ذكرى رفيق الحريري وعيد الحب صنوان، هما أقنومان لا يفترقان، فالذين قتلوا رفيق الحريري، ظنُّوا أنّهم قتلوا الحب في لبنان، ولكن خاب ظنَّهم، وأخطأوا الهدف، فلبنان الوطن، منح كل الثقة للرئيس رفيق الحريري، يوم منحه كل الحب، والمتآمرون قتلوه، ليقتلوا الوطن. ومذذاك يلعب القتلة بمصير لبنان، صهاينةً أم عملاءَ مُتَصَهْيِنين أم قوىً كبرى، أم لعبةَ أُمَم.
بصمات رفيق الحريري في لبنان الوطن خالدة، لا سبيل لأحدٍ على مَحْوِها أو نكرانها إلاَّ الجاحدون!!... إنَّ بصماته هي إنجازاته في البناء والإعمار، وهي مواقفه الوطنية التي تجاوزت كل العصبيات الطائفية والمذهبية التي أشعلتها حروب مفتعلة بين مسلم ومسيحي، وبين سني وشيعي، وبين أهل اللون الواحد. وهي مواقفه الدوليَّة، يطير بها بين العواصم والقارات، لإدانة «العدوان الإسرائيلي» في «محرقة قانا»، من أجل جنوب لبنان، وهي كل أحلامه أنْ يعود لبنان واحة الشرق وقِبلة الغرب.
إنَّ «عيد الحب» هو فرصةٌ لبعث الحب «المذبوح» لينبضَ حيًّا في قلوب اللبنانيين وقلوب العرب أجمعين. ويكفي أنْ نتذكَّر اغتيال رفيق الحريري الذي أعطى لبنان كل الحب، لنعود إلى أخلاق الحب وقيم الإنسان، فبالحبِّ نتماسك ونتوحَّد ونبني ونعمِّر ونقاتل ونقاوِم، ونُحرِّر وننتصر.
فما أحوجنا إلى هذه القيَم في هذا الزمن الصعب، حيث الحب صار حقداً، والأمان أصبح خوفاً، والإيمان أضحى تكفيراً وقتلا. الجنَّة لرفيق الحريري والمؤمنين، والجحيم للكافرين والمتآمرين.