بين كل الأطراف المعنية تضع حداً للمراوحة وتفتح امامه طريق التأليف، وللتعبير عن مدى انزعاجه من هذه الحالة، دعا الرئيس المكلف هذه الأطراف إلى شيء من التواضع، فمن كان يقصد بهذه الدعوة؟
المعروف، بحسب ما كشفت عنه مواقف الأطراف ان العقدة الأساسية التي تعطل تشكيل الحكومة مصدرها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي يُصرّ على الاستئثار  بالقسم الأكبر من حصة المسيحيين في الحكومة التي يجري العمل على تأليفها، ويرفض مشاركة «القوات اللبنانية» له في ذلك، ضارباً بعرض الحائط الاتفاق المكتوب بينه وبينها تحت تسمية «تفاهم معراب».
وإذا كان الرئيس المكلف ما زال حتى الساعة يتجنب الكشف عن الأسباب التي تكمن وراء إصرار رئيس التيار الوطني على الاحتفاظ بكامل حصة المسيحيين في الحكومة العتيدة، فإن الوزير باسيل نفسه شرح هذه الأسباب بإعلانه عن عدد وزراء التيار في الحكومة المقترحة بحيث لا يقل عن 11 وزيراً يشكلون مجتمعين الثلث المعطل داخلها، ما يمكنه من الإمساك بالقرار الحكومي، ومن هنا، تكون الدعوة إلى التواضع وإلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية موجهة إلى رئيس التيار الوطني وليس إلى أي جهة أخرى، خصوصا وان رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع أبلغ الرئيس المكلف بكل وضوح انه مستعد لتسهيل مهمته في تأليف الحكومة، ولا يتوقف عند حصته في الحكومة التي أعطته إياها نتائج الانتخابات النيابية.
وتقول مصادر سياسية اطلعت على جانب من المداولات التي تمت في اجتماع عين التينة بين الرئيسين برّي والحريري انها تركزت في الجانب الأكبر منها على العقدة المسيحية التي يفتعلها التيار الوطني الحر واعتبرت ذلك بمثابة عمل موجه ضد الرئيس المكلف الذي يهمّه إنجاح العهد في ما تبقى منه في تحقيق مشاريعه وخطته التي أعلن رئيس الجمهورية عنها، وأمل في ان تتمكن حكومة العهد الأولى من إنجازها، وقد عكست مداولات رئيس مجلس النواب مع النواب الذين التقاهم أمس في عين التينة، بعد غياب استمر منذ الانتخابات النيابية، هذا الأمر بوضوح بإعرابه عن قلقه من المراوحة التي تشهدها عملية الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة.
أوساط «بيت الوسط» تنقل عن الرئيس المكلف انه مستمر في محاولاته ومساعيه لتذليل العقد التي تصطدم بها عملية تأليف الحكومة، ويعتمد سياسة النفس الطويل، لأنه ليس من مصلحة أحد إبقاء البلد من دون حكومة مُـدّة طويلة للأسباب المعروفة عند الجميع والتي شرحها للرأي العام اللبناني بعد اجتماعه المطوّل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وهو بصدد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على مسودة التشكيلة الحكومية ليعرضها على رئيس الجمهورية في وقت قد لا يتعدى الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير لأن البلد لم يعد يستطيع ان يتحمل المراوحة والمطالب والشروط التعجيزية لبعض المعنيين بتأليف الحكومة.
وليس بعيداً عن ذلك، نقلت مصادر نيابية شاركت في لقاء الأربعاء عن الرئيس برّي ان دعوته إلى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر الثلاثاء المقبل في 17 الجاري لانتخاب أعضاء اللجان النيابية، تعبر عن استيائه مما يجري على صعيد تأليف الحكومة، وبأنه إذا لم يحصل تطوّر إيجابي في شأن التشكيل فسيدعو أيضاً المجلس إلى جلسة عامة للتشاور في الوضع العام في البلاد المتردي على كل الصعد.