بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 نيسان 2018 06:09ص هل يُشعِل الكيمياوي مواجهة أميركية - روسية تطيِّر انتخابات لبنان؟

خيارا واشنطن في سوريا بين الضربة العقابية والمواجهة الموسّعة

حجم الخط
تتسارع فصول الحرب في سوريا على وقع السياسة الدولية الجديدة وإعادة خلط الأوراق على مستوى المنطقة. ولعلّ الاشتباك الأميركي - الروسي على خلفية الاتهامات الأميركية للنظام السوري باستخدام الكيمياوي في دوما وما استتبعه من ضربات صاروخية تبيّن أنّها اسرائيلية استهدفت مطار تيفور T4، هو الأخطر منذ اندلاع الحرب. وقد تعزّزت هذه الأجواء مع الكلام الواضح لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عن أمل بلاده في ألا تصل الأمور في سوريا إلى مستوى التهديد باندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرا في سياق تعليقه على احتمال توجيه واشنطن ضربة في سوريا، الى أنّ التزييف والحشو الإعلامي يُستخدم لتصعيد الوضع وهو أمر غير مقبول وخطير للغاية.
يرى مراقبون أنّ التوجّه الأميركي بعد التصعيد في المواقف، لا سيما ما جاء منها في تغريدات الرئيس دونالد ترامب، يوجز الصورة باحتمالين بالنسبة الى واشنطن:
أ- أن تردّ الولايات المتحدة على مزاعم استخدام النظام السلاح الكيمياوي في دوما بعملية عسكرية محدودة، قد تكون أكبر بقليل من ضربتها ضد مطار الشعيرات في السابع من نيسان من العام الماضي ردّا على الهجوم الكيمياوي في خان شيخون، ولكنّها ستكون أقلّ من حرب، وعندها لن يكون لهذه العملية المحدودة ايّ تداعيات على المنطقة ولبنان من ضمنها. 
ويُربط هذا التحليل بكلام يُطرح في واشنطن بأن تكون العمليّة الأميركية الموعودة تأديبية عقابية لا تهدف الى زعزعة وضعية النظام إنما تبقى تحت سقف ابقاء الوضع الرئاسي السوري على ما هو عليه. وهي، إن حصلت، ترددت معلومات في واشنطن أنها ستستهدف خصوصا تدمير سلاح الجوّ السوري المسؤول عن مساعدة الجيش في عملياته وفي قصف براميل الكيماوي، كما الدفاعات الجوية السورية التي هي عبارة عن منظومات س - 200 وهي التي أسقطت طائرة الـ «ف-16» الاسرائيلية قبل قرابة الشهرين.
وتضيف هذه المعلومات الأميركية غير الرسمية أنّ من شأن ذلك أن يحدّ من الاندفاعة السورية لأنّ سلاح الجوّ هو السلاح الفتّاك ضدّ المعارضة، وكان ولا يزال ركيزة العمليات العسكرية التي قام بها النظام في عدد من المناطق ولا سيما في الغوطة، كما أنّه سيُستعمل في العمليات المقبلة. وربطا بهذه المعلومات، يقول المراقبون أن أي استهداف محدود للنظام السوري إذا ما حصل سيؤدي الى إعادة التحشيد على مستوى قوات «حزب الله» العاملة في سوريا بعد فترة من الاسترخاء وتقلّص انخراط الحزب في الحرب السورية وسحبه عددا من المجموعات. وهذا «الإحتمال العقابي» لن يمسّ بالستاتيكو اللبناني الذي سيستمرّ على ما هو عليه.
ب - الخيار الثاني المطروح نظريا، وإن كان مستبعدا، أن تقرّر الولايات المتحدة فتح الباب على مواجهة موسّعة قد يشارك فيها عدد من الدول الفاعلة، منها فرنسا واسرائيل وبريطانيا. وهذا الخيار إن حصل، بنظر المراقبين، سيعيد خلط الاوراق على مستوى المنطقة وستكون له انعكاساته المباشرة لبنانيا، لا سيما على مستوى الاستحقاقات السياسية الاقتصادية والمالية، وأبرزها الانتخابات النيابية. وسبق لمرجع سياسي ان قال بوضوح أن لا شيء يحول دون إجراء الاستحقاق الانتخابي في ايّار المقبل سوى حرب على مستوى المنطقة. ومن التداعيات الأكيدة لهكذا خيار، مشاركة «حزب الله» الاكيدة مع ما يعني ذلك من تشديد دولي للعقوبات عليه والتي قد تطال هذه المرّة كل لبنان بشكل مباشر، وهذا ما سيكون بمثابة النقيض لمؤتمر سيدر وما أفرزه من نتائج إيجابية على المستويين الداخلي والخارجي.