بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 كانون الثاني 2021 12:02ص ملاك الفيحاء..

حجم الخط
نادراً ما يُجمع أهل الرأي والناس الغلابى على الصفات الحميدة لشخص يتعاطى الشأن العام، ويتواصل يومياً وعلى مدار الساعة مع أصحاب الحاجات الملحة والمعوزين، مثلما حصل مع الراحل الكبير عبد الإله ميقاتي، الذي كان موضع احترام وتقدير من خصوم فريقه السياسي، بنفس القدر الذي كان يتمتع به من ثقة ورفعة من ربعه وجماعته، وكل الذين عملوا معه وعرفوه عن كثب.

وإذا أردت أن تختصر كل الصفات الإنسانية والأخلاقية، وحب الخير والاندفاع في خدمة الناس، ومعايشة همومهم والعمل على تخفيف معاناتهم، فستجد اسم عبد الإله ميقاتي منتصباً أمامك بقامته العالية وجسمه النحيل وابتسامته العطوفة التي تُعبّر عن مدى تعاطفه مع زواره القادمين من أشد الأحياء فقراً في الفيحاء.

أشرف على تأسيس صرح علمي مرموق ليكون جامعة الفقراء والمتفوقين في المدينة التي أحب تاريخها وعشق تراثها، وجاهد للحفاظ على مكانتها وقيمها الحضارية، من دون أن تغادره نعمة العالِم المتواضع، الذي جعل من الإنسان همّه الأول والأخير.

دخل إلى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برؤية مستقبلية، وبأفكار تطويرية، وباقتراحات تحديثية، ولكن رياح السياسة وعاصفة الكورونا عاكست مسيرته، حتى الرمق الأخير.

كان دائم الاطمئنان على الأهل والأصدقاء في زمن الوباء الخبيث، ولكن الجائحة اللعينة داهمته في غفلة من الزمن، ولأنه حرص أن يبقى في ميدان الخدمة لأصحاب الحاجات المتفاقمة في فترات الشدة.

قارع الوباء الغدّار بشجاعة وصمد أسابيع.. قبل أن يستسلم لمشيئة رب العالمين بكل الرضا والقبول.

إلى جنّة الخلد يا ملاك الفيحاء.