بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 نيسان 2024 05:11م هل تفتح أبواب المواجهة بين إيران وإسرائيل .. أم تتكفل أذرع طهران بالرد؟

حجم الخط



عمر البردان : 

مع إعلان الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار على الحدود الشمالية، فإن الخشية باتت كبيرة من أن يعمد "حزب الله" إلى الرد على اغتيال إسرائيل عدداً من كبار قادة "فيلق القدس" في الحرس الثوري، بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق. في ظل تساؤلات طرحت عما إذا كان ما جرى، سيدفع إلى اندلاع حرب واسعة بين إيران وإسرائيل، أم أن الأمور ستبقى تحت السيطرة . ولكن مسارعة "حزب الله" إلى إدانة القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية،، وتأكيده أن "هذه الجريمة لن تمرّ دون أن ينال العدو العقاب والانتقام"، يؤشران إلى أن الأمور ذاهبة نحو التصعيد، وبأن "الحزب" قد يأخذ على عاتقه الانتقام لضحايا الاعتداء الإسرائيلي على مبنى القنصلية، ما سيدفع الوضع إلى مزيد من التصعيد المفتوح على كل الاحتمالات .




وفيما تتجه الأنظار إلى طبيعة الرد الإيراني على مقتل القادة في الحرس الثوري في الضربة الإسرائيلية على مقر القنصلية الإيرانية بدمشق، وما إذا كانت أذرع طهران العسكرية في المنطقة، هي التي ستتولى هذه المهمة، فإن المعارضة تنظر بقلق شديد إزاء أي عمل انتقامي قد يقوم به "حزب الله"، انطلاقاً من الجنوب، رداً على جريمة المزة ، بالنظر إلى تداعياته الكارثية على اللبنانيين . وهذا بالتأكيد سيدفع الوضع في الجنوب إلى ذروة التصعيد . وأشارت مصادر المعارضة ل "موقع اللواء"، إلى أن "إيران التي تفاوض الولايات المتحدة فوق وتحت الطاولة، لا يبدو أنها سترد على الضربة الموجعة التي تلقتها، وإنما ستكلف حزب الله والفصائل العراقية وجماعة الحوثي القيام بهذه المهمة، مع كل ما سينجم عنها من تداعيات شديدة الخطورة على أوضاع المنطقة، وسيكون اللبنانيون أول من سيدفع الثمن" .



ويأتي التحسب لرد محتمل من جنوب لبنان على مقتل القادة في "فيلق القدس"، في وقت تواصل إسرائيل سياسة تدمير القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الأزرق وتهجير ساكنيها، من خلال استهداف كل ما هو متحرك . وهذا ينذر في حال استمراره، باقتراب الوضع من الانفجار الذي قد يأخذ الأمور إلى منزلقات في غاية الخطورة . بعدما بلغت التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" أوجها، ما يشير برأي أوساط سياسية مراقبة، إلى أن لا عودة إلى الوراء، وأن خيار الحرب الواسعة بات الأكثر ترجيحاً، بعدما ضربت إسرائيل عرض الحائط كل النداءات التي تدعوها للتهدئة، بتأكيد قادتها أنه ليس أمامهم سوى الإصرار على القيام بهجوم بري ضد لبنان، لإبعاد "حزب الله" إلى شمال منطقة الليطاني، استناداً إلى ما ينص عليه القرار الدولي 1701. ومع تصاعد المخاوف، كان لافتاً، إعلان رئيس أركان جيش الاحتلال ، مصادقته على خطط عسكرية للجبهة مع لبنان، الأمر الذي يكشف بوضوح أن إسرائيل تحضر للقيام بعمل عسكري ضد لبنان، وأنها تتحين الفرصة للقيام بذلك .


 وبعد حادثة الاعتداء على أفراد من الكتيبتين الإسبانية والنروجية العاملتين في إطار قوات الطوارئ الدولية، فإنه يخشى استناداً إلى مصادر سياسية، أن تكون هذه الحادثة مقدمة لمسلسل اعتداءات، قد يطال قوات "يونيفيل"، في ظل معطيات أولية تشير بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، في إشارة واضحة إلى انزعاج جيش الاحتلال من مواقف المنظمة الدولية وأمينها العام أنطونيو غوتيريش . وكذلك من مواقف الحكومتين الإسبانية والنروجية الرافضتين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة . ولا تبرئ أوساط حكومية، إسرائيل من القصف الذي استهدف دورية "يونيفيل"، في إطار الرسائل النارية التي يريد جيش الاحتلال إرسالها لقوات الطوارئ التي تشهد على ما يقوم به من عدوان مستمر على الجنوب وأهله .


وقد جاء الاعتداء الدموي على أصحاب "القبعات الزرقاء"، ضمن سلسلة اعتداءات من جانب جيش الاحتلال بدأت بعد الثامن من أكتوبر الماضي، استهدفت المقر الرئيسي ل"يونيفيل" في بلدة الناقورة في القطاع الغربي من جنوب لبنان . وكشفت مصادر  أن إسرائيل تهدف من وراء هذه الاعتداءات إلى ممارسة المزيد من الضغوطات على قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني، في إطار سعيها، لإجراء تعديلات في ما يتصل بعمل هذه القوات، وبما يسمح لها بحرية الحركة أكثر في مراقبة تحركات "حزب الله" في مناطق جنوب الليطاني .



وفي ظل حالة الغليان التي تتحكم بمسار التطورات في المنطقة، ووسط مخاوف من انفجار الإقليم برمته، لا يمكن برأي مصادر قريبة من سفراء المجموعة الخماسية، كما أبلغت "موقع اللواء"، "توقع انفراجات على صعيد الملف الرئاسي، قبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واتضاح صورة الوضع في المنطقة"، معتبرة أن "قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، من شأنه أن يعقد الأمور أكثر فأكثر . ما يجعل من الصعوبة بمكان حصول تقدم على صعيد إزالة العقبات من أمام إجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، عدا عن أنه ظهر بوضوح أن حراك اللجنة الخماسية يواجه بعقبات لبنانية لا يستهان بها أبداً، جراء تباعد المواقف، ما يجعل تجاوز الشغور الرئاسي مسألة في غاية الصعوبة، إذا ما بقي كل طرف متمسكاً بشروطه" .