بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 حزيران 2018 12:00ص نعم ليقوى لبنان على الفساد!

حجم الخط
بهذه الكلمات، عنونت نادين سلام مقالها في «اللواء» يوم الجمعة الواقع فيه 25/5/2018.
تهانينا لك يا ست نادين، فقد أصبت الحقيقة بقولك «إنّ اقتلاع الفساد لم يعد ترفاً ينادى به، بل هو حاجة أكثر من ملحة لإعادة فتح أبواب المساعدات الدولية وأهمها «سيدر» للنهوض بالاقتصاد الواقف على شفير الانهيار».
كذلك أصبت الحقيقة حين قلت: «المفارقة أنّ منابع الفساد باتت معروفة وأغلب الطبقة السياسية متورّطة بشكل أو بآخر».
ثم أضفت أيضاً: «إنّ السباق المتوقّع على الوزارات والشهية المفتوحة على الخدماتية تحديداً، لا يبشّران بنيّة حقيقية للنهوض بالدولة شعباً ومؤسّسات، بل يؤكدان نظرية أنّ مقدرات الخزينة لا تزال لقمة سائغة يتقاسمها الشركاء في الوطن».
هذه الكلمات القاطعة لا تترك مجالاً للمزيد. إنّها تعتبر تعبيراً دقيقاً عنّا كمؤسّسات ومواطنين تجعلنا نتوقف ونتساءل وماذا بعد؟ فإذا تأخّر ظهور المنقذ أخشى ما أخشاه أن يجد حين يأتي البلد وقد هاجرت معظم قواه الفاعلة ولم يبق منها إلا القليل جداً، يصعب عليه الاتكال عليه لإخراج لبنان من بئر الفساد.
أعود وأكرّر تساؤلي لبنان إلى أين؟ إظهر أيها المنفذ المنتظر

وعن الفساد دائماً

في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الغرفة اللبنانية - الأميركية في بيروت، بحضور سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان، أبدت هذه الأخيرة، ارتياحها في إلتزام معظم الأحزاب السياسية، خلال الحملة الانتخابية بالعمل على معالجة مسألتي الفساد والشفافية، مشدّدة على الدور الذي ينبغي ان تؤديه الحكومة في وضع حدّ لمشكلة الفساد التي تُهدّد الاقتصاد بكامله.
شكراً سعادة السفيرة على تصريحك الناصح للمسؤولين من خلال الأحزاب السياسية الذي وضعت يدك على الجرح النازف في لبنان.
أيها المسؤولون عن لبنان الشعب والوطن أليس من المعيب أنْ يأتينا النصح من سفيرة أهم دولة في العالم.
بالتأكيد، لم تبادر السفيرة إلى النصح إلا بعد أنْ شعرت بأنّ المسؤولين لا يفعلون شيئاً في هذا الصدد، أتساءل ويتساءل معي كل لبناني شريف عمّا إذا كان الفساد قد قطع نقطة اللارجوع في مسيرته على أرض لبنان كي تحذّرنا دولة كلمتها مسموعة في أرجاء العالم من أنّ السكوت المميت عنه يُهدّد اقتصاد لبنان إلى هذه الدرجة قد وصل وطننا. ألا يُدرك مسؤولون أنّ عدم معالجتهم للفساد ومكافحته يبعد عنا استثمارات الخارج في بلدنا.
أيها المسؤولون، هل تقبلون أنْ يستمر بلدنا في العيش مع الفساد؟ وإذا كنتم قد عجزتم عن معالجة الفساد، فأي نمو لبلدكم تتوقعون؟
فعلاً، مسكين الشعب اللبناني الذي يرى أن كل جهوده تهدر وتذهب في مهب الرياح. فإن صبر اليوم،... ستنقضي في الغد.

* نائب ووزير سابق.