بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيلول 2017 11:55م مشكلتا النازحين وترسيم الحدود مدخلان إلى الحوار مع سوريا لبنان جسر لإعادة الإعمار أم متفرّج ينوء تحت أعباء أزمة انتهت؟

حجم الخط
تبحث اجتماعات أستانة في نسختها السادسة تفاصيل اقتراح إنشاء منطقة تهدئة توتّر في محافظة إدلب الشمالية، بعد أن مهّدت موسكو لهذه الخطوة بإنشاء ثلاث مناطق آمنة في أرجاء متفرّقة من سوريا، بهدف الحدّ من العنف والتوطئة لإنهاء الحرب والتفرّغ بعد ذلك الى صوغ بنود الحلّ السياسي الذي تعمل عليه بتفويض من واشنطن، وبالتعاون مع مختلف الأفرقاء الضالعين في الأزمة، من دول وجهات إقليمية فاعلة. 
يرى مراقبون أنّ خطوات الحلّ السوري تتسارع، وتتسارع معها المساعي الدولية للدخول على خطّ إعادة الإعمار بعد سبع سنوات من العنف الدامي الذي كان كفيلا بتدمير جزء كبير من البلاد. ويتوقّفون عند اجتماعات الأستانة التي تسير بنجاح في إرساء هدنة مستدامة تمهّد لاستئناف اجتماعات جنيف على المستوى السياسي، فالتهدئة في إدلب حيث يتواجد مسلّحون معارضون تابعون لجبهة النصرة كفيلة بحسب هؤلاء، في تجنيب المحافظة الشمالية الحدودية مع تركيا شبه مجزرة، لتبقى المعركة المنتظرة في دير الزور حيث يتمركز مسلّحو تنظيم داعش، والتي إذا ما سقطت، إنتهت الحرب فعليّا في سوريا.
وإذا كانت الأنظار موجّهة الى طيّ صفحة الحرب السورية الدامية، فإنّ دولا كثيرة تركّز على مشاريع إعادة الإعمار الكفيلة بدرّ المليارات. وفي هذا الإطار لا تختلف الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد عن معارضيه، بحيث أنّها تصوّب مجتمعة على حصّتها من هذه العملية، بغضّ النظر عن الاختلافات السياسية. ويضع المراقبون أنفسهم في هذا السياق، زيارة الرئيس سعد الحريري الى روسيا التي تطرّقت، بالإضافة الى مشاريع التعاون المشتركة بين البلدين، إلى مرحلة إعادة إعمار سوريا، وهو ما أبدى الرئيس الحريري اهتماما تجاهه بتصريحه أنّ لبنان يتأهّب لمرحلة ما بعد الأزمة من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية لا سيما المنطقة الاقتصادية في طرابلس والطريق السريع مع سوريا، الكفيلين بأن يكون لبنان مؤهلا ليصبح محطّة لكبريات الشركات التي تنوي الدخول إلى دمشق والعمل فيها بعد الحلّ السياسي. 
وليس بعيدا من هذا الواقع، تسأل مصادر سياسية كيف للبنان أن يستفيد من مرحلة إعادة إعمار سوريا في حال استمرّ برفض التواصل مع الحكومة السورية والتسليم بأمر واقع أنّ الرئيس السوري باق في السلطة أقلّه في الوقت الراهن. وتستند هذه المصادر في سؤالها، الى انّ اجتماعات الأستانة تضمّ حول طاولة واحدة ممثلي روسيا وإيران وتركيا وسوريا وممثلي أربع وعشرين فصيلا معارضا، تزامنا مع تغيّر واضح في مواقف دول كثيرة كانت حتى الأمس القريب في معسكر الرافضين لبقاء الأسد في السلطة. وتتوقّف هذه المصادر، في سياق عرضها لانفتاح دول كثيرة على دمشق، عند كلام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي أعلن أنّ إعادة فتح المعابر الحدودية الأردنية مع سوريا أمر ممكن إذا ما سمحت التطوّرات والظروف الأمنية بذلك، مضيئا على الخطر الذي يشكّله تنظيم داعش على بلاده إذا ما دفعته الهزائم التي تلحق به في الميدان السوري، نحو الحدود الأردنية جنوبا. 
وتضيف المصادر أنّ بوابة التواصل مع السلطات السورية تشكّلها أزمة النازحين التي تتطلّب حلّا سريعا على لبنان السعي إليه كونه المتضرّر الأساس من هذه الأزمة وليس سوريا، مشيرة إلى أنّ الفرصة اليوم مُتاحة تزامنا مع إرساء مناطق تهدئة في سوريا، هي فعليا مناطق تقاسم نفوذ تمهيدا لرسم الحلّ السياسي بخطوطه النهائية.