بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيار 2023 12:34م مصادر "الثنائي" : حراك بخاري خلق دينامية قد تحدث خرقاً

ما يهم السعودية توافق اللبنانيين لإنهاء الشغور بأسرع وقت

حجم الخط
بعدما رمت المملكة العربية السعودية الكرة في الملعب اللبناني، على ما يؤكده سفيرها وليد بخاري بشأن الاستحقاق الرئاسي، فإنه بات مطلوباً أن تتلقف القيادات السياسية الفرصة، وتبادر إلى تهيئة المناخات من أجل الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. إما بالتوافق أو بالمنافسة الديمقراطية بين مرشحين أو أكثر . وهو ما أكد عليه السفير بخاري في لقاءاته المكثفة التي يعقدها مع السياسيين والكتل النيابية . وحتى أن الجانب الفرنسي الذي أدرك أن التسوية التي يعمل لها، قد وصلت إلى الحائط المسدود، أوصل رسالة إلى المسؤوليين اللبنانيين، بأن العوامل الداخلية باتت هي المرجحة في انتخاب الرئيس العتيد، وهذا يفترض أن تتوحد الجهود لانتخاب رئيس جديد في الأسابيع المقبلة، سواء بالتوافق على رئيس "المردة" سليمان فرنجية أو على سواه .

وفي المعلومات التي توافرت ل"موقع اللواء"، فإن السفير السعودي كان جازماً وحازماً، بأن أي شخص يجمع عليه المجلس النيابي وينتخبه رئيساً، سيلقى الدعم من المملكة التي ستكون في موقع المراقب للحكم على أدائه في المرحلة المقبلة . وهذا هو حال الدول الخليجية التي يهمها انتهاء الشغور الرئاسي. وهذا ما تم إبلاغه إلى الكتل النيابية التي يلتقيها السفير بخاري، وإلى زوار دارة الأخير في اليرزة . وحتى أن المرشح فرنجية سمع كلاماً واضحاً أن لا فيتو عليه . ولن تجد الرياض مشكلة في التعامل معه، إذا انتخب رئيساً للبنان . فما يهم المملكة هو توافق اللبنانيين على شخصية تنقذ البلد من الانهيار المحتوم الذي يتهدده، في ظل الأوضاع البالغة الصعوبة التي يواجهها .

 ومن خلال المواقف السعودية، فإن المملكة لا تتدخل في الاستحقاق الرئاسي، وهي دائماً تشدد على احترام المواعيد الدستورية، ولا تسمح لنفسها بالتدخل في الشؤون السيادية للدول" . وما يؤكد عليه سفير خادم الحرمين الشريفين، رسالة للجميع بأن الرياض ليست مع فئة ضد أخرى، وأن اللبنانيين وحدهم هم الأدرى بشؤونهم، وأن انتخاب رئيس جديد للبنان، مسؤولية القيادات اللبنانية دون غيرها. مع استمرار الموقف السعودي ثابتاً بأن يكون الرئيس العتيد إصلاحياً وغير متورط بفساد سياسي أو مالي .

والسؤال الذي يطرح، هل يمكن توقع بروز إيجابيات على الصعيد الرئاسي في المرحلة المقبلة، بعدما أصبح هذا الملف في عهدة اللبنانيين؟ الجواب رهن حصول توافقات، وتحديداً على صعيد قوى المعارضة ونواب التغيير ، حول مرشح جديد غير النائب ميشال معوض، وهذا ما لم يعد سراً، لمواجهة المرشح فرنجية الذي لا يزال "الثنائي" متمسكاً به، على أن يحدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعداً لجلسة انتخاب جديدة، إذا لم يكن ممكناً السير برئيس توافقي، في حال بقيت المواقف الخلافية على حالها بين الموالاة والمعارضة.

ولا تستبعد مصادر معارضة أن يتم الإعلان عن اسم المرشح الجديد في وقت قريب، بانتظار تبلور نتائج المشاورات الجارية بين القوى المعارضة والتغييريين، وإن كان هناك عدد كبير من النواب المعارضين يؤيدون وصول قائد الجيش العماد جوزف عون إلى قصر بعبدا .

وتبدو الصورة عند "الثنائي" أكثر وضوحاً في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية، إذ أن مصادرها ترى أن حراك السفير السعودي خلق دينامية لافتة على الصعيد الرئاسي، قد تقود لإحداث خرق في الجدار، مبدية ارتياحها، لأجواء اللقاء الذي جمع السفير بخاري بفرنجية . وكشفت أن الأسابيع المقبلة، ربما تكون حاسمة بالنسبة لهذا الملف، أي أن يكون للبنان رئيس للجمهورية، قبل نهاية حزيران المقبل، إذا سارت الأمور بالطريق الصحيح، وتحملت القوى السياسية مسؤولياتها على صعيد هذا الاستحقاق .