بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيار 2019 06:39ص هل جرى لقاء سرِّي بين ظريف ومسؤول أميركي؟

مصادر دبلوماسية: ترامب يحضّر لإقالة بولتون

حجم الخط
ليس السؤال اليوم ، هل وصلت الامور بين ايران واميركا الى حرب محتمة ، بل ان السؤال الحقيقي كما تطرحه دوائر غربية واخرى مقربة من طهران: هل تتحمل اميركا خوض غمار هذه الحرب في ظل تواجد اساطيلها في الخليج وانتشار جنودها في سوريا والعراق وقواعدها العسكرية على مختلف الاراضي العربية؟

في الاصل، تتفق تلك الدوائر على ان اميركا غير واثقة من قدرتها على خوض حرب عسكرية ضد ايران، والانقسام داخل ادارة الرئيس دونالد ترامب هو مؤشر واضح على تخبط واشنطن في مقاربة هذه المسألة، لا سيما وان ايران بدل ان ترضخ للضغوطات الاقتصادية والسياسية، هدد مجلسها الاعلى للامن القومي بالانسحاب من الاتفاق النووي خلال مهلة ٦٠ يوما.

وعلمت «اللواء»  من مصادر دبلوماسية موثوقة ان ترامب يحضر قرارا لاقالة مستشار الامن القومي جون بولتون ، بعد نصائح عدة تلقاها من دوائر سياسية داخل اميركا وخارجها لاقالته واخرها من رئيس دولة عظمى يعمل على خط الوساطة بين واشنطن وطهران.

وكشفت المصادر ان مسؤولا اميركيا رفيع المستوى طلب خلال اليومين الماضيين لقاء وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف خلال جولته الاسيوية دون ان تكشف اية تفاصيل اخرى.

لكن وبمعزل عن حدوث اللقاء او عدمه، الا ان قراءة هذه المعطيات الايجابية التي توجت بتصريح الرئيس الاميركي عن عدم رغبته بخوض اية مواجهة عسكرية مع طهران يمكن الاستنتاج منها ان المنطقة غير ذاهبة للحرب.

وهذا يؤكد على ان عودة واشنطن الى لغة الدبلوماسية في معالجة الملف الايراني هي اشارة واضحة وفقا للمصادر الى ان الرسائل التي وجهتها ايران من خلال الحوثيين في اليمن والتي كانت مدروسة بعناية وصلت الى الادارة الاميركية، والدليل ان التهدئة الاميركية جاءت مباشرة بعد حادثة استهداف الحوثيين لمنشآت نفطية سعودية بطائرات مسيرة من دون طيار.

ولكن التوجه الجديد في السياسة الاميركية قد لا يدفع بطهران الى العودة الى طاولة المفاوضات وفقا للمصادر ذاتها، التي كشفت عن ان الرد الايراني على الوسطاء ما زال كما هو ويتلخص برفض الجلوس الى الطاولة مع الاميركي تحت ضغط العقوبات الاقتصادية هذا اولا، وثانيا رفض استبدال الاتفاق النووي وفقا لما تريد الولايات المتحدة.

وعليه ، فان الادارة الاميركية باتت محرجة اليوم بعدما وجدت نفسها متورطة بارسال حاملة الطائرات «ابراهام لنكولن» وقاذفات القنابل الى الخليج دون وجود اية قدرة فعلية لحمايتها دون التورط في حرب واسعة مع طهران، طبعا بات حاضرا في ذهن الاميركي ان الطائرات المسيرة التي استعملت في استهداف الخطوط النفطية السعودية تشكل خطرا حقيقيا على اسطولها في الخليج.

وفي السياق، فان قياديا عسكريا كبيرا في محور المقاومة طرح السؤال التالي: ماذا لو قامت ست الى عشر طائرات فقط من طراز ما استخدم في السعودية في استهداف «ابراهام لنكولن» الا يكفي لاغراقها وما عليها؟.