بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آب 2018 12:00ص موسكو تتحدّث عن تبريد سعودي –إيراني قريب قد ينتج إنفراجا لبنانيا

حوار أميركي - روسي على وقع إرتباك في واشنطن من حل الأزمة السورية

حجم الخط

نقطة واحدة مضيئة قد تكون حاسمة في بلورة حل لبناني: تبريد سعودي- إيراني ينتج تبدلاً بالموقف السعودي من الأزمة السورية..

زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى موسكو مكّنته من الإطلاع عن كثب على آخر مجريات المسألة السورية، وخصوصا على المساحة المشتركة الضيّقة (تكاد تتحوّل منعدمة) بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا في سوريا وعلى الإفتراقات الكثيرة بينهما. 
لا يخفي وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف تأكيده وجود ارتباك وتعدد آراء اميركية معطوف على موقف متزعزع من حل الازمة في سوريا، لافتا الى أن لدى واشنطن أجندة مختلفة وهي لا تبدي أي حماس لا لعودة النازحين ولا لإعادة إعمار سوريا والإنخراط فيها.
من الواضح أن موسكو وواشنطن تتحاوران في عدد من نقاط الإفتراق، وبعضها الى الآن غير قابل للتسوية، لكن المسؤولين الروس يظهرون كمّا عاليا من الثقة في الموقف وفي تطورات الحل السياسي السوري بصرف النظر عن نقاط الإفتراق هذه، مع جزمهم أن واشنطن فشلت سورياً حتى الآن، وهي لن يكون في مقدورها المضي بعيدا من موسكو، حتى لو أنها تحاول حصر أي حوار في إطار «مسار جنيف» كمنصة وحيدة للتوصل الى تسوية سياسية، الى جانب السعي الى تعطيل الحل الروسي لعودة النازحين السوريين من خلال رفضها الإنخراط في تأمين التمويل اللازم لعمليات الإعمار، احد العناصر الضرورية لعودة النازحين، وسعيها لدى عواصم أوروبية لعدم مشاركتها في هذا التمويل. 
ويظهر المسؤولون الروس ثقة في إنجاح مسار التسوية التي تشرف عليه كل من موسكو وطهران وانقرة، كما في القدرة على تخطي الرفض الاميركي لحل ازمة النازحين، مع تعويلهم على تأمين التمويل اللازم من الصين وعدد من الدول الأوروبية الراغبة في المشاركة في عمليات إعادة الإعمار والإفادة منها من خلال الشركات الكبرى الساعية الى الإستثمار في هذه الورشة المنتظرة.
وحلّت المسألة السورية في صلب الإجتماع بين مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وأمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، والذي خُصص لمتابعة مواضيع قمة هلسنكي، الى جانب مجموعة من قضايا الأمن القومي الهامة والمشتركة بين البلدين.
ويظهر أن المسؤولين الروس لا يعولون على هذا الإجتماع، ويبقون سقف التوقعات وإمكان تحقيق اختراق منخفض، ربطا بتصريحات بولتون الذي، بحسب هؤلاء المسؤولين، حدد سلفا معادلة التعامل مع موسكو عبر وضع ملف التخلي عن إيران وإبعادها عن سوريا شرطا لتحقيق تعاون روسي - أميركي في الملف السوري وفي عدد من الملفات الأخرى العالقة.
وتعتبر مصادر واسعة الإطلاع أن مجمل هذا المشهد الدولي بتعقيداته السورية، ينسحب لبنانيا مزيدا من التأخير في بت الشأن الحكومي، نظرا الى أن الرهان على الخارج لا يزال يتحكم بالمشاورات المرتبطة بتأليف الحكومة. وتشير الى أن إستحضار عناوين خلافية بين الفينة والأخرى، من مثل ما يسمى التطبيع مع سوريا، ليس في الحقيقة سوى إنعكاسا للخارج ورغبة في تقطيع الوقت في إنتظار ما سينجم من الحوار الأميركي – الروسي القائم راهنا. وهذا الرهان الإنتظاري بالتحديد يخفي رغبة اطراف الداخل في الإستثمار في هذا الخلاف، وليس من شك في أن الحكومة العتيدة، بصراع الحصص والمكاسب، هي أحد أوجه هذا الإستثمار.
وتلفت المصادر الواسعة الإطلاع الى أن حسم الحوار الاميركي – الروسي، سلبا أم إيجابا، قد يصبح أحد العوامل المسهّلة لتشكيل الحكومة، إذ عندها يتحرر أطراف الداخل من الأغلال التي كَبلوا أنفسهم بها أو كُبّلوا بها، وهو امر لا يبدو في متناول اليد قريبا نتيجة التعقيدات الدولية ورغبة عواصم القرار، في الوقت الراهن، في عدم فك أي إشتباك في الإقليم، بما فيه الإشتباك اللبناني.
وتكشف المصادر أن نقطة واحدة مضيئة قد تكون حاسمة في بلورة حل لبناني. إذ يتحدث مسؤولون روس بثقة عن إحتمال كبير لتبريد سعودي – إيراني ينتج تبدلا في الموقف السعودي من الازمة السورية، ربطا بالجهد الذي تبذله دولة اقليمية على هذا الخط، مع ملاحظة أساسية تتمثّل في أن القيادة الملكية السعودية تشجع هذه الخطوة.