بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2019 12:00ص «منّا وفينا»

حجم الخط
وضعُ اللبنانيين مع زعمائهم كمِثل قصّة الغابة مع الفأس.

يُحكى أنّ الغابة سُئلت لِمَ السكوت عن الفأس مع أنّه يُمعِن في تقطيع أوصالك وأشجارك ليلاً نهاراً، وأنتِ تتقلّصين وسوف تضمحلّين بسبب ذلك، فأجابت الغابة: لأنّه «مِنّا وفينا» .. ألا ترون أنّ قبضة الفأس من الخشب؟!

من مصائب لبنان تلك العلاقة الزبائنية التي حوّلت الناس إلى أتباع وعبيد للزعماء والمتنفّذين، وبدلاً من أنْ يكون هؤلاء صوتاً للناس وممثّلين لمطالبهم وأحلامهم ومُدبّرين لاحتياجاتهم، بل وموظّفين وأُجراء عندهم، انعكست الآية وأصبح الناس أدوات عمياء لتأليه الزعماء وتنفيذ رغباتهم وحماية فسادهم وفجورهم.

ألا تلاحظون أنّه في كل فرصة يتفلّت فيها الناس من نير الزعماء وهالتهم وتبدأ مساءلتهم، يتم تحريك قضية أو افتعال إشكال، عبر العزف على وتر الطائفية أو المذهبية أو المناطقية أو العشائرية أو العائلية، فيعود الناس طوعاً إلى الحظيرة والطاعة، وأشدّ حماساً من قبل!

لا خلاص للبنان إلا بالخروج من التبعيّة بكافة أشكالها، سياسية كانت أم دينية او مناطقية .. لا خلاص للبنان سوى بالمواطنية وحدها لا شريك لها.