بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2019 12:00ص من تداعيات الفساد

حجم الخط
إنّ ما نراه اليوم في الشارع، وما نسمعه من الجماهير المنتفضة، ما هو إلا نتاج الفساد الذي تحكّم بمعظم أهل السلطة، ناسين أن هناك شعباً اوصلهم الى حيث هم الآن، وأنّ ما يعتقدونه من ارث لهم، ليس إلا وهم كبير ونسيج حبال.

إنّ ممارستهم السلطة لمصالحهم الخاصة لم تكن خافية على احد، وإن ابتعادهم عن الحوكمة الشريفة على مدى عشرات السنين اسقطهم في الشارع بضغط من شعب فقد صبره وادرك انه مصدر كل السلطات. وعلى هذا الاساس طفح كيله، وقال بصوت عالٍ «كلُّن يعني كلُّن». صحيح ان في هذا الشعار ظلماً اصاب شرفاء صالحين كالجند الذي يتصدر الصفوف في حالات الحرب.

إن من مارس السلطة، كثيراً ما يتعرض الى انتقاد من قبل الشارع، فالشارع لا يميز بين الصالح والطالح ويجيد ترداد الشعائر. فهذا الامر هو من تداعيات الثورة او ما شابهها من انتفاضات. 

بالنسبة لي شخصياً، لم افاجأ بما استجد من احداث اذ كنت اضع الفساد في خانة المتوقع عاجلا او آجلا. وقد كتبت في هذا الشأن مقالات عديدة ووصفته بأنّه كالسرطان اذا ما دخل جسماً ما راح ينتشر في جميع احشائه قبل ان يدفعه الى الهلاك.

ما حدث في 17 تشرين الاول من عام 2019 كان نقطة تحوّل بين ماض لشعب ومستقبل له. لقد اظهر هذا الشعب وعياً وإدراكاً تحسده عليه شعوب كثيرة مغلوبة على امرها. 

إن نجاح هذه الثورة هي انها كانت عفوية تعبر عن آلام الناس وحاجاتهم في التعلم والعمل وتأمين عيش كريم لقد أقدم الرئيس سعد الحريري على الاستقالة بعد ان عانى الكثير وتحمل الكثيرووجد ان طريقه مسدود، فلم يكن امامه سوى الاستقالة علها تحدث صدمة قوية تعيد المسار الى خطه السليم.

إننا الآن في صلب العاصفة. ان سلامة البلد وامنه بل وجوده متوقف على ما ينجم من عملية التكليف والتأليف اللتين آمل وأرجو ان يصار الى بتهما في اسرع ما يمكن. نحن اذا بانتظار ما تخبئوه الايام من انجازات في السبل التي تطرقنا اليها.


  * نائب ووزير سابق.