بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 شباط 2024 06:29م نجاح مبادرة "الاعتدال" يتوقف على موقف "حزب الله"

حجم الخط

نافذة الدبلوماسية لتفادي الحرب تضيق ..والقلق الدولي يتنامى 

 كتب عمر البردان في ''اللواء'' 

ارتفاع منسوب الحماوة المتزايد على الجبهة الجنوبية، بعدما تجاوز "حزب الله" وإسرائيل قواعد الاشتباك على نحو غير مسبوق، يزيد من القلق على مصير الوضع برمته،  ويطرح الكثير من التساؤلات عما إذا  كان جيش الاحتلال قريباً من شن هجوم على لبنان، لضرب قوة "حزب الله" العسكرية، وإبعاده إلى شمال نهر الليطاني؟ . وما يثير المخاوف من هذا الاحتمال، تنامي القلق الدولي مما تحضره إسرائيل للبنان، مع استمرار التحذيرات للبنان، من إمكانية قيام إسرائيل بتجاوز كل المحرمات . بعدما بدا بوضوح أن احتمال تطور الأمور إلى الأسوأ غير مستبعد ، سيما وأن نافذة الدبلوماسية الدولية لتفادي الحرب، بدأت تضيق كثيراً مع الوقت . ويخشى المراقبون، من خطوات غير محسوبة، سواء من جانب إسرائيل أو "حزب الله"، قد تأخذ الوضع كلياً إلى مكان آخر .


وفيما بدأت المواجهات العسكرية بين الطرفين تتطور، وتأخذ أبعاداً غاية في الخطورة على مختلف المستويات، في ظل استمرار طلعات الطيران الحربي الإسرائيلي فوق العاصمة ومناطق واسعة، فإن تحذيرات غربية تم تداولها في بيروت، نقلاً عن أجواء حركة الموفدين، تشير إلى أنه مع الوقت، وفي موازاة ارتفاع لهجة التهديدات المتبادلة، فإن الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، قد تكون متوقعة في وقت ليس ببعيد . سيما وإن إسرائيل مصممة على إبعاد "الحزب" إلى شمال الليطاني، لأنها لا تقبل باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه، في حين أن "حزب الله"، يملك من الثقة بقوته العسكرية، ما يجعله يرد وبقوة على تهديدات إسرائيل، ويتوعد جيشها بهزيمة مذلة، إن هو تجرأ على الاعتداء على لبنان . 

وتزداد الخشية لدى العديد من المراقبين، من أن رفع سقف التهديدات ، وتجاوز حدة المواجهات الخطوط الحمراء، ربما يعجل وبشكل مفاجئ باندلاع حرب واسعة، في حال لم تنجح الوساطات الخارجية في لجم حدة التدهور، بعدما برز بوضوح قلق قوات "يونيفيل"، من أن التصعيد يزيد القلق من خروج الوضع عن السيطرة في أي وقت ، على وقع تسارع التطورات على نحو بالغ الخطورة، دون التكهن بالتداعيات المحتملة التي قد تنجم عن اندلاع حرب بين إسرائيل و"حزب الله" . وهو أمر بات أكثر ترجيحاً، بعدما بلغت الضربات الإسرائيلية حدود مدينة بعلبك، في رسالة واضحة ل"الحزب"، أنها مستعدة لكل الاحتمالات، وأن المبادرة أصبحت بيدها، وهي التي باتت تتحكم بمسار التطورات العسكرية، في وقت تكفل رئيس مجلس النواب نبيه بري نيابة عن "حزب الله"، بإبلاغ قائد قوات "يونيفيل" في الجنوب، بأنه إذا ما قصفت إسرائيل بيروت، فإن صواريخ "حزب الله" ستطال إسرائيل . وهذا يؤشر أن الأزمة بلغت عنق الزجاجة، ما يفتح الأبواب على كل المفاجآت .

 وفي حين باتت منطقة جنوب الليطاني، المشمولة بحدود القرار 1701، مرتعاً لفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية، في حربها ضد إسرائيل، وهو ما تبدى باستمرار حركة "حماس" وغيرها بإطلاق صواريخ ضد إسرائيل، فإن ذلك يتوقع أن يزيد من حجم الضغوطات على لبنان، وسط مطالبات دولية بضرورة تنفيذ القرار الدولي، باعتباره المدخل لعودة الهدوء إلى جنوب لبنان، لا بل أن هناك من يعتقد أن التسوية التي يعمل عليها، في حال نجاح المفاوضات السياسية، ستكون على أساس القرار 1701، بعد تعزيز انتشار الجيش اللبناني،  بالتنسيق مع قوات "يونيفيل"، على أن يحصل المجتمع الدولي على موافقة "حزب الله" بالانسحاب إلى شمال الليطاني . وقد كان لافتاً، أن إقدام "حماس" على استهداف معسكر "غيبور" الإسرائيلي، اليوم، جاء تزامناً مع دعوة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، "قوى المقاومة التي تساند غزة، بأن تعزز التحامها في المعركة من أجل الأقصى" . في إطار العمل من أجل وحدة الساحات التي تلتزم بها كل الفصائل المؤيدة لإيران .

وفي الوقت الذي جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، التأكيد على أن "الضرورة الوطنية والدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، وهي مسؤولية جميع النواب وترقى إلى مستوى الواجب الوطني الذي علينا ان نتحمله جميعاً، كلٌّ من موقعه الدستوري والوطني ، وخارج منطق المزايدات"، فإن مبادرة كتلة "الاعتدال الوطني" لازالت في واجهة الاهتمام، بانتظار ما سيسمعه وفد الكتلة الذي سيلتقي "حزب الله" الأسبوع المقبل، وما إذا كان "الثنائي"، سيتجاوب مع هذه المبادرة، وبما يزيل العقبات من أمام انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب . وتؤكد مصادر نيابية معارضة بارزة، ل"موقع اللواء" أن "نجاح مسعى "الاعتدال" أو فشله، يتوقف على ما سيسمعه من "حزب الله" تحديداً . فإذا ما أبدى استعداداً للبحث في خيار آخر، غير سليمان فرنجية، فعندها تصبح الأمور أسهل، أما إذا بقي متمسكاً بمرشحه، فإن لا شيء تغير، وستبقى الأمور تراوح. إذ ثبت أن "الحزب" ما زال يحاول فرض فرنجية رئيساً، رغم المعارضة الواسعة التي يواجهها . وبالتالي فإن إصرار "الثنائي" على هذا الأمر، سيطيل أمد الشغور، ويطيح بكل المبادرات الداخلية والخارجية، لإنهائه وطي صفحته بأقل الخسائر الممكنة" .