بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تموز 2023 04:10م هل تفتح زيارة العلولا أبواب الحل الرئاسي؟..التحقيقات تحرز تقدماً في جريمة بشري والجيش حازم في حماية الأمن

حجم الخط
لا زالت جريمة قتل شابين من بلدة بشري، ترخي بظلالها على التطورات الداخلية وتستحوذ على اهتمامات المعنيين، بالنظر إلى ما يمكن أن ينجم عنها من تداعيات، في حال لم تكشف كافة تفاصيلها، في ظل تصاعد المخاوف من أن يكون ما جرى بين بشري والضنية مخططاً له، لجر البلد إلى فتنة طائفية انطلاقاً من الشمال . حيث كان هناك إجماع في بشري والضنية على ضرورة خنق أي فتنة في مهدها، وأجمعت المواقف على أهمية صون الوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي، بهدف منع الطابور الخامس من أخذ البلد إلى ما لا تحمد عقباه، وسط دعوات للقضاء بتكثيف تحقيقاته من أجل كشف كل التفاصيل، وطمأنه الأهالي إلى أن الأمور لن تلفلف، في ظل إصرار من جانب البشراويين على معرفة الملابسات، ومن هي الجهات التي تقف وراء الحادثة النكراء .

وفي حين تتواصل التحقيقات القضائية، لمعرفة كافة التفاصيل المحيطة بالحادثة، استقدم الجيش اللبناني تعزيزات مكثفة إلى مناطق بشري والضنية، وسير دوريات راجلة ومؤللة، تحسباً من أي ردات فعل، قد تودي بالاستقرار إلى منزلقات خطيرة، وعلى وقع تحذيرات من وجود مخططات لزعزعة الاستقرار في لبنان، في ظل الشغور الرئاسي القائم الذي قد يقود إلى الأخطر، إذا لم ينتخب رئيس للجمهورية . وعلم في هذا الإطار، أن عدد الموقوفين بلغ حتى اليوم 7 من بلدة بشري و15 من بلدة بقاع صفرين من ضمنهم نائب رئيس البلدية. وأشارت المعلومات في هذا الإطار إلى تقدّم كبير في التحقيق باشراف القضاء المختص.

وفي هذا الخصوص، تبدي أوساط أمنية خشية من دخول مشبوهين على خط الاستقرار الداخلي، لإثارة الفتن والاضطرابات على الساحة الداخلية، على غرار ما حصل بين بشري والضنية، الأمر الذي دفع الأجهزة الامنية إلى التعامل بحذر مع ما يجري من أحداث. ولذلك فإن كل السيناريوهات التخريبية قد تبدو واردة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان . ما يتطلب وعياً كاملاً من جانب القيادات السياسية والروحية لدقة المرحلة وخطورتها، توازياً مع رفع الجهوزية العسكرية والأمنية، من أجل التصدي لكل من يحاول اللعب بالورقة الأمنية .

وتدعو في هذا السياق أوساط متابعة، إلى عدم الضغط على القضاء والمؤسسة العسكرية اللذين يقومان بجهود مضنية في إطار جلاء حقيقة هذه الجريمة، وتثبيت الأوضاع الأمنية في المنطقة والشمال عموماً، لمنع حصول أي ردات فعل، قد تأخذ البلد إلى مكان آخر، مشيرة إلى أن التحقيقات تجري بسرية تامة، وسط إصرار على عدم تغطية أحد، في حين أن الجيش مصمم على وأد الفتنة، من خلال تعليمات واضحة وصارمة من قيادته، بأن الأمن خط أحمر، وأنه لن يسمح لأحد المس بالاستقرار الأمني في أي منطقة لبنانية.

إلى ذلك، ومع استمرار الجمود على الخط الرئاسي، دون معرفة موعد عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، لمتابعة مهمته، علم أن المستشار في مجلس الوزراء السعودي، والذي يتولى إدارة الملف اللبناني، نزار العلولا، قد يزور لبنان في وقت قريب، من أجل البحث في الاستحقاق الرئاسي المعطل. وهي خطوة في حال حصولها، تؤكد حرص المملكة العربية السعودية، بالتنسيق مع الجانب الفرنسي، على تجاوز العقبة الرئاسية، وبما يمهد الطريق لإعادة بناء الجسور مع القوى السياسية، سعياً من أجل وضع الاستحقاق على السكة، وإنجاز الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت.