بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آذار 2023 04:13م هل تعيد فرنسا حساباتها بعدما أقفلت السعودية أبوابها أمام فرنجية؟

حجم الخط
لا تبدو المملكة العربية السعودية في وارد التنازل عن المواصفات التي تضعها لأي شخص يريد الوصول إلى قصر بعبدا . وهذا ما عكسته أجواء اجتماع باريس، الجمعة الماضي، عندما رفض الوفد السعودي الاستجابة للرغبة الفرنسية، بإبداء مرونة تجاه خيار رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية . باعتبار أن مواصفات الرجل لا تنطبق على المواصفات التي بحوزة السعوديين . ومن أهم الأسباب التي تدفع الرياض إلى رفض فرنجية، وفق معلومات "موقع اللواء"، أنه مرشح "الثنائي الشيعي" وتحديداً "حزب الله" . إذ كيف يمكن للمملكة العربية السعودية، أن تتعامل بإيجابية مع مرشح طرف يناصبها العداء، ولا يفوت مناسبة إلا ويحمل فيها على قادتها، ويصفهم بأبشع النعوت؟ . ولهذا فإن رسالة الوفد السعودي للجانب الفرنسي كانت واضحة بطي صفحة فرنجية، أو أي مرشح من جانب الحزب وحلفائه . وبالتالي فإن هناك ضرورة لأن يصار إلى البحث عن مرشح آخر قادر على طمأنه الخليجيين والمجتمع الدولي .

وإذ لم يخرج اجتماع باريس بأي نتيجة إيجابية، تؤشر لإمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية، فإنه لم يعد مؤكداً عقد لقاء ل"الخماسي" في الرياض، كما سبق وذكرت معلومات قبل أيام . ما قد يدفع الفرنسيين إلى إعادة النظر في تبنيهم لخيار رئيس "المردة"، كون أنه من الصعوبة بمكان دعم أي مرشح لا يلقى قبولاً من جانب السعودية، في ظل معلومات تسربت من اجتماع باريس، أن دعم فرنسا لمرشح "حزب الله" لم يكن وقعه إيجابياً عند الجانب السعودي الذي واجه هذا الموضوع بعدم القبول، داعياً الفرنسيين إلى اعتماد طريق الواقعية، وعدم المراهنة على أي خيار من هذا النوع، لأن اللبنانيين ما عادوا قادرين على تحمل تبعات عودة أي رئيس للجمهورية محسوب على "حزب الله" وحلفائه . إذ لن يكون لبنان قادراً على الخروج من هذا المأزق، إذا لم تكن علاقاته على أفضل ما يرام مع الدول الخليجية التي تريد رئيساً لا يناصبها العداء ويحترم التزامات بلاده تجاهها، وتجاه الدول الخليجية والصديقة .

ووسط انسداد مخارج الحلول الرئاسية،، فإن الوضع المعيشي يزداد انهياراً ما بعده انهيار، على وقع التحضير لتحركات عمالية ونقابية وشعبية على نحو غير مسبوق. وليس أدل على الحالة المزرية التي وصل إليها الشعب اللبناني، سوى ارتفاع حالات الانتحار عند اليائيسين مما وصلت إلى الأمور، في ظل تحضيرات للنزول إلى الشارع، توازياً مع موجة إضرابات مرتقبة من جانب النقابات، رفضاً للواقع المؤلم الذي وصل إليه البلد، بعدما قارب سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء المائة وعشرين ألف ليرة، في حين تجاوز سعر صفيحة البنزين المليونين ليرة، دون أن يتحرك المسؤولون لوقف هذا الانهيار الذي فاق حد الوصف على مختلف المستويات .

وإزاء هذه الصورة القاتمة، ومع الفيتو الذي رفعته السعودية في وجه فرنجية، باعتباره مرشح الحزب وحلفائه، فإن الفريق الأخير، مطالب بالتخلي عن هذا الخيار، ومد اليد إلى الشركاء في الوطن من أجل التوصل إلى التوافق على شخصية توحي بالثقة، ولا تشكل استفزازاً للآخرين . وهذا الأمر يفرض السعي للاستفادة من الأجواء الإيجابية التي أشاعها الاتفاق السعودي الإيراني، بعد خطوات التقارب السريعة بين الرياض وطهران . ولذلك ليس من الحكمة الاستمرار في التمسك بمرشح تحد، على غرار فرنجية الذي بات يدرك أن الأمور ليست في مصلحته، بدليل أنه يتأنى كثيراً قبل إعلان ترشحه . لا بل أن نتائج اجتماع باريس بين السعوديين والفرنسيين، قد تدفعه إلى صرف النظر عن ترشحه، بعدما أقفلت الرياض أبوابها أمامه .

وتشير أوساط معارضة، إلا أن "أي تقدم في الملف الرئاسي لن يحصل، إلا إذا اقتنع حزب الله وحلفاؤه بالتخلي عن شروطهم، وفي مقدمها صرف النظر عن دعم فرنجية، بعدما قالت السعودية كلمتها. وفي ظل وجود معارضة مسيحية واسعة لانتخاب رئيس "المردة". وبالتالي لا خيار إلا بانتخاب رئيس إصلاحي يلتزم بتعهداته، ولا يقدم مصلحة الآخرين على مصلحة بلده . والأهم من كل ذلك أن يعيد الاعتبار لمؤسسات الدولة، ويبسط سيطرتها على كامل أراضيها بقواها الشرعية" .