بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الثاني 2023 05:31م موقف حازم لقمة الرياض برفض التهجير والتأكيد على حل الدولتين .. وفي تحميل واشنطن مسؤولية وقف العدوان

حجم الخط
إذا كان الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية، لا يزال رغم ارتفاع وتيرة التصعيد، ضمن إطار قواعد الاشتباك حتى الساعة، بانتظار ما ستحمله المواقف الجديدة للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، السبت المقبل، إلا أنه يبدو بوضوح أن إسرائيل تدفع بالأمور إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة، بعد قصفها سيارة مدنية واستشهاد أربع فتيات وجدتهم داخلها، على طريق عيترون ـ عيناتا، بالقرب من مدينة بنت جبيل، ليل أول أمس،  الأمر الذي سيستدعي رداً أكبر وأشمل من جانب "حزب الله" بعد هذه الجريمة، وهو ما أشار إليه السيد نصرالله في خطابة، الجمعة الماضي، والذي هدد فيه بقتل مدنيين إسرائيليين، إذا قتلت إسرائيل أي مدني لبناني . وبعد مقتل مستوطن إسرائيلي، بنيران مقاتلي "حزب الله"، غداة قصف جيش الاحتلال للسيارة المدنية، طلبت إسرائيل من جميع سكان المستوطنات القريبة من لبنان، العمل على إخلائها بشكل فوري .

وهذه التطورات المتسارعة على الأرض، توحي بأن الوضع يسير باتجاه تصعيد محسوم، بعدما برز بوضوح أن قواعد الاشتباك قد تغيرت، في أعقاب استهداف إسرائيل للمدنيين. وهو أمر كان "الحزب" يحاذره كثيراً . لكنه سيجد نفسه مضطراً للرد على إسرائيل بالمثل، لدفعها إلى عدم استسهال قتل المدنيين في لبنان، وأنها لا يمكن إلا أن تدفع ثمن فعلتها في قتل الأبرياء .ويسود اقتناع استناداً إلى مجريات الأوضاع العسكرية، أن المناطق الحدودية الجنوبية، قد تكون مقبلة على حرب استنزاف طويلة بين "حزب الله" وإسرائيل، مرشحة لأن تخرج عن السيطرة في أي وقت، استناداً إلى ما قاله الأمين العام ل"الحزب" ، في موازاة استمرار الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة . وهذا ما هو واضح من خلال تصاعد مجريات التصعيد العسكري اليومي على طول الخط الأزرق، بعدما وسع الجيش الإسرائيلي من دائرة اعتداءاته على الأراضي اللبنانية .

وقد أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنَّ "حزب الله لا يزال يُحافظ على وعده وعلى إرساء معادلة "مدني مقابل مدني"، فبعد ساعات قليلة من ضرب الجيش الإسرائيلي سيارة مدنية جنوب لبنان، أطلق حزب الله عدداً من الصواريخ تجاه كريات شمونة وأعلن مسؤوليته عن ذلك". ولفتت إلى أنه "لا يُمكن إعادة المستوطنين إلى الشمال وقوات الرضوان لا تزال على السياج". وهذا يشير بوضوح، إلى أن الأمور مرشحة لأن تخرج عن السيطرة في أي وقت، إذا استمرت إسرائيل في استهداف المدنيين الابرياء . وهو ما أكد عليه الناطق الرسمي بإسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي الذي لفت إلى ان "احتمال خروج التصعيد عن نطاق السيطرة واضح، ويجب إيقافه. كما أن موت أي مدني هو مأساة، ولا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون".

وفي موازاة الجهود التي يبذلها من أجل تأمين الحماية المطلوبة، لعدم الزج بلبنان في أتون الحرب الدائرة، تسلّم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور القمة العربية الطارئة "لبحث العدوان الاسرائيلي على قطاع غزّة والتطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة"، يوم السبت المقبل في الحادي عشر من الشهر الحالي في الرياض. وقد أبلغت أوساط دبلوماسية عربية "موقع اللواء"، أن "القمة ستكون استثنائية في مضمون اجتماعاتها، وفي القرارات التي ستصدر عنها، لناحية إعادة تأكيد المواقف العربية على مركزية القضية الفلسطينية التي لا زالت قضية العرب الأولى، وأنه لا يمكن لإسرائيل ومن معها، أن تطيح بحقوق الشعب الفلسطيني، من خلال حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، بدعم أميركي وأوروبي واضح"، مشددة على أنه "سيكون هناك موقف عربي تاريخي موحد، في تحميل الغرب مسؤولية أساسية في تشجيع إسرائيل على عدوانها البربري ضد الشعب الفلسطيني، وأنه لا يمكن للعرب أن يقبلوا بذلك، أو أن يتخلوا عن قضيتهم الأساسية، إذا لم يتم إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة والمشروعة، في إطار حل الدولتين". 

وتشير الأوساط إلى أن "هناك مخاوف لدى عدد من القادة العرب، من وجود نوايا إسرائيلية خبيثة مدعومة أميركياً، رغم نفي واشنطن، لتهجير قسم كبير من سكان غزة إلى صحراء سيناء، توازياً مع حملة مماثلة لإبعاد ما أمكن من فلسطيني الضفة الغربية إلى الأردن . وهو ما تخشاه القاهرة وعمان على حد سواء، حيث سيكون هناك موقف عربي حازم سيصدر عن قمة الرياض، برفض تهجير أي فلسطيني من غزة أو الضفة، وأن هناك دعماً عربياً كاملاً لهذا الموقف . وقد جرى إبلاغ هذا الموقف إلى وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن في لقاءاته التي عقدها مع عدد من الوزراء العرب في عمان . كذلك تم إبلاغ رئيس الدبلوماسية الأميركية، بأنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تطلب من إسرائيل العمل على وقف إطلاق فوري للنار في غزة، وأنه لا يمكن لواشنطن الاستمرار في دعم حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد المدنيين العزل في القطاع والضفة الغربية" .

إلى ذلك، وفي ظل محاولات "التيار الوطني الحر" و"الثنائي" قطع الطريق على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، فقد عبرت بكركي عن استيائها من هذا المخطط، وهو ما أشار إليه البطريرك بشارة الراعي بوضوح، في عظته، أمس، بقوله "يبقى الأمل في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة. فمن أجل الاستقرار في البلاد، يجب تحصين الجيش والوقوف إلى جانبه وعدم المسّ بقيادته حتى إنتخاب رئيس للجمهوريّة. فالمؤسّسة العسكريّة اليوم هي أمام استحقاق مصيريّ يهدّد أمن البلاد. وليس من مصلحة الدولة اليوم إجراء أي تعديلات في القيادة. بل المطلوب بإلحاح انتخاب رئيس للجمهوريّة، فتسلم جميع المؤسّسات". وهذا يؤكد وفقاً لمصادر بكركي، كما تقول ل"موقع اللواء"، أن "البطريرك يدعم التمديد للعماد عون، في طل الظروف الخطيرة التي يمر بها البلد، وأن لا يقبل بأي محاولة لعرقلة هذا التمديد الذي يراه ضرورياً، من أجل توفير الغطاء المطلوب للجيش ليقوم بدوره كاملاً" .