بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 كانون الثاني 2024 07:01م هل تقود الحرب الأميركية على "الحوثي" إلى انفجار واسع في الإقليم؟

حراك داخلي في محاولة حثيثة لإحداث خرق في الجدار الرئاسي

حجم الخط
في الوقت الذي لم يعد خافياً على أحد، أن الإسرائيليين يحاولون الدفع باتجاه مواجهة مع "حزب الله" إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية، من أجل إبعاده إلى شمال منطقة الليطاني، فإن تفجر الحرب في البحر الأحمر، بعد القصف الأميركي والبريطاني ضد جماعة "الحوثي" في اليمن، قد رفع كثيراً من منسوب المخاوف من انفجار الصراع على نطاق واسع في المنطقة، في رسالة واضحة الأبعاد إلى النظام الإيراني المتهم بالوقوف وراء ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر . وإذا كان الأميركيون يقولون إنهم يعملون على الحؤول دون تمدد الحرب على قطاع غزة، فإن قصفهم جماعة الحوثي، سيزيد بالتأكيد من حدة الصراع القائم، ويدفع بالوضع إلى مزيد من التوتر والاتساع، مع ما لذلك من تداعيات على مختلف الأصعدة، سواء في لبنان، أو في الإقليم، مع تزايد الاحتقان بين واشنطن وطهران . 



وفي الوقت الذي أعرب لبنان، عبر وزارة الخارجية والمغتربين، عن "بالغ قلقه من التصعيد الأخير والعمليات العسكرية في البحر الأحمر، وغارات الطيران الحربي على الاراضي اليمنية"، محذراً من أن "عدم معالجة الأسباب الحقيقية لهذا التصعيد، أي الوقف الشامل والفوري للعدوان الاسرائيلي والحرب على غزة، قد يوسع دائرة الصراع كما بدأ يحصل أخيرا، ويُنذِر بامتداده الى كل الشرق الاوسط بما يهدد السلم والامن الإقليميين والدوليين"، فإن مصادر لبنانية معارضة، تعرب عن اعتقادها، أنه "رغم خطورة الأوضاع في المنطقة برمتها، فإن فرص تفجر الحرب على نطاق واسع، تبدو مستبعدة راهناً، باعتبار أن الانتخابات الرئاسية الأميركية باتت على الأبواب، وبالتالي فإن طهران لا تريد أن تتفق مع إدارة قد لا تكون موجودة بعد تشرين الثاني المقبل، وكذلك الأمر فإن الإدارة الأميركية الحالية لا تريد الاتفاق مع إيران، حتى لا ينعكس هذا الاتفاق على صناديق الاقتراع" . وهذا ما قد لا يدفع باتجاه حصول مواجهة أميركية إيرانية واسعة، وإنما سيقتصر الأمر على بقاء المناوشات بشكلها الحالي، لأن الطرفين يعرفان حدودهما جيداً .

لكن في المقابل، وبالنظر إلى خطورة التطورات على الجبهة الجنوبية، وارتفاع حرارة التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، فإن الرسائل التي يحملها الموفدون إلى بيروت، تجمع على التحذير من خطورة خروج الوضع عن السيطرة في أي وقت . وهو ما أشار إليه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا، في الاجتماعات التي عقدها في لبنان، بحيث شدد أمام من التقاهم، على أن رسالته الأساسية هي الحاجة إلى تهدئة التوترات في المنطقة التي يمكن أن يكون لها آثار محتملة على السلام والاستقرار في لبنان. ولم يخف المسؤول الأممي قلقاً عميقاً إزاء أعمال العنف عبر الخط الأزرق ، والذي يشير إلى احتمال حدوث تصعيد أوسع نطاقاً، وهو ما يجب تجنبه بأي ثمن، داعياً جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، لأن كل يوم يستمر فيه هذا الوضع يزيد من خطر نشوب نزاع أكبر وأكثر تدميراً، وفقاً لتقارير بعثة الأمم المتحدة العاملة في لبنان .


 ولا تستبعد المصادر المعارضة، أن "يستمر النظام الإيراني في استخدام لبنان صندوق بريد، وهو ما سبق وأشار إليه قاسم سليماني عن وضع يده على أربع عواصم عربية، كان يقصد أنه قادر على تحريك أوراق على مستوى الحوثيين والحشد الشعبي ونظام الأسد وحزب الله . والآن تبين أن هناك علاقة وطيدة مع حماس، وأن كل هذه الأوراق يحركها الإيراني من أجل مصالحه . وطالما أن جنوب لبنان، يستعمل اليوم كصندوق بريد لإيران، فإن لذلك مخاطر جسيمة على الاستقرار في البلد" . وتشير، إلى أن "حزب الله يضع لبنان أمام معادلة مستحيلة، أي إذا أردتم رئيساً عليكم أن تقبلوا بسليمان فرنجية، وإذا رفضتم فرنجية، فعليكم أن تتحملوا مسؤولية الفراغ، وربما هذا الفراغ سيقودنا إلى مجهول" . وأشارت، إلى "أنهم سيحاولون القيام بعملية قيصرية لانتخاب رئيس، لأنهم يريدون ضمانة، أنه في حال انتهاء حرب غزة على خسارة النفوذ الإيراني في المنطقة، فإنهم يريدون التعويض من خلال بناء دولة صديقة في لبنان" . 

وإزاء ما يجري من تطورات في المنطقة، فإن الملف الرئاسي سيبقى وفقاً لأوساط متابعة، في دائرة المراوحة المفتوحة على كل الاحتمالات، وبانتظار نتائج المشاورات، داخلياً وخارجياً . وفيما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن "أحداً من الفرقاء لا يريد حلاً من الداخل بل من الخارج"، مضيفاً، "ليس لدينا حتى الآن سوى مرشح واحد هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والباقون إما لم يعودوا موجودين أو لا يريدون الترشح"، وما قابله من رد من جانب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بأن كتلة "الجمهورية القوية" مستعدة للمشاركة في أي جلسة انتخاب رئاسية، فإنه ينتظر أن يكون الملف الرئاسي، الطبق الأساسي خلال مأدبة العشاء التي يقيمها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية في منزله في بيروت، في وقت قالت مصادر "التقدمي"، إن "عشاء كليمنصو هدفه تزخيم الحراك الداخلي، لإحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية، لإخراج لبنان من النفق، وتحصينه من الحرائق المندلعة في المنطقة، والتي تهدده بأضرار جسيمة"، بينما شدد النائب وائل أبو فاعور، على أنه "اذا كنا ننتظر حراكا خارجيا حول الرئاسة فهذا لا يعفينا كقوى سياسية من مسؤولياتنا في الاقدام بشجاعة على محاورة بعضنا بعضا، والبحث عن المشتركات فيما بيننا، وهذا هو صميم الزيارات واللقاءات التي يجريها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط مع كل القوى السياسية، لان الحوار هو السبيل الوحيد للبحث عن التوافقات في الرئاسة كما في غيرها من الاستحقاقات" .