بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 حزيران 2023 08:08م مصادر دبلوماسية تدعو القيادات اللبنانية لتسهيل مهمة موفد ماكرون..وصول الاستحقاق إلى الطريق المسدود بات يتطلب البحث عن "التوافقي"

حجم الخط
فيما ينتظر أن يبدأ المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان محادثاته غداً مع المسؤولين والقيادات السياسية، في فريقي الموالاة والمعارضة، بحثاً عن مخرج للأزمة الرئاسية، وعلى أهمية الخطوة الفرنسية المستجدة، في ما يتصل بتسريع انتخاب رئيس جديد للبنان، إلا أن الأجواء التي سبقت وصول الضيف الفرنسي، لا توحي بإمكانية أن يتمكن الرجل من إحداث خرق في الجدار، سعياً لحل أزمة المأزق الرئاسي الذي ما زال قائماً، بعد 12 جلسة انتخابية لم تسفر عن شيء. على اعتبار أن لودريان لا يحمل خطة في يديه، وإنما سيكون مستمعاً أكثر منه متحدثاً . وهذا يعني أنه سيعمل على استكشاف سبل الحل في المرحلة اللاحقة، ليبنى على الشيء مقتضاه عند عودته إلى باريس، توازياً مع تواصل المشاورات الفرنسية السعودية التي تصب في هذا الإطار . وفي ظل معلومات من مصادر نيابية رفيعة، بأن باريس اقتنعت بأنه لا يمكن تجاوز وحدة الموقف المسيحي الرافض لمرشح "الثنائي الشيعي" سليمان فرنجية .

و في الموازاة، يستمر الحراك السعودي، جنباً إلى جنب مع الجهود الفرنسية، حيث من المتوقع، أن يستضيف سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بخاري، الخميس ، السفير الإيراني والسفراء العرب والمسلمين، على مأدبة غداء، وهو لقاء يقيمه بخاري سنوياً . ومن الطبيعي أن يصار إلى البحث في الملف الرئاسي، وسبل إنهاء الفراغ الرئاسي الذي يرزح تحته البلد من ما يقارب الثمانية أشهر. وهذا يؤكد استمرار التنسيق السعودي الفرنسي، من أجل حث القيادات اللبنانية على الإسراع في تجاوز المأزق الرئاسي، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية . وإذا كانت الموالاة والمعارضة ما زالتا على موقفيهما من مرشحيهما، جهاد أزعور وفرنجية، إلا أن المعلومات المتوافرة ل"موقع اللواء"، تشير إلى أن السعي الفرنسي لحل المعضلة الرئاسية، يتجاوز المرشحين باتجاه مرشح تسوية، باعتباره الخيار الأكثر واقعية .

واستناداً إلى ما توافر من معلومات في هذا الخصوص، فإن الجانبين السعودي والقطري ومن خلال المعطيات التي باتت بحوزتهما، فإن هناك صعوبة بالغة تعترض طريق فوز أي من المرشحين، أزعور أو فرنجية . ما يحتم البحث عن الرئيس الوسطي الذي لا يشكل تحدياً لأحد، ويكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف . وهذا ما سيتركز عليه البحث في المرحلة المقبلة، في الجهود الفرنسية السعودية القطرية المشتركة . أي أن وصول الأمور إلى الحائط المسدود، بات يتطلب إيجاد شخصية، مدنية أو عسكرية، تمتلك مواصفات رئيس تسوية وسطي، بإمكانه أن يؤمن 86 صوتاً من الدورة الأولى، أو الغالبية المطلقة في دورة الاقتراع الثانية . بعد سقوط معادلة المنافسة بين مرشحين، سيما وأن الموالاة والمعارضة، على موقفيهما بعدم تأمين النصاب، تحسباً لفوز أي من المرشحين .

وتدعو أوساط دبلوماسية عربية، كما تقول ل"موقع اللواء" المكونات السياسية والنيابية، إلى "إبداء حسن النية مع الحراك الفرنسي السعودي المتجدد، من أجل التخفيف من معاناة اللبنانيين، والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن الأمور قد تأخذ منحى بالغ الصعوبة في المرحلة المقبلة، في حال باء هذا الحراك بالفشل، نتيجة إصرار "الثنائي" والمعارضة على موقفيهما . وهذا سيدخل لبنان في متاهة قاتلة، ما يطيل عمر الشغور، ويفتح الأبواب على ما لا تحمد عقباه . ولهذا فإن المطلوب أن يبادر الطرفان إلى تقديم تنازلات لمصلحة البلد، ما يسهل التوافق على الرئيس العتيد في أقرب فرصة، لإنقاذ لبنان من هذه الأزمة التي تكاد تقضي على كل شيء" .