بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الثاني 2024 05:52م هل بمقدور "الخماسية" دفع الفرقاء للتوافق على خارطة طريق للحل الرئاسي؟

الجهود الدولية لمنع تمدد الصراع تواجه إصراراً إسرائيلياً على إبعاد "حزب الله"

حجم الخط
على وقع احتدام المواجهات على جبهة جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن مرحلة جديدة قد تفتح الأبواب على مصراعيها أمام احتمال تمدد الصراع على نحو أوسع، مع استخدام "الحزب" منظومات جديدة من الصواريخ الإيرانية الدقيقة، في استهدافه للعديد من المواقع الإسرائيلية  . وهو أمر بالغ الخطورة سيأخذ الأمور إلى منحى تصعيدي كبير لا يمكن التكهن بتداعياته المرتقبة . سيما وأن إسرائيل تبدو مصرة على إبعاد "حزب الله" عن حدودها الشمالية، بعد تحذير وزير خارجيتها يسرائيل كاتس، من أنه إن لم يتراجع "حزب الله" فسيدفع لبنان الثمن، وأن بلاده لن تتردد في العمل ضد إيران ووكلائها. وهذا برأي أوساط مراقبة، يزيد المخاوف من اقتراب المواجهة الشاملة التي يجهد الوسطاء الدوليون الذين يزورون بيروت على منعها، من أجل تجنيب لبنان مخاطر تمدد الصراع، في ظل التصعيد المتفاقم في المنطقة . 



وما يثير القلق، استمرار الجيش الإسرائيلي في استكمال استعداداته، تحسباً لأي مواجهة مع "حزب الله" الذي بدوره يستعد وبكل قوته، لأي مواجهة قد تفرض عليه في المرحلة المقبلة . في ظل تزايد المؤشرات عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ومعه جيش الاحتلال، مستعدان لشن حرب على لبنان في أي لحظة، في حال الفشل في إقناع "حزب الله" بالتزام القرار 1701، توازياً مع ما ذكر، عن أن، دولة عربية، قد تكون أبلغت الى "الحزب" معلومات استخباراتية، تشير إلى أن تل أبيب ستشن عملية كبيرة في العمق اللبناني . وهذا أمر يأخذه "حزب الله" في الحسبان، ولذلك فإنه وبحسب مصادره، لن يتردد في الرد على إسرائيل بكل إمكاناته العسكرية، في حال اعتدت على لبنان .

ورغم التصلب في المواقف الإسرائيلية، فإن مصادر وزارية في حكومة تصريف الأعمال، أبلغت "اللواء، أن "الجهود الدولية التي تبذلها واشنطن وباريس مع المسؤولين الإسرائيليين، مستمرة لمنع أي عدوان على لبنان، بعدما أكدت بيروت مراراً التزامها بقرارات مجلس الأمن، وتحديداً ال1701. وبالتالي على إسرائيل الالتزام بمندرجات هذا القرار، ووقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان" . لكن في المقابل، فإنه واستناداً إلى ما أسرّ به عدد من الموفدين الذين زاروا لبنان أخيراً، أن هناك تصلباً واضحاً في الموقف الإسرائيلي، وبالتالي فإن هناك صعوبات تحول دون إقناع جيش الاحتلال في عدم شن اعتداء على لبنان، لأنه على ما يبدو، فإن إسرائيل مصرة، وفقاً لما يقوله هؤلاء على إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني" . بانتظار ما سيحمله معهما إلى بيروت، الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والمبعوث الفرنسي جان إيف لو دريان ، في ظل سباق محموم بين الديبلوماسية والحرب .

ويؤكد وسطاء دوليون، التقوا قيادات في "حزب الله"، وآخرهم وسيط ألماني، أن "الحزب" لن يوقف جبهة جنوب لبنان، إلا إذا أوقف الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة . ما يعني وبكل وضوح ربط الجبهة اللبنانية بجبهة غزة . الأمر الذي يبقي الأبواب مشرعة على كل الاحتمالات، بما فيها توقع تمدد الصراع، ليشمل لبنان والمنطقة برمتها . وقد كان نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، شديد الوضوح في تأكيده لعدد من هؤلاء الوسطاء، وفي ما يتعلق بالجبهة الجنوبية، بأنه "ما لم تتوقف الحرب في غزَّة فلا يمكن أن تتوقف في لبنان". لا بل أنه ذهب أبعد من ذلك، بالقول، "وإذا وسَّع الإسرائيلي استهدافه للبنان سنرد بالتوسعة بالمدى الرادع والقوَّة المؤثِّرة" . وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على "الحزب" سيرد الصاع صاعين لإسرائيل، إذا ما تجرأت بالعدوان على لبنان، اعتقاداً منها أنها ستقدر على إبعاد "حزب الله" عن حدودها .



وسط هذه الأجواء، يتوقع أن يكثف سفراء المجموعة الخماسية من تحركهم باتجاه القيادات السياسية اللبنانية الأسبوع المقبل، بانتظار الاجتماع المرتقب لأعضاء المجموعة، في الرياض أو القاهرة، في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. وقد علمت "اللواء"، من مصادر دبلوماسية مشاركة في اجتماع السفراء الذي عقد قبل أيام قليلة، أن "هناك دفعاً قوياً باتجاه إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، دون الدخول في الأسماء حتى الآن، على أن يضع الاجتماع المنتظر لأعضاء "الخماسية" خارطة طريق لإتمام الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب" .  ومن المنتظر أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري السفراء ، في ضوء نتائج اجتماعهم عند السفير السعودي وليد بخاري، حيث من المتوقع أن يبلغ السفراء رئيس البرلمان بخطة تحركهم، سعياً من أجل إزالة العقبات من أمام انتخاب رئيس للجمهورية، ربطاً بما سيقرره اجتماع المجموعة، في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. وقد علم في هذا الإطار، أنّ "المبعوث القطري "أبو فهد" التقى رئيس تيّار "المردة" ​سليمان فرنجية​ لمدّة طويلة، بعد لقائه بالثّنائي الشّيعي، من دون التّطرّق لحديث يرتبط بالنّظام السّياسي أو بمؤتمر تأسيسي​". وأشارت، إلى أنّ "جولة المبعوث استكملت النّقاش الرّئاسي السّابق، وثبّتت استمرار المبادرة القطرية للتّوافق على رئيس للجمهوريّة، من دون ذكر أسماء رئاسيّة هذه المرّة".

ومع استمرار حالة المراوحة على صعيد الملف الرئاسي، دون الجزم بإمكانية نجاح "الخماسية" في مساعيها فإن أوساطاً معارضة، تؤكد وبكل وضوح أن هناك خطراً على الجمهورية، لأن هناك مسؤولية شخصية وفردية على جميع النواب، في انتخاب رئيس للجمهورية"، مشددة على أن "الواجب الدستوري والأخلاقي يفرض على هؤلاء النواب،أن ينتخبوا رئيساً للجمهورية في كل جلسة للمجلس النيابي، وأن تكون الأولوية لديهم في انتخاب الرئيس" .  واعتبرت أن "لبنان أمام مرحلة مفصلية من تاريخه، توجب على جميع الفرقاء السعي من أجل إقامة الدولة العادلة والقوية التي يجب أن تسترد . وهي الدولة القادرة والحاضنة التي لا تقصي أحداً من مواطنيها" . وتضيف، "وعندما لا نريد أن نأخذ بعين الاعتبار قيام الدولة، فلا يمكن أن نذهب لغير الانتحار . وهذا الانتحار يتجسد في تفتيت الدولة لمصلحة دكتاتوريات طائفية"