بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تموز 2023 05:47م مطالبات للجيش بتولي زمام الوضع بين بشري والضنية .. وإصرار على كشف الحقيقة لجبه الفتنة

حجم الخط
من الطبيعي أنه عندما تنهار المؤسسات ويغيب الأمن وتتفلت الأمور من عقالها، أن يستغل المصطادون في الماء العكرة هذا الوضع، ويحاولوا أن ينفذوا مخططاتهم، من خلال اختلاق أجواء فتنوية بين الناس، على غرار الجريمة المروعة التي أودت بحياة شابين من أبناء بشري، وهو ما أثار مخاوف من أن يكون ما جرى مخططاً له، لجر البلد إلى فتنة طائفية انطلاقاً من الشمال، بدليل ما صدر من مواقف في طول البلاد وعرضها، مطالبة بضبط النفس والعمل من أجل وأد الفتنة التي أطلت برأسها، للإيقاع بين أهالي بشري والضنية . وعلم أن العديد من القيادات اتصلت بقائد الجيش العماد جوزف عون، وطالبته بأن يتولى الجيش زمام الوضع بين بشري والضنية، كي لا يسمح لأحد بإشعال فتيل فتنة لا يريدها أحد من اللبنانيين .

وقد طغت جريمة قتل المواطنين هيثم ومالك طوق من أبناء بلدة بشري، في محلة القرنة السوداء، على أيدي مسلحين قيل أنهم من بقاعصفرين ، على كل ما عداها من تطورات، حيث تسارعت وتيرة الاتصالات السياسية والأمنية على أعلى المستويات لتخفيف حدة التوتر الشديد الذي يخيم على أهالي بشري والجوار، جراء الغضب العارم الذي يعم هذه المنطقة حزناً على الفقيدين اللذين شيعا إلى مثواهما الأخير، وسط حالة حداد وإقفال تام . وقد أجمعت الفعاليات البشراوية على ضرورة جلاء الحقيقة وكشف جميع المتورطين في هذه الجريمة التي تثار بشأنها علامات استفهام كثيرة، حول الغايات والأبعاد، في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد .

وعبر عدد من أهالي بشري عن قلقهم لملابسات مقتل الضحيتين، والتي تطرح الكثير من التساؤلات، سيما وأن الخلافات السابقة بين بشري والضنية بسبب المياه، كانت تحل بالحوار وبالتي هي أحسن ، ولم يحصل أن تطور الأمر إلى عمليات قتل، كما حصل هذه المرة، ما يثير الريبة والقلق لدى أهالي المنطقة، من أن يكون الهدف افتعال فتنة طائفية . ولهذا تكثفت الاتصالات من جانب القيادات السياسية والأمنية، لتدارك الوضع والإسراع في التحقيقات من أجل جلاء الموقف، وكشف كل التفاصيل المرتبطة بهذه الجريمة . باعتبار أن إماطة اللثام عما جرى، سيأخذ لبنان إلى من منزلقات غاية في الخطورة، ويفتح الأبواب على ما لا تحمد عقباه . وهذا ما شددت عليه عائلات بشري، إضافة إلى أهالي بقاعصفرين والضنية الذين أكدوا حرصهم على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي .

وفيما أجمعت المواقف على ضرورة السعي وبكافة الوسائل من أجل وأد الفتنة، لأن ما جرى أمر بالغ الخطورة، أكد النائب فيصل كرامي أن "لا قلق على الوحدة الدّاخلية والسلم الأهلي في ظل الوعي الذي يتحلى به الجميع الذين رفضوا الفتنة، ولجأوا الى الأجهزة الأمنية والقضائية". وهذا موقف أثار ارتياحاً في الأوساط الشمالية التي طالبت بإحقاق الحق، مشددة على أن لديها ملء الثقة بالأجهزة الأمنية لجلاء الحقيقة، حتى يأخذ العدل مجراه وتهدأ النفوس، كي لا تكبر الأمور وتخرج عن السيطرة . في ظل استمرار أجواء التوتر الشديد في بشري ومنطقتها، ما دفع الجيش إلى تعزيز انتشاره في مناطق التوتر، وسط خشية من حصول ردات فعل إذا لم تتم معالجة الأمور بكل شفافية وعقلانية .

وفي ظل الجمود المتصل بالاستحقاق الرئاسي، ووسط غموض يكتنف عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، لمتابعة وساطته بشأن تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، يعتمد البرلمان الأوروبي في غضون الأيام القليلة المقبلة وقبل نهاية الجاري قراراً بشأن لبنان، مبنياً على خلاصات كان انتهى إليها البرلمان الأوروبي في جلسته التي عقدها حديثاً وخصصت لنقاش الأوضاع فيه.